بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله ؛ والصلاة والسلام على رسول الله ؛ وبعد : لقد من الله - تبارك وتعالى - عليّ - منذ فترة - بقراءة كتاب ( المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري - رحمه الله - وسيرته وأقواله ورحلاته ) لجامعه ابن الشيخ عبد الأول - حفظه الله - .
وهذا الكتاب حوى فوائدَ جمةَ وفرائدَ عدةً ، وهو جدير بأن يقرأ ، ويحرص على قراءته ، لكن هذا المجموع قد اعتراه نقص - وهو لا يخلو منه كتاب إلا كتاب ربنا - سبحانه وتعالى - ، ومما اعتاره : وجود أخطاء لغوية : نحوية ، وإملائية ونحوهما .
وكذلك خلو الكتاب من الفهارس العلمية : فهرس الآيات ، فهرس الأحاديث ، فهرس الآثار ، فهرس الأشعار ، فهرس الأعلام ، فهرس الكتب الواردة في الكتب ... إلخ ، وهذه الفهارس مهمة جدا للكتاب ، بل هي مفتاح الكتاب ، وكما يقول بعضهم : مفتاح كل كتاب فهرس جامع ؛ فاقرأ الفهرس قبل كل شيء .
وكذلك وجود تكرار لبعض مادة الكتاب بشكل يعد كبيرا .
وكذلك عدم ترتيب الفوائد ترتيبا مناسبا .
هذه بعض الأشياء التي لاحظتها على الكتاب ، ولقد سمعت أن الشيخ عبد الأول سيقوم بإصدار طبعة جديدة للكتاب ، فلا أدري ماذا عنها .
تنبيه : لقد سمعت الشيخ عبد الرحمان الفريوائي - حفظه الله - في أحد أشرطته أنه قال للشيخ عبد الأول اعرض عليّ كتابك قبل أن تطبعه ، فلم يفعل ، وقام بطبع الكتاب دون عرضه على الشيخ عبد الرحمان ، فلا أدري ما سبب فعله هذا .
وقد قمتُ - بفضل من الله - عز وجل - بطبع شيء من فوائد الشيخ حماد - رحمه الله - على ( الوورد ) فلعلي أقوم بإنزالها هنا في هذه الشبكة - بإذن الله - .
ولن أطيل ! فإلى القصة الذي ذكرها الشيخ أبو عبد اللطيف - عليه رحمة ربي -
الفلاح السلفي !! وقصة تعرفِ الشيخ حامد الفقي العقيدةَ السلفيةَ بسببهِ قصة يحكيها الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله
قال الشيخ حماد الأنصاري - رحمه الله – للشيخ حامد الفقي – رحمه الله - : يا شيخ أنا عندي سؤال ؟
فقال : ما هو سؤالك يا ولدي ؟
فقلت له : كيف صرت موحداً ، وأنت درست في الأزهر ؟ [ قال الشيخ حماد :] وأنا أريدُ أن أستفيد والناس يسمعون .
فقال الشيخ : والله إن سؤالك وجيه .
قال : أنا درست في جـامعة الأزهر ، ودرست عقيدة المتكلمين التي يدرسونها ، وأخذت شهادة الليسانس ، وذهبت إلى بلدي لكي يفرحون بنجاحي ، وفي الطريق مررت على فلاح يفلح الأرض ، ولما وصلت عنده قال : يا ولدي اجلس على الدكة ، وكان عنده دكة إذا انتهى من العمل يجلس عليها ، وجلست على الدكة وهو يشتغل ، ووجدت بجانبي على طرف الدكة كتاب ، فأخذت الكتاب ونظرت إليه ، فإذا هو كتاب " اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية " لابن القيم ، فأخذت الكتاب أتسلى به ، ولما رآني أخذت الكتاب وبدأت أقرأ فيه ، تأخر عني ، حتى قدر من الوقت الذي آخذ فيه فكرة عن الكتاب ، وبعد فترة من الوقت وهو يعمل في حقله ، وأنا أقرأ في الكتاب جاء الفلاّح وقال : السلام عليكم يا ولدي ، كيف حالك ؟ ومن أين جئت ؟ فأجبته عن سؤاله .
فقال لي : والله أنت شاطر ؛ لأنك تدرجت في طلب العلم حتى توصلت إلى هذه المرحلة ، ولكن يا ولدي أنا عندي وصية .
فقلت : ما هي ؟
قال الفلاح : أنت عندك شهادة تعيشك في كل الدنيا في أوربا في أمريكا ، في أي مكان ، ولكنها ما علمتك الشيء الذي يجب أن تتعلمه أولاً .
قلت : ما هو ؟
قال : ما علمتك التوحيد .
قلت له : ما هو التوحيد ؟
قال الفلاح : توحيد السلف .
قلت له : وما هو توحيد السلف ؟
قال له : انظر كيف عرف الفلاح الذي أمامك توحيد السلف .
قال له هذه هي الكتب :
كتاب " السنة " للإمام أحمد الكبير ، وكتاب " السنة " للإمام أحمد الصغير ، وكتاب " التوحيد " لابن خزيمة ، وكتاب " خلق أفعال العباد " للبخاري ، وكتاب " اعتقاد أهل السنة " للحافظ اللالكائي ، وعد له كثيراً من كتب التوحيد ، وذكر الفلاح كتب التوحيد للمتأخرين ، وبعد ذلك كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ، وقال له : أنا أدلك على هذه الكتب إذا وصلت إلى قريتك ورأوك وفرحوا بنجاحك لا تتأخر ارجع رأساً إلى القاهرة ، فإذا وصلت إلى القاهرة ، ادخل ( دار الكتب المصرية ) ستجد كل هذه الكتب التي ذكرتها كلها فيها ، ولكنها مكدس عليها الغبار ، وأنا أريدك أن تنفض ما عليها من الغبار وتنشرها .
[ قال الشيخ حماد :] وكانت تلك الكلمات من الفلاح البسيط الفقيه قد أخذت طريقها إلى قلب الشيخ حامد الفقي ، لأنها جاءت من مخلص .
[ ثم قال الشيخ حماد : ] إنني استوقفت الشيخ وسألته : كيــف عرف الفلاح كل ذلك ؟
قال الشيخ حامد : لقد عرفه من أستاذه ( الرمال ) ، هل تسمعون بـ ( الرمال ) ؟
قلت له : أنا لا أعرف ( الرمال ) هذا ، ما هي قصته ؟
قال : ( الرمال ) كان يفتش عن كتب سلفه ، ولما وجد ما وجد منها بدأ بجمع العمال والكناسين وقام يدرس لهم ، وكان لا يسمح له أن يدرس علانية ، وكان من جملتهم هذا الفلاح ، وهذا الفلاح يصلح أن يكون إماماً من الأئمة ، ولكنه هناك في الفلاحة ، فمن الذي يصلح أن يتعلم ؟ ولكن ما زال الخير موجوداً في كل بلد حتى تقوم الساعة .
ولما رجعت إلى قريتي في مصر ، وذهبت إلى القاهرة ، ووقفت على الكتب التي ذكرها لي الفلاح الفقيه كلها ما عدا كتاب واحد ما وقفت عليه إلا بعد فترة كبيرة .
انتهى من لقاء مجلة ( التوحيد ) مع الشيخ حماد الأنصاري – رحمه الله - . انظر ( المجموع ) لعبد الأول بن حماد الأنصـاري (1/294-297) .
جزى الله خيرا من كتبها ونشرها
واللهَ أسألُ أن يرزقنا العلم النافع والعلم الصالح .
شبكة سحاب السلفية