[فوائد عن أيام التشريق، وهي الثلاثة أيام بعد يوم عيد الأضحى]
💢 عَنْ نُبَيْشَةَ الهُذَلِيِّ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
*«أيّامُ التَّشْرِيقِ أيّامُ أكْلٍ وشُرْبٍ وذِكْرٍ لِلَّهِ».*
📗[صحيح مسلم (1141)]
☀ لماذا سُميت بأيام التشريق؟
📌قال العلامة العثيمين رحمه الله:
*«والتشريق هنا بمعنى: وضع اللحم في الشمس، وكانوا فيما سبق يُشرحون اللحم ويضعون عليه الملح ثم ينشرونه في الشمس من أجل أن ييبس فيدخرونه عندهم كل السنة أو أقل أو أكثر حسب ما عندهم من اللحم،… مأخوذ من شروق الشمس حتى ييبس، ويمكن ادخاره».*
📚[التعليقات على الكافي لابن قدامة (3/250)]
💢 فوائد الحديث:
▪قال الحافظُ النووي رحمه ﷲ:
*«وفِي الحَدِيثِ اسْتِحْبابُ الإكْثارِ مِنَ الذِّكْرِ فِي هَذِهِ الأيّامِ مِنَ التَّكْبِيرِ وغَيْرِهِ».*
📚[شرح النووي على مسلم (8/17)]
▪وقال الحافظُ ابنُ رجب رحمه الله:
*«أيام التشريق يجتمع فيها للمؤمنين نعيم أبدانهم بالأكل والشرب، ونعيم قلوبهم بالذكر والشكر، وبذلك تتم النعم، وكلما أحدثوا شكرا على النعمة كان شكرهم نعمة أخرى إلى شكر آخر، ولا ينتهي الشكر أبدا».*
📚[لطائف المعارف (ص:291)]
▪وذكر العلامة العثيمين رحمه الله جملةً من فوائد الحديث:
*«منها: أنه ينبغي للإنسان أن يتمتع بنعم الله من الأكل والشرب حتى في أيام الأعياد من باب أولى، ولهذا رُخص للناس في أيام الأعياد في شيء من الفرح لا يرخص لهم في غيره، الجاريتان اللتان تغنيان في يوم بعاث بين يدي الرسول ﷺ في أيام منى لما انتهرهما أبو بكر قال له النبي ﷺ: (دعهما فإنها أيام عيد).*
فيستفاد من هذا: أنه ينبغي للإنسان في أيام الأعياد أن ينبسط وأن يفرح بنعمة الله تعالى بإكمال الصوم لا للتخلص منه، ولكن للتخلص به من الذنوب، لأن من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، في يوم النحر عرفه الواقف بها يقال لهم: ارجعوا مغفورًا لكم فلهذا صار عيدًا يفرح به الإنسان بالتخلص من الذنوب بسبب هذا العيد.
ومن فوائد الحديث أيضًا: تحريم صيام أيام التشريق؛ لأنه خروج بها عما أراد الشارع بها من أن تكون أيام أكل وشرب.
ومنها: أنه ينبغي للإنسان ألا يلهيه الأكل والشرب الذي هو غذاء البدن عن ذكر الله الذي هو غذاء الروح، فإن الإنسان إذا أكل وشرب حصل له من الأشر والبطر ما لا يحصل للجائع، فأعرض عن ذكر الله فقال الرسول ﷺ وذكر حتى لا يغفل الإنسان بالأكل والشرب عن ذكر الله.
ومن فوائد الحديث: حكمة النبي ﷺ في تربية الخلق؛ لأنه لما ذكر هذا الأكل والشرب الذي يكون مظنة للغفلة نبههم على ذكر الله قال: (وذكر لله عز وجل)».
📚[فتح ذي الجلال والإكرام (277/3)]
🌀 وفي الختام: يقول الحافظُ ابنُ رجب رحمه الله:
«مَن صامَ اليوم عن شهواتِه أفطرَ عليها غداً بعد وفاته، ومَن تعجّل ما حرم عليه من لذاتِه عُوقب بحرمانِ نصيبه من الجنةِ وفواتِه!
شاهِدُ ذلك: مَن شرِبَ الخمرَ في الدُّنيا لم يشربها في الآخرة، ومن لبس الحريرَ لم يلبسه في الآخرة!
أنتَ في دار شتاتٍ
فتأهّب لشتاتكْ
واجعل الدنيا كيومٍ
صُمتَه عن شهواتِكْ
وليكن فِطرُك عند اللهِ
في يومِ وفاتِكْ».
📚[لطائف المعارف (ص:293)].
https://t.me/nooora431