،،
( قطوفُ الليلِ دانيةٌ ؛ ولكن ..
قليلٌ من يمُدُّون الكفوفَا !
واللهِ ..
لو علمَ العبادُ ما عندَ ربِّهم من الفَضل والكرَم ؛ لما قَبضوا أكفَّهم عن الدّعاء أبدًا !
اسمع نبيك ؛ إذ يُعلِّمُك الهمّةَ العُليا في الدعاء :
( إذا سَألَ أحدُكم فَـ لُيكثِر ) !
سَلِّم أمورَك للقدير ..
فإنّه لو شاءَ ؛ أنزلَ بينَ كفيكَ القمرْ !!
✨ انظرْ "للعلاء الحضرَمي" بما يدعو ؛ يدعو بأنْ يجعلَ اللهُ لهم البحرَ طريقًا ..
فَيسيرُ الجيشُ كلّه بدعائِه ولا يَبتَلّ !!
يا ولدي ..
أحسِنْ بالله الظنَّ ؛ يُحسنُ الله لكَ المنَّ !!
يقول لك نبيُّك :
( فإذا سألتُم اللهَ ؛ فاسألوهُ الفردوسَ الأعَلى ) !
يا ولدي ..
إذا كانَ الفردوسُ يُدرَكُ بالدعاء ؛ فما بالُكَ باليسيرِ من أمنياتِك !
انفضْ عنكَ أتربَةَ القُنوط ..
فإنّ جوامِعَ الشرِّ في القنوط !
✨ اسمَعْ لبعضِ السلف ؛ إذ يقولُ :
( تَرِدُ عليَّ الأثقالُ التي لو وُضِعَت على الجبال ؛ لَتَفسَّخَتْ ، فأضعُ جبيني على الأرض .. و أرَدِّد :
{ إنّ معَ العُسر يُسرا } .. وأتوسلُ بها طويلًا ..
فما أرفعُ رأسيَ ؛ إلا وقدْ فرَّجَ اللهُ عنّي ! )
عبدٌ إذا دعى ؛ شَهدَ القلبُ له بالإجابة ..!!
أولئكَ قومٌ ؛ كان شأنُهم سَماوِّي !
✨ تَرى البخاريُّ يظلُّ يرددُ :
( إنْ يَنصركُم اللهُ فلاَ غالِبَ لكُم ) .. يكرِّرُها ، ويسألُ اللهَ النُّصرَة والمعونَة .. فتنبجسُ له الولاية !
حتى رُؤيَ في المنام ؛ يسيرُ النبي ﷺ والبخاري وراءَه ، كلّما رفعَ النبيُّ ﷺ قدمًا ؛ وضعَ البخاريّ قدمَه مكانَها !
عبدٌ سألَ اللهَ بالقرآن ..
وأيُّ كرَامةٍ أَكرَم ؛ من أَن يُخَالِطَ القرآنُ خَواطرَك ؟!
يا ولدي ..
لو أُطلقَ القلبُ من أسْرِهِ ؛ لرأيتَه نحوَ المصاحِف يزْدلِف !
قال تلميذ :
نحنُ نركضُ في فتنةِ المَحسوسِ ، و تشُدُّ أبصارَنا الأسوارُ !
✨ قال الشيخ :
لذا يوصيكَ النبّي ﷺ بقوله :
( و ليعزِمَ المَسألَة .. و ليُعظِّمَ الرّغبةَ ؛ فإنّ الله لا يعظِّمه شيء ) !
إنّ اللهٌ إذا أرادَ .. منحَكَ نعمةً ما رَدّها أحدٌ ..
فآمِنْ بالدعاء ؛ فإنّه مِن القَدر !
وما تهواهُ ؛ فاسكُبْهُ دعاء .. وقلْ :
يا من خزائنَ رزقِه في قولِ ( كُنْ ) .. اجعلْ لنا بينَ النّبضِ والنبضِ ؛ عطاءً غيرَ محظورًا ! 🌾
🔹د.كِفَاح أَبو هَنّوْد 🔹
،،