🌟 قال العلامة ابن عثيمين
عليه رحمات رب العالمين - :
☀ مِن الفِتن ما يَرِد أو ما يعرض لبعض طلبة العلم من الإعجاب بالنفس ،
والاعتداد بالرأي ، واحتقار الآخرين ، وعدم رفْع الرأس لأقوالهم ، حتى يتصوَّر الإنسان نفسه كأنَّه عالِم الأمة، وجهبذ الأمة ، وهذا الداء - أعني : داء العجب - من أشدِّ ما يكون ضررًا على المرء ، لا سيَّما طلبة العلم ؛ لأنَّ الرجل إذا أُعجب برأيه احتقر الآخرين ، ولم يرفعْ لرأيهم رأسًا ، ولا يرى لمخالفتهم بأسًا ، وتجده يمشي على الأرْض ، فكأنَّه يمشي على الهواء من شدَّة العُجب عنده ، حتى إنَّ الرجل ليذهب إلى القوم الذي ليس لهم حَظٌّ من النظر ، فيأخذ بهم ، ويحتقِر الآخرين الذين عندَهم من العلم والنظر ما ليس عندَه ؛ لأنَّه اطلع على حديث لم يعلم أنَّ له معارِضًا ، لم يعلم أنَّه ضعيف ، لم يعلم أنَّ له مخصِّصًا ، فيأخذ به ، ولَيْتَهُ يأخذ به ويَسلَم الآخرون من شرِّه ، يأخذ به ، ثم تراه يُضَلِّل مَن هو أفضل منه في العِلم والدِّين .
وهذا داءٌ عظيم يوجب لمن اتصف به - نعوذ بالله منه - أن يَعْمَى عن الحق ، يَرى الباطل حقًّا ، والحق باطلاً .
☀ ولقد سمعتُ عن بعض الصِّغار في العلم أنَّه عورض مرَّة من المرات بقول الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - فقيل له : أنت تقول كذا ، وأحمد بن حنبل يقول كذا .
• فقال : ومَن أحمد بن حنبل ؟! أحمد بن حنبل رجل ، وأنا رجل !
🔅 فكأنَّ الرجولة عندَه لا تكون إلاَّ بآلة الذَّكَر ولِحْيَةِ الرجل ، الرجولة في الدِّين تحتاج إلى علم وتقوى ، فَلْنفرِض أنك رجل ، وأحمد بن حنبل رجل ، لكن هل أنت في مصافِّ الإمام أحمد في العلم ، أو في الزُّهْد ، أو في التقوى ؟!
🔅 اتقِّ الله يا أخي في نفسك ، واعرِفْ قدرَ نفسك ، ومَن أُعجب بنفسه سَقَط من أعين الناس ، وهذه من الفِتن العظيمة .
🔅 ولهذا ؛ تجد الرجل يتحدَّث معك وهو شامخ مرتفع ، لا يلين ولا يتبيَّن لديه الحقّ ، وذلك بسبب الإعجاب بالنفس ، وهو مِن الفتن التي نسأل الله - عزَّ وجلَّ - أن يجعلنا ممَّن عَرَف قدرَ نفسه ، وأنزلها في منزلته " .
【 شريط : موقف المسلم من الفتن 】
•┈┈•◈◉❒✒❒◉◈•┈┈•