سئل فضيلة الشيخ ابن العثمين رحمه الله: أيهما أفضل الملائكة أم الصالحون من البشر؟
فأجاب بقوله
: هذه المسألة وهي المفاضلة بين الملائكة وبين الصالحين من البشر محل خلاف بين أهل العلم وكل منهم أدلى بدلوه فيما يحتج به من النصوص، ولكن القول الراجح أن يقال : إن الصالحين من البشر أفضل من الملائكة باعتبار النهاية فإن الله سبحانه وتعالى يعد لهم من الثواب ما لا يحصل مثله للملائكة فيما نعلم، بل إن الملائكة في مقرهم أي في مقر الصالحين وهو الجنة يدخلون عليهم من كل باب {سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} .
أما باعتبار البداية فإن الملائكة أفضل لأنهم خلقوا من نور وجبلوا على طاعة الله عز وجل والقوة عليها كما قال الله تعالى في ملائكة النار: {عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} . وقال عز وجل: {وَمَنْ عِندَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} هذا هو القول الفصل في هذه المسألة.
وبعد فإن الخوض فيها وطلب المفاضلة بين صالحي البشر والملائكة من فضول العلم الذي لا يضطر الإنسان إلى فهمه والعلم به والله المستعان
.
فتاوى ابن عثيمين
المجلد الأول
( 7 من 380 )
المصدر مجموع فتاوى شيخ الاسلام أحمد أبن تيمية الحراني أبو العباس:
سئل شيخ الاسلام
عن صالحى بنى آدم والملائكة ايهما أفضل
فأجاب
بأن صالحى البشر أفضل باعتبار كمال النهاية والملائكة افضل باعتبار البداية فإن الملائكة
الآن فى الرفيق الأعلى منزهين عما يلابسه بنوا آدم مستغرقون فى عبادة الرب ولا ريب
أن هذه الاحوال الآن أكمل من أحوال البشر
وأما يوم القيامة بعد دخول الجنة فيصير صالحوا البشر أكمل من حال الملائكة قال ابن
القيم وبهذا التفصيل يتبين سر التفضيل وتتفق أدلة الفريقين ويصالح كل منهم على حقه
وسئل
عن المطيعين من أمة محمد هل هم أفضل من الملائكة
فأجاب قد ثبت عن عبد الله بن عمرو انه قال ان الملائكة قالت يارب جعلت بنى آدم يأكلون
فى الدنيا ويشربون ويتمتعون فاجعل لنا الآخرة كما جعلت لهم الدنيا قال لا افعل ثم
أعادوا عليه فقال لا افعل ثم اعادوا عليه مرتين أو ثلاثا فقال وعزتى لا اجعل صالح ذرية
من خلقت بيدى كمن قلت له كن فكان ذكره عثمان بن سعيد الدارمى ورواه عبد الله بن
احمد فى كتاب السنن عن النبى صلى الله عليه و سلم مرسلا
وعن عبد الله بن سلام انه قال ما خلق الله خلقا اكرم عليه من محمد فقيل له ولا جبريل
ولا ميكائيل فقال للسائل اتدرى ما جبريل وما ميكائيل انما جبريل وميكائيل خلق مسخر
كالشمس والقمر وما خلق الله خلقا أكرم عليه من محمد وما علمت عن أحد من الصحابة
ما يخالف ذلك وهذا هو المشهور عند المنتسبين الى السنة من أصحاب الائمة الاربعة
وغيرهم وهو أن الأنبياء والأولياء أفضل من الملائكة
ولنا هذه المسألة مصنف مفرد ذكرنا فيه الأدلة من الجانبين.
منقول
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=89872