بســم الله الرحمن الرحيم
أسئلـةالشيخ عبد الحميد العربي الى فضيلة الشيخ العلامة عبيد الله الجابري-حفظهما الله تعالى- {مفرغ وبالصوت}
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين ومن اتبع هديه واقتفى أثره واستن بسنته الى يوم الدين .
أما بعد:
فهذه أسئلة شيخنا الشيخ:أبي عبد الباري عبد الحميد أحمد العربي-حفظه الله- وليست عبر الهاتف كما يظن البعض بل هي جلسة علمية بن شيخنا والعلامة عبيد وفي بيت الشيخ عبيد -سلمهما الله من كل سوء-
أحببت تفريغها ونقلها من الصوت الى المكتوب عسى الله أن ينفع بها ويزداد النفع وتعم الفائدة أكثر فأكثر كما نفع بأصل المادة.
والله وحده الموفق وأسأله الاخلاص والسداد انه ولي ذلك والقادر عليه.
كما لا يفوتني أن أنبه القارئ الكريم للاستماع الى هاته المادة العلمية مباشرة لأن المفرغ معرض للسهو والخطأ والزلل والله وحده هو العاصم.
واليك الآن الأسئلـــة والأجوبـــة
الشيخ عبد الحميد:السلام عليكم
الشيخ العلامة عبيد الله الجابري: وعليكم السلام
الشيخ عبد الحميد: يقول السائل بارك الله فيكم عندنا مسألة علمية لم ينقل لنا عن السلف فيها القول بالوجوب، بل المنقول عنهم الاستحباب، وظاهر النص يدل على الوجوب.
فهل يسعنا ما وسعهم لأنهم القوم ؟
أو على الطالب أن يمشى على قواعد الاستدلال ويقول بالوجوب؟
الشيخ العلامة عبيد الله الجابري: هذا شبيه في الحقيقة بما قيل قبل، ولكني أريد أن أنبه على شيئ امتاز به السلفيون، وتميز به أهل السنة والجماعة وصار علما عليهم وخصيصة لهم.
وما ذلكم الشيئ انه استعمال نصوص الكتاب والسنة وفق فهم السلف الصالح.
فأهل الأهواء والبدع لا يعولون على فهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ، ولا يرونها شيئا لأنهم لو عولوا عليها لخاب سعيهم وضاع جهدهم الذي يطلبونه وهو حرف الناس عامة والشباب خاصة عن السنة وهم لا يريدون الا ذلك، لا يريدون الاستقامة.
فهذا الذي ذكره السائل من االاستحباب في هذه المسألة أنصحه بالوقوف عنده حتى يجد اماما من الصحابة أوالتابعين وليكن هو من أهل الاجتهاد المطلق لأنه لو كان واجبا ما خفي على هذه الملايين ، ما خفي عليهم ، ملايين بينك وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من الناس ملايين، و فيهم العلماء، فيهم الأيمة مجتهدون الراسخون في العلم فلا يغفلون عن مثل هذا ، لايغفلون عما لمحته أنت من النصوص فكما قال الأوزاعي-رحمه الله-: "فأصبر نفسك مع السنة وقل ما قالوا وقف حيث وقفوا وليسعك ما وسعهم" أوكلمة نحو هذا راجعها في أصول الاعتقاد للاكائي ان شئت.
الشيخ عبد الحميد {مداخلا}: لأن هناك شبهة ياشيخ عالقة بالأذهان يقول بعضهم نحن لا نحتاج الى فهم السلف ،انما نحتاج الى منهج السلف فلما نقشوا ما يمراد بمنهج السلف قالوا: منهج السلف هو المنهج أو القواعد التي سلكها السلف في استنباط الأحكام فقلنا لهم: أنتم تأخذون القواعد التي قعدها السلف ولا تأخذون الأحكام التي صدرت عن السلف فكما قال ابن القيم:"وصف هذا بالمخالف أولى من وصفه بالمتابع".
فكيف ياشيخ تبطلون قولهم استعمال فقط دون استعمال الفهم بحجة أن السلف اختلفوا؟.
الشيخ العلامة عبيد الله الجابري: هو باطل بدون أن نبطله لما يحمله من التناقض فالقواعد قواعد الاستدلال هي منهج السلف فهذا اما صاحب هوى لاعاب بالمقال ليستقطب عواطف الناس حوله ليحزبهم معه واما جاهل فقوله يبطل نفسه بنفسه وقد قدمت أنفا ما يغني عن البسط فيه.
الشيخ عبد الحميد: بارك الله فيكم ياشيخ
هناك سؤال سأله الشباب - حفظهم الله تعالى- وهو: ما هو واجب طالب العلم نحو علماء السنة الأحياء منهم والأموات؟.
الشيخ العلامة عبيد الله الجابري: هذا وجيه ، ويدل على طيبة القلب وسلامة الصدر نحو الأئمة الأعلام ،أعلام الهدى ،ومصابيح الدجى ،من أهل الفضل وجلالة القدر، من الدعاة الى الله على بصيرة، علماء السنة، علماء السلفية، علماء الطائفة المنصورة والفرقة الناجية.
فالواجب حيال هؤلاء واجب مشترك يتلخص أهمه في ما يلي:
أولا: الاعتراف لهم بالسابقة والفضل علينا وعلى غيرنا من هو مثلنا من اخوانهم وأبنائهم بل وعلى أهل الاسلام جميعا وان رغمت أنوف أهل البدع.
ثانيا: الدعاء لهم من كان حيا بالتوفيق والسداد والثبات على السنة في الحياة وبعد الممات ومن كان ميتا بالترحم عليه والاستغفار له، والدعاء له بالمغفرة والرحمة.
ثالثا: احترام مشاعرهم وصيانة كرامتهم وعدم تتبع زلاتهم وان وجدت زلة نبه على أنها زلة وخطأ ومخالفة ، ولا يجوز التشهير بهم والتشفي فان هذا هو مسلك أهل الأهواء .
الشيخ عبد الحميد: هذه اخر أسئلة الاخوة الاماراتيين فما هي نصيحتكم للاخوننا في الامارات عموما؟.
الشيخ العلامة عبيد الله الجابري: لقد يسر الله لي زيارت الامارات جمع الله أهلها حكامهم ومحكوميهم على التقوى والسنة وألزمهم بها وجعلهم أحق بها وأهلها وأنصحهم كما أنصح غيرهم أيضا من أبنائي وبناتي واخواني وأخواتي في الامارات وفي غيرها أن يتمسكوا بالسنة وأن يتفقهوا في دين الله قدر الامكان وأن يلتفوا حول العلماء المشهود لهم بالرسوخ في فقه السنة ، وجلالة القدر والبصيرة في الدعوة الى الله
-سبحانه وتعالى- وأن يحذروا جميع الجماعات الدعوية الحديثة فانها مرتع البدعة ومنشر الهوى ومنشئ الضلال في المنهج والاعتقاد والله أعلـــــــم.
الشيخ عبد الحميد: جزاكم الله خيرا ونفع بكم ومتعكم بالحياة السديدة وتم تسجيل هذا اللقاء الطيب يوم الأربعاء 21 من ذي الحجة 1419 الموافق لـ 7 أفريل 1999 ميلادية ، ونشكر الشيخ على هذا اللقاء الطيب
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لااله الا أنت أستغفرك وأتوب اليك.
منقول