منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الدفاع عن الإسلام والسنة

كلام الشيخ عبيد الجابري في محمد حسان المصري :::

منتدى الدفاع عن الإسلام والسنة


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي أ/أحمد مخالفة
أ/أحمد غير متواجد حالياً
 
أ/أحمد
عضو مميز
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 121
تاريخ التسجيل : Apr 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,285 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي كلام الشيخ عبيد الجابري في محمد حسان المصري :::

كُتب : [ 12-26-2011 - 02:06 AM ]

بسم الله الرحمن الرحيم



الإيضاح والبيان عن حال مُحمد حسان
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
الـحمد للَّه والصلاة والسلام على رسول اللَّه وعلى آله وصحبه أجْمعين:
1) شيخنا حفظكم اللَّه ما رأيكم فِي مُحمد حسان حيث قال فِي أحد خطبه: «ولكننا نَحن الـمسلمين، نَحن الـموحدين، نَحن الـمؤمنين، نَحن الدعاة إلَى هذا الدين اختلفنا فيما بيننا، اختلفنا على أمور فرعية لا تسمن ولا تغنِي من جوع، وتركنا الأصول وكلنا جَميعا موحدون وكلنا جَميعا مؤمنون وكلنا جَميعا مسلمون لا إله لنا إلا اللَّه ولا كتاب لنا إلا كتاب اللَّه ولا زعيم لنا إلا ابن عبد اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فلما هذه الأحقاد، ولِما هذه الـخلافات، ولِما هذه النِزاعات؛ سبحان اللَّه! لا فرق بين أخٍ سلفي لا فرق بينه وبين أخيه من جَماعة التبليغ ولا فرق بين هذا وبين أخيه من جَماعة الإخوان ولا فرق بيْن هذا وبين أخيه من جَماعة أنصار السنة، كلنا جَميعا نقول لا إله إلا اللَّه، كلنا جَميعا نقول مُحمد رسول اللَّه»، فما تعليقكم شيخنا حفظكم اللَّه على هذا الكلام؟
قال فضيلة الشيخ الوالد العلامة عبيد بن عبد اللَّه الـجابري حفظه اللَّه:
بسم اللَّه، والـحمد للَّه وصلى اللَّه وسلم على نبينا مُحمد وعلى آله وصحبه أجْمعين، أما بعد:
فإن هذا الكلام من مُحمد حسان الـمصري ليس فيه إلا تقرير لقاعدة الـمعذرة والتعاون: «نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه»، وهذه القاعدة هي قاعدة الـمنار أولاً، ثُم هي قاعدة الإخوان الـمسلمين الـمصرية التِي أسسها حسن البنا فِي مصر، فِي منتصف القرن الـماضي الـميلادي تقريبا، وجعلها منهجًا يسلكه كل من ينتمي إلَى جَماعته من بعده، وخلاصة ما تضمنه كلام مُحمد حسان هذا فِي أمرين:
الأمر الأول: وصف جَميع الـمسلمين أنَّهم على التوحيد، وإنَّما كان خلافهم واختلافهم فِي أمور فرعية، وهذا ليس بصحيح، فإن من خبَر حال الـمنتسبين إلَى الإسلام يَجد أنَّهم ليسوا كلهم على التوحيد، بل فِي كثير من أوساط الـمسلمين تُشيَّد القِبب، وتُرفع الـمشاهد، والأضرحة التِي تُعبد من دون اللَّه سبحانه وتعالَى.
وثانيًا: برَرَ ما نقمه على الـمسلمين من اختلاف أن الكل يقول: لا اله إلا اللَّه الكل يشهد الشهادتيْن ولازمه أن هذا كافٍ فِي الـحكم على الـمرء بأنه مسلم، لأن لازم قوله يكفي فِي الـمرء الشهادتان، وهذا ليس بصحيح فإن أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قاتلوا بنِي حنيفة وهم يشهدون الشهادتيْن حين منعوا الزكاة، وقاتل علي رضي اللَّه عنه السبئية وأحرقهم بالنار مع أنَّهم يشهدون الشهادتيْن، وأجْمع الـمسلمون على أن الفاطميين الذين حكموا مصر والـمغرب فِي القرون الـمتأخرة بأنَّهم كفار، أعنِي الفاطميين، وأن دارهم دار حرب مع أنَّهم يشهدون الشهادتيْن، فهذا القول من مُحمد حسان يدل على جهله بالشهادتيْن وما تُقَيّدانِ به، من القيود العظيمة فليس كل من قال الشهادتيْن ونطق بالشهادتيْن، هو مسلم معصوم الدم والـمال، بل لا بد مع القول بالشهادتيْن من العلم بِمعناهُما، والعمل بِمقتضاهُما، فهل مُحمد حسان يفقه هذا؟ أو قال مقولته هذه عاطفة؟ فإن كان يفقه هذا وتركه فإنه غاشٌ للإسلامِ وأهله، وخائن للدعوة، لأنه قرر أن قول لا اله إلا اللَّه ومُحمد رسول اللَّه والقرآن كتاب اللَّه كافٍ فِي الـحكم على الـمرء بالإسلام، وإن كان لا يفقههُ فإنه ليس من الدعاة إلَى اللَّه على بصيرة، بل هو من دعاة الـجهل، فيجب على مُحمد حسان أن يتعلم الطريق الصحيح للدعوة إلَى اللَّه، وأن يقرر فِي الشهادتيْن ما قرره أئمة السُّنَّة، من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أهل القرون الـمفضلة، ومن هو على منهجهم، ولا يتكلم بِهذه الكلمات التِي هي تقريرٌ لقاعدة الـمعذرة والتعاون التِي تلقّفها حسن البنا ولا يزال منظروا حركته جَماعة الإخوان الـمسلمين على هذا.
بل يظهر لِي أن الرجل إخوانِي لأنه حَكَمَ على جَميع الـمنتسبين للإسلام بأنَّهم كلهم موحدون، وأن اختلافاتِهم على أمور فرعية، وهذا الكلام لا يقوله إلا كذاب أو جاهل، نعم.

2) حفظكم اللَّه شيخنا ثانيًا يَمدح مُحمد حسان سيد قطب ويقول عنه: «فهو الرجل الذي قدم دمه وفكره وعقله لدين اللَّه»، ويقول: «وأنا أشهد اللَّه أنِّي أحب هذا الرجل فِي اللَّه»، ثُم يطعن على من رد عليه ويتهمه بالظن فما رأيكم شيخنا حفظكم اللَّه؟
قال فضيلة الشيخ الوالد العلامة عبيد بن عبد اللَّه الـجابري حفظه اللَّه:
إن حال سيد قطب الـمصري قد انكشفت واستبانت لِمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، من خلال ما يأتِي:
أولاً: أحصى الشيخ عبد اللَّه بن أحْمد الدويش رحِمه اللَّه على الرجل فِي كتابه التفسير الـموسوم «فِي ظلال القرآن» إحدى وثَمانين ومائة خطيئة، فيها الـجبر والقول بوحدة الوجود وتعطيل الصفات والقول بِخلق القرآن والتكفير.
ثانيًا: رد عليه الشيخ مَحمود شاكر رحِمه اللَّه فيما يتعلق بطعنه فِي الصحابة فأبَى وأصرّ، ولَم يتراجع.
ثالثًا: أبان بيانا وافيا شافيا وافيا، أخونا الأكبر الشيخ ربيع حفظه اللَّه حال الرجل، وضلاله، من خلال ما نقله عنه من كتبه، وأظن ما كتبه أخونا أبو مُحمد حفظه اللَّه عن سيد قطب فِي خَمسة كتب أو أربعة، وفي جَميعها ينقل من كتب سيد قطب ما يدل على أن الرجل منحرف، وإن انتسب إلَى الإسلام، فهو منحرف عن منهج الإسلام الـحق، وعن منهج أهل السنة والجماعة، وهاك عبارة واحدة كافية فِي ضلال سيد قطب، كما أنَّها دليل على أن الرجل يدعو إلَى وحدة الأديان، وهذه العبارة منقولة من كتابه «معركة الإسلام والرأسْمالية» قال سيد قطب: «ولا بد للإسلام أن يَحكُم، لأنه العقيدة الإيـجابية الإنشائية الوحيدة، التِي تصوغ مزيـجًا متكاملا من الشيوعية والنصرانية معًا، يتضمن أهدافهما، ويزيد عليهما التوازن والتناسق والاعتدال».
فما مضمون هذه العبارة ملخصًا؟ إن مضمونَها ملخصًا يتضمن واحدًا من معنيين وكلاهما فاسد:
الـمعنى الأول: أن الإسلام خليط من الشيوعية والنصرانية فهما أصلٌ له، فكأنه يقول الإسلام خُلِّطَ من هذه وهذه.
والـمعنى الثاني: أن الإسلام أصل للشيوعية والنصرانية، وليس أحد الـمعْنَيين هو أصلح من الآخَر، بل كلاهُما فاسد، وكُفُرْ باللَّه سبحانه وتعالَى كفر ناقل عن ملة الإسلام، بقي هل يعتقد سيد قطب هذا أولا؟ هذا بينه وبين اللَّه، ولكن الإخوان الـمسلمين وإن كان بعضهم قد رد عليه أوّل الأمر، رأوا فِي منهجه الفاسد خدمة لِمنهجهم، وسُلُّمًا يعبرون من خلاله إلَى عواطف عوام الـمسلمين، لأن عوام الـمسلمين ما كانوا يعلمون حال سيد بن قطب الـمصري، وإن احتج أحدًا بأنه لا يزال أناسٌ يُبَجِّلون سيد بن قطب ويَمدحونه ويثنون عليه ويشيدون به، أنا أقول: نعم ولكنهم ثلاثة أصناف:
[الأول]: صنفٌ لا يعلمون عن سيد قطب ما علمه غيرهم مِمن أبانَ حالهُ وكشف ضلاله، وإنَّما يعلمون عنه أمور فِي التعدد فِي الـحِكم من النكاح مثلاً فِي البر والصلة وهذه أمور يُمكن لكل مسلم أن يتكلم فيها.
الثاني: عالـم ربّانِي لكنه ابتلي ببطانة سوء، حجبت عنه أقوال إخوانِهِ من علماء السنة الذين انبروا لسيد قطب وغيره من أئمة الضلال.
الثالث: صاحب الـهوى وهذا لا غرابة أن يبجله ويثنِي عليه ويشيد بِمنهجه لأنه يَخدمه وهو سلمٌ له ومعبَر له إلَى من ليس عنده فقه فِي السنة.
وخاتِمة القول: أن من خَبَرَ «معالـم فِي الطريق» وهو من أشهر كتب الرجل يستبين له إن كان متجردًا للحق، أن سيد قطب حامل لواء التكفير فِي هذا العصر بلا منازع، فتكفير الأمّة والـمجتمعات الإسلامية عند الرجل جُزافًا، فهل يعقل هذا مُحمد بن حسان؟ هل أدرك هذا؟ أو أنه يقول بلا علم؟ ولا دراية؟ وما أظنه إلا من الأول لأنه أعلن أنه يُحبه، وأنه قدم عقله وفكره ودمه، ونَحن نقول: يا شيخ ابن حسان اعلم أن مُجرد حُسن النية لا يكفي فِي تسويغ العمل والـحكم بأنه صالـح، بل لا يكون العمل صالـحًا حتَّى يستجمع أمرين وهُما تَجريد الإخلاص للَّه وتَجريد الـمتابعة لرسوله صلى اللَّه عليه وسلم فهل ما سطره سيد قطب ودوّنه وفتحت به كتبه هل كان فيه متابعا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم؟ أو كان ضالاً مضلاً منحرفًا عن جادة الصواب؟ فتفطن إلَى هذا وأدركه واتق اللَّه فِي الـمسلمين ولا تـثنِي على رجل طال فساد حاله وبان ضلاله من خلال كتبه، وما نقله أهل العلم عنه، إيّاكُ أن تَغِشّ أمّة الإسلام، واحذر؛ قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتَّى يكتب عند اللَّه كذابا» فلا تـثنِي على هذا الرجل وتُغرر به، وتغرر بثنائك من لَم يفقه حاله ويعلم ضلاله، فإنك إن فعلت ذلك فقد بُئتَ بإثْمِكَ وإثْم من تضللَّهم بسيد قطب وأمثاله من أئمة الضلال، نعم.

3) بارك اللَّه فيكم شيخنا تارة يقول مُحمد حسان عن أسامة بن لادن يقول: «هذا البطل أسأل اللَّه أن يَحفظه بِحفظه وإخوانه جَميعًا الذين ردّوا شيئًا من الكرامة الـمسلوبة لِهذه الأمة» فما تعليقكم على هذا الكلام بارك اللَّه فيكم؟
قال فضيلة الشيخ الوالد العلامة عبيد بن عبد اللَّه الـجابري حفظه اللَّه:
يكفي دليلاً على فساد هذه الـمقولة، أن من يُعتدُّ بقوله من علماءنا وأئمتنا وعلى رأسهم سَماحة الإمام الأثري الفقيه الـمجتهد شيخ الإسلام عندنا وعند من يعرف قدره من الـمسلمين فِي أقطارٍ شتَّى أعنِي به الشيخ عبد العزيز بن باز رحِمه اللَّه قد أفتَى هؤلاء العلماء بأن الرجل خارجي، والـخوارج ليسوا من أهل السنة، أمر النبِي صلى اللَّه عليه وسلم بقتلهم وقتالِهم ووصفهم بأنَّهم شر قتلى تَحت أديـم السماء، هذا أولاً.
وثانيًا: أيّةُ كرامة مسلوبة أعادها هؤلاء؟ فانظر إلَى أفغانستان كيف احتلها الأمريكان وفرضوا سيطرتَهم عليها؟ ولا سبيل لَهم سلكوه إلَى هذا الصنيع إلا حَماقة بن لادن ومن سار فِي ركابه وانتهج منهجه، ألَم تعلم أن سبب احتلال أمريكا أفغانستان هي حادثة الـحادي عشر من سبتمبر التِي دبّرها بن لادن؟ فأين الكرامة الـمسلوبة التِي ردّوها؟ يا ابن حسان ما أظنك تفقه ما تقول، ولا أظنك تدري ما يَخرج من رأسك ويسطره قلمك فنصيحتِي لك أن تَجلس إلَى أهل العلم وأن تتعلم السنة من دواوينها الأصيلة، كصحيحي البخاري ومسلم والـمسانيد والسنن والدواوين الأخرى كالإبانة لابن بطة العكبري وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وإياك أن تندسّ فِي ظلال قاعدة الـمعذرة والتعاون فإن أمرها وأمر أهلها قد انكشف وعُلِمَتْ هذه القاعدة وعُلِمَ أساطينها ومنظريها فلن يعدو هذا الفكر الذي تدندن به خافيًا على أهل السنة، فانْحز إلَى أهل السنة وانضم إليهم ودع عنك بُنَيّات الطريق دع عنك الكلام الـمزخرف الـمنمّق فإنك بِهذا الصنيع تَضلُّ وتُضِلّ ونسال اللَّه العافية.

4) بارك اللَّه فيكم شيخنا يقول رابعًا سُئِل عن جَماعة التبليغ فقال: «هي جَماعة على خير لا تَعْدَمُ خيرًا كثيرًا تقدمه للأمة»، وذكر عن الشيخ ابن عثيمين أنه قال: «هي من أفضل الـجماعات التِي تعمل الآن على الساحة إلا أنه ينقصها العلم» فما رأيكم شيخنا حفظكم اللَّه؟
قال فضيلة الشيخ الوالد العلامة عبيد بن عبد اللَّه الـجابري حفظه اللَّه:
أظنك يا ابن حسان فِي ثناءك هذا على جَماعة التبليغ أحد رجلين: إما أنك لا تعرف حالَهم وما خبَرت مسلكهم فإن كنت كذلك فاقرأ ما كتبه أهل العلم عنهم، ومنهم الشيخ ربيع حفظه اللَّه والشيخ سعد بن عبد الرحمن الـحصين حفظه اللَّه ومنهم شيخنا الشيخ سيف الرحمن بن أحْمد الدهلوي رحِمه اللَّه وغيرهم فقد أبانوا مسلك هذه الـجماعة وأنَّها جَماعة ضالة مضلة منحرفة عن سبيل الـمؤمنين.
أظنك رجلٌ توافقهم على توافقهم على تفسيرهم لـ«لا إله إلا اللَّه» الذي لا يعدو توحيد الربوبية الذي أقر به الـمشركون فِي زمن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ولَم يدخلهم فِي الإسلام.
فتفسير الـجماعة لـ«لا إله إلا اللَّه» هكذا لا خالق إلا اللَّه، ولا رازق إلا اللَّه، ولا يدبر الأمر إلا اللَّه؛ فإن كنت على هذا الـمسلك فإنك لَم تفقه «لا إله إلا اللَّه» ولَم تعرف منها إلا توحيد الربوبية فهل أنت فِي دعوتك الناس على توحيد الربوبية؟ هذا إن كانت لك دعوة وبئست الدعوة هذه أن رجلاً ينتسب إلَى الدعوة ويزعم أنه يدعو إلَى دين اللَّه الـخالص يوافق هذه الـجماعة على ما تقرره من توحيد الربوبية، فضلاً عما لدى القوم من الشركيات.
وأحيطك علمًا إن كنت تطلب العلم بأن آخر ما تبايع عليه هذه الـجماعة من يتبعها السلسلة الرباعية الصوفية وهي الـجشتية والقادرية والسهروردية والنقشبندية فأي خيْر فِي هذه الـجماعة؟ لكن أظنك اسطون من أساطين قاعدة الـمعذرة والتعاون التِي أسلفناها وبِهذا يظهر أنك ليس عندك علمٌ يؤهلك يا ابن حسان إلَى أن تكون داعية إلَى اللَّه على بصيرة.
وأما قولك أن الشيخ مُحمد بن عثيمين رحِمه اللَّه كان يثنِي عليها فلا نزاع عندنا معك فيه، ولكن هل تدري إلَى ما انتهى إليه أمر الشيخ رحِمه اللَّه فِي هذه الـجماعة وجَماعة الإخوان الـمسلمين؟ إنه آخر أمرِهِ كان يبدِّعُ هاتين الـجماعتين ولا يعدهُما فِي الفرقة الناجية بل يعدهُما هو وسَماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحم اللَّه الجميع فِي الثنتين والسبعين الفرقة الـهالكة.
وأقول لك خاتِمة جوابِي على هذا السؤال يا ابن حسان: أنت مولعٌ بتقرير قاعدة الـمعذرة والتعاون وأعلم أن هذا لن ينطلي على من كان عنده شيءٌ من الفقه، فضلاً عمن كان عنده علمٌ وبصيرة بدعوة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم.

5) شيخنا ما رأيكم فِي طعنه فِي الصحابِي الـجليل عمر بن الـحمق حيث يقول عنه: «هذا الغبِي الوقح الأحْمق ابن الـحمق الخزاعي وهو يطعن عثمان رضي اللَّه عنه تسعة طعنات فيقول: طعنت عثمان تسعة طعنات ثلاث طعنات للَّه وستة طعنات لِما كان فِي صدري عليه ولو صدق الكاذب الوقح الـمجرم الخبيث لقال: طعنته تسعة طعنات لِما كان فِي صدري عليه ليس فيها شيءٌ للَّه وكيف يكون فِي قتل عثمان شيء للَّه تعالَى» فما رأيكم بِهذا الكلام حفظكم اللَّه؟
قال فضيلة الشيخ الوالد العلامة عبيد بن عبد اللَّه الـجابري حفظه اللَّه:
ليس غريبًا من أشرب حب سيد قطب أن يقول مثل هذا القول، فإن سيد ابن قطب من قبل قال فِي خلافة عثمان رضي اللَّه عنه: بأنَّها فجوة بين خلافة علي والشيخين وكان يقع فِي عمرو بن العاص ومعاوية ابن أبِي سفيان وأبيه أبِي سفيان وأمه هند رضي اللَّه عنهم أجْمعين ومِما قاله فِي عمرو ومعاوية رضي اللَّه عنهما شراء أهل شراء الذمم؛ أو قال: الذين يشترون الذمم فابن حسان أنا متيقنٌ أنه ينهل من بَحر سيد قطب ويشرب منه ولِهذا كانت كلماته هذه كلها كدر.
وأما القصة التِي جعلها مستندا له فِي النيل من ذلكم الصحابِي والـحمل عليه فهي من طريق الواقدي، والواقدي متروك عند أهل العلم لا يُحتج به فِي مثل هذا ولكن الظاهر أن الرجل يكمش ولا ينبش وما دام أنه يستقي من بَحر سيد قطب العفن الكدر فلا يستغرب منه هذا وإلا لو كان على سنة ما غاب عنه قوله صلى اللَّه عليه وسلم: «إذا ذُكِرَ أصحابي فأمسكوا»، وقوله صلى اللَّه عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابِي فلو أن لأحدكم مثل أحد ذهبا فأنفقه فِي سبيل اللَّه ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفة»، وهكذا أهل الأهواء فإنَّهم يَحملون على أصحاب مُحمد صلى اللَّه عليه وسلم، ورضي عنهم، ويقعون فيهم ولا يرقبون فيهم إلاً ولا ذمة.
إن من كان صاحب سنة لا يَجرؤ على مثل ما قاله ابن حسان وإن كان صحيحا عملا بوصية رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فيهم، وتوقيرًا للصحابة رضي اللَّه عنهم وكنت كثيرًا ما أسئل عن ابن حسان هذا فأقول: هو عندي مَجهول ليس عندي ما يسوغ فيه الكلام لا جرحًا ولا تعديلا وأما الآن فقد ثبت لدي أن الرجل منحرفٌ فِي منهجه عن أهل السنة والجماعة فهو لا يقرره ولا يدعو به وإنَّما هو على منهج الإخوان الـمسلمين أهل الشطط لا سيما سيد قطب والـمودودي وغيرهِما فيجب على من بلغته هذه الـمحادثة أن يَحذر الرجل، وأن يبتعد منه فمن خلال هذه العبارات الـمعروضة يستبين أن الرجل سفيه وقح فاسد الـمنهج ولا يغرنكم أيها الـمسلمون أن الشيخ علي الـحلبي زكّاه، فإن الشيخ عليًا ابن حسن ابن علي ابن عبد الـحميد الشامي الأثري يزكي من ليس أهلا للتزكية، بل يزكي ضُلالاً عُرِفَ ضلالُهم مثل عدنان عرعور وأحمد السوكجي الأنصاري الذي أسس جَماعة الإرشاد فِي إندونيسيا فهو مسكين ضائع فِي هذا الباب فلا يوثق من تزكيته، ولا يغرنكم قول الأخ علي أن ابن حسان رجع عن مدحه لسيد قطب فهذا لا يكفي.
أولاً: لما ذكرت لكم من تساهل الرجل فِي التزكيات فهو يزكي جزافًا.
وثانيًا: هذه العبارات التِي شاعت وذاعت وانتشرت عن ابن حسان فِي كتبه وفِي خطبه وفِي مَحافل أخرى صوتية له يَجب إذا تاب أن يسلك نفس الـمسار وأن يتوب علنًا معلنًا براءته من منهج الإخوان ومن الثناء على أسامة بن لادن ومن الثناء على ابن قطب والـمودودي وغيرهم ويفاصل هذا الـمنهج مفاصلة علنية ظاهرة وبَاطنة وأن يكون انْحيازه إلَى أهل السنة وإلا فهو على ما هو عليه.
واللَّه اعلم وصلى اللَّه وسلم على نبينا مُحمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أملاه: عبيد بن عبد اللَّه بن سليمان الـجابري
الـمدرس بالجامعة الإسلامية سابقًا
وكان هذا الإملاء
عصر يوم الخميس الثاني والعشرين من جُمادى الآخرة عام 1429هـ
والـمصادف للسادس والعشرين من يونيو عام 2008م

ملاحظة : من باب الأمانة العلمية فطعن محمد حسان في الصحابي تراجع عنه ولكن بقية المسائل لازال عليها

 


التعديل الأخير تم بواسطة أ/أحمد ; 12-26-2011 الساعة 02:10 AM
رد مع اقتباس
عارف النهدي غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 2 )  أعطي عارف النهدي مخالفة
عارف النهدي
عضو مميز
رقم العضوية : 5
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 413 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 12-26-2011 - 02:25 AM ]

مجهود رائع أثابك الله


رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:19 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML