استحباب السواك لمن استيقظ من النوم
في قول حذيفة رضي الله عنه: ((كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ)) "من" بمعنى: في ، يعني: إذا قام في الليل ، كما في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّـهِ﴾ ، "من يوم الجمعة" يعني: في يوم الجمعة.
وهذا الحديث استدل منه بعض أهل العلم – رحمهم الله - على استحباب السواك لمن استيقظ من النوم لأن العلة موجودة وهي تغير رائحة الفم ، فيُستحب أن يستاك لتغيير رائحة الفم ، وآلة التنظيف هي السواك.
وبعضهم قال أن هذا الذي فعله رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في هذا الحديث الذي ذكره حذيفة إنما كان عند قيامه وإرادته للصلاة،كما جاء عند البخاري في الصحيح: (( إذا قام للتهجد )) ، فقالوا: يحمل هذا المطلق على المقيد ، لكن يقال: العلة موجودة وهي: تغير رائحة الفم سواء لمن استيقظ من النوم وأراد الصلاة أو لم يردها ، فالعلة موجودة وهي تغير رائحة الفم ، وعليه فالمستحب في حقه إزالة هذه الرائحة والتخفيف منها ، ويكون ذلك بالسواك ، فيُعمل بالحديثين كل له وجهه ، ولا يقول قائل: حمل المقيد على المطلق ويُحمل أحدهما على الآخر ، فمن قام من النوم ولو لم يرد الصلاة يستحب في حقه أن يستاك ، ومن أراد الصلاة تأكد في حقه الاستياك كما مال إلى هذا الحافظ الشوكاني - رحمه الله -.
http://ar.miraath.net/fawaid/7334