عرض مشاركة واحدة
الواثقة بالله غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 12 )
الواثقة بالله
المراقب العام

رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,264 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 07-04-2018 - 06:22 AM ]

كما سبق التنبيه له سيكون المبحث الأول في :
هل البسملة آية مستقلة من القرآن الكريم ؟ أو من سورة الفاتحة ؟ أو من كل سورة [سوى براءة وهي جزء من آية من سورة النمل بالإجماع ، نقل ذلك الجصاص الحنفي في أحكام القرآن وابن العربي الفقيه المالكي في أحكام القرآن له والآمدي الشافعي في الإحكام والمرداوي الحنبلي في التحبير شرح التحرير ] ؟ أو ليست بآية مطلقا ؟
إختلف أهل العلم في هذا كله إلا ما سبق أن فيه إجماعا :
ومما أجمع أهل العلم عليه أيضا أنه لا يكفر من نفى البسملة أو أثبتها لوجود الشبهة في ذلك ، لأن المنكر ليس قاصدا إنكار ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم . ومن أسباب الخلاف هو اشتراط تواتر ما في القرآن .


وإليك تفصيل الأقوال :
أقوال الأئمة الأربعة وغيرهم في البسملة :
الإمام مالك بن أنس :

1 - البسملة ليست آية من القرآن مطلقا وإنما هي للتبرك .
وروي ذلك أيضا عن الأوزاعي[الأوسط لابن المنذر وابن قدامة في المغني] وأبو جعفر محمد بن جرير الطبري كما في تفسيره وليس هنالك نص عن أبي حنيفة إلا أن الكرخي [فقيه حنفي مشهور ] قال : ومذهبه يقتضي أنها ليست آية من فاتحة الكتاب لأنه يسر بها في صلاة الجهر [وإن كان ذلك ليس بلازم إذ من الأئمة من يقول أنها ليست من الفاتحة ومع ذلك يقرأها قبل الفاتحة ] ويروى عن قراء المدينة والبصرة والشام [تفسير البغوي] وقد نفى بعضهم أن يكون قولا لهؤلاء القرآء وهم مجمعون على أنها من القرآن واختلفوا هل هي من الفاتحة أو لا وهل هي من باقي السور أو آية مستقلة للفصل بين السور ، وحكي عن الإمام أحمد [قال ابن تيمية (فتاوى (434،438/22) : لا يصح ذلك عنه وإن كان قولا في مذهبه)] ، واختاره الباقلاني .


الإمام الشافعي :

2 - البسملة آية من كل سورة .
وهو قول أبي ثور ومن القراء عبد الله ابن كثير الداريّ [ليس المفسر] وجماعة قراء الكوفيين وجمهور فقهائهم منهم المقرئ عاصم بن أبي النجود الكوفي وعلي بن حمزة الكِسائي وابن المبارك ، والزهري وعمرو بن دينار وابن جريج ومسلم بن خالد وسائر أهل مكة


الإمام أحمد وأبي حنيفة :

3 - أنها آية مستقلة ليست من السور وليست من الفاتحة ، وهي للفصل بين السور .
وقول بعض متأخري الأحناف ونسب للإمام الشافعي وهو خلاف المشهور عنه ، نص على ذلك السرخسي في أصول الفقه ، وانتصر لذلك الزيلعي في نصب الراية ، وابن الهمام تحرير الأصول ، وقول داود الظاهري إذ قال : هي آية من القرآن منفردة في كل موضع كتبت فيه في المصحف ، في أول فاتحة الكتاب ، وفي أول سورة من القرآن وليست في شيء من السور إلا سورة النمل ، وإنما هي آية مفردة غير لاحقة بالسورة وقول عبد الله بن المبارك [فتاوى ابن تيمية] ومحمد بن الحسن الشيباني [المبسوط للسرخسي] ، وابن خزيمة والجصاص[أحكام القرآن له] وابن قدامة [المغني] وشيخ الإسلام [فتاواه] والزيلعي[نصب الراية (343/1)] .
وقال أبو زيد عبد الرحمن السهيلي الأندلسي [صاحب الروض الأنف في شرح غريب السير] : نزلت البسملة مع كل سورة بعد ﴿اقْرَأْ﴾ ، فهي آية لا من سورة ، وقد ثبتت في المصحف بإجماع الصحابة ، ولا نلتزم قول الشافعي أنها آية من كل سورة ، بل إنها آية من القرآن مقترنة مع كل سورة ، وهو قول داود وأبي حنيفة ، وهو قول بين لمن أنصف .
4 - إنها آية من الفاتحة فقط :

وهو قول بعض الشافعية ، ووافقهم في الفاتحة للإمام أحمد [مسائل الإمام أحمد لأبي داود السجستاني] وإسحاق وأبو عبيد [أنظر الأوسط لإبن المنذر والمغني لإبن قدامة والمجموع للنووي] وجماعة من أهل الكوفة وأهل مكة وأكثر أهل العراق[حكاه ابن المنذر في الأوسط عن أكثر أهل العراق] إلا أن الإمام أحمد وإسحاق وأبا عبيد يخفونها في الصلاة الجهرية وهو مروي عن سعيد بن جبير [أنظر مصنف عبد الرزاق باب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم] وأكثر القراء والفقهاء من أهل مكة [الإستذكار (173/2)] والكوفة [تفسير الطبري ، وتفسير القرطبي] .




5 - أنها آية من الفاتحة وجزء آية من السور .


6 - أنها بعض آية من السور كلها .

ولم أجد قائل ولا أدلة للقول الـــ 5 و 6 .

وباقي الأقوال منصبة في قولين متفرعين :
قول أن البسملة من القرآن واختلفوا هل هي من الفاتحة ومن السور أو آية مستقلة . وهو القول 2 و 3 و 4 ، وأدخلنا القول 4 تنزلا .
وقول قال أنها ليست من القرآن مطلقا إنما لأنزلت للتبرك . وهو القول 1 .

وفي رأي ومنهجي الذي انتهجته أن نبحث في قرآنية البسملة ابتداءا ومن بعد ذلك نحقق القول الحق والذي تدل عليه الأدلة إن شاء الله .
وإني أناشد كل من يقع على ما تخطه يدي أن يمد بيد المساعدة فالمسألة ليست بالسهلة ولا بالهينة ، فلربما إختلط علي قول بآخر أو أدخلت عالم في قول ليس له والله المستعان والمؤمن قوي بإخوانه ضعيف بمفرده .
وأصلا هذه المشاركة قابلة للتعديل والزيادة والنقصان من اضافة عالم أو حذفه أو نقله من قول لآخر والله المستعان وعليه التكلان .




توقيع : الواثقة بالله
قال الشافعي - رحمه الله - :
من حفظ القرآن عظمت قيمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم.
جامع بيان العلم و فضله

رد مع اقتباس