. في تعريف الكلام [ الكلام في اللغة أتى له المبتدعة بتعريفات كثيرة أرادوا من ورائها تحريف صفة كلام الله تعالى. و أحسن تعريف للكلام في اللغة ما ذكره ابن فارس في كتابه معجم مقاييس اللغة : أنه نطق مفهم . و قد ذكر ابن سيده في كتابه المحكم أن الكلام لا يكون إلا أصواتا تامة مفيدة و نقله عنه ابن منظور في لسان العرب.
و حاصل اعتقاد السلف أن الله سبحانه يتكلم بحرف و صوت كما أخبر بذلك في كتابه و عَلَى لسان رسوله عليه الصلاة و السلام و أنه ليس كمثله شيء و هو السميع البصير.]
2. باب نواصب الفعل المضارع [ (لن) حرف نفي لا تقتضي النفي المؤبد و زعم الزمخشري أنها للتأبيد. قال ابن هشام في المغني : دعوى بلا دليل و قال ابن مالك : الحامل له على التأبيد اعتقاده في : (لن تراني) أن الله لا يُرى و هو باطل.اهـ
قال الله تعالى : (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) و ثبت في الحديث "إنكم سترون ربكم" متفق عليه.
و أما نحو قوله تعالى : (لن يخلقوا ذبابا) فمهوم التأبيد ليس من (لن) و إنما هو من دلالة خارجية و هي أن خلق الإيجاد خاص بالله وحده أما (لن) فإنها لو قيدت بالتأييد لا يدل على دوام النفي فكيف إذا أطلقت قال تعالى : (و لن يتمنوه أبدا) مع قوله : (و نادوا يا مالك ليقض علينا ربك)،
قال ابن مالك في كافيته :
ومن رأى النفي بلن مؤيدا ** فقوله اردد وخلافه اعضدا.]
3. باب النواسخ كان و أخواتها [ قال ابن عثيمين رحمه الله في قوله تعالى : (و كان الله سميعا بصيرا) و ما أشبهها : هذه ليس المعنى أنه كان فيما مضى، بل لا يزال، فتكون (كان) هنا مسلوبة الزمان و يراد بها تحقيق اتصاف الموصوف بما دلت عليه الجملة . تفسير القرآن لابن عثيمين(126/1).]
4. باب النواسخ ظن و أخواتها [ قال أبو جعفر النحاس في إعراب قوله تعالى : (جعلناه قرآنا عربيا) : الهاء التي في (جعلناه) مفعول أول و (قرآنا) مفعول ثان فهذه (جعلنا) التي تتعدى إلى مفعولين بمعنى صيرنا و ليست بمعنى جعلنا التي بمعنى خلقنا لأن تلك لا تتعدى إلا إلى مفعول واحد نحو قوله عز وجل : (و جعل الظلمات و النور) و فرقت العرب بينهما بما ذكرنا . إعراب القرآن الكريم (79/4).
في إعراب النحاس رحمه الله رد على الزمخشري الذي أجاز أن يكون (جعلناه) بمعنى خلقناه معدى إلى واحد و (قرآنا) حال زعم انتصارا لمذهبه المعتزلي في القول بخلق القرآن و إلا فجعل في (جعلناه قرآنا) مثل جعل في قوله تعالى : (الذين جعلوا القرآن عضين) معدى لاثنين بمعنى : صيروا ،و لا يجوز أن يقال في عضين : أنه حال و جعلوا بمعنى خلقوا مما يدل على فساد قول الزمخشري و بطلانه.]
5. باب المنصوبات من الأسماء/المفعول المطلق [ في قوله تعالى (و كلم الله موسى تكليما) دليل على أن الله تعالى يتكلم بكلام حقيقي يليق به بلا واسطة و فيها رد على من زعم أن كلامه معنى قائم بالنفس لا يتصور أن يسمع . قال الفراء : إن الكلام إذا أُكد بالمصدر ارتفع المجاز و ثبتت الحقيقة.]
6.باب المنصوبات من الأسماء/(لا) النافية للجنس [ قال صاحب الكواكب : و أكثر ما يحذف خبر لا مع إلا نحو (لا إلٰه إلا الله) و التقدير : لا إله في الوجود أو موجود إلا الله .اهـ
قال الشيخ ابن باز رحمه الله : تقدير الخبر بكلمة (في الوجود) ليس بصحيح ..... إلا بتقدير الخبر بغير ما ذكر النحاة و هو كلمة (حق) لأنها هي التي توضح بطلان جميع الآلهة.اهـ تعليق على شرح العقيدة الطحاوية(74/1) وقال ابن عثيمين رحمه الله : ربما يوهم هذا القول بوحدة الوجود .اهـ شرح الآجرومية.]
7.باب المخفوضات من الأسماء [ قال البخاري قال مجاهد (استوى على العرش) علا على العرش.اهـ و نقل ابن القيم عن ابن الأعرابي -و هو من أكابر أئمة اللغة- قوله: العرب لا تعرف استوى بمعنى استولى.]
[تأتي الباء في اللغة لمعان عدة منها المصاحبة و الاستعانة و السببية و المقابلة ...
فهي في قوله تعالى ( بسم الله الرحمٰن الرحيم) للاستعانة و رجح الزمخشري أنها للمصاحبة فقط لأن المعتزلة يرون أن الإنسان مستقل بعمله لا يحتاج إلى استعانة. شرح البيقونية لابن عثيمين رحمه الله.
و هي في قوله تعالى (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) للسببية و ليست للمقابلة و العوض. قال ابن القيم رحمه الله : فهذه باء السببية ردا على القدرية و الجبرية. مدارج السالكين.