قال الشيخ صالح آل الشيخ:
إن هذه العقيدة المباركة وكذلك سائر كتب شيخ الإسلام ابن تيمية بيَّن فيها عقيدة السلف وفصَّل فيها ما ذكره السلف في كتبهم من الاعتقاد .
وكتب شيخ الإسلام تتميز على كتب السلف يعني من كتب أصحاب الإمام أحمد ومن تبعهم ومن تلاهم زمناً تتميز هذه العقيدة وسائر كتب شيخ الإسلام ابن تيمية عن تلكم الكتب الكثيرة في الاعتقاد بمزايا منها :
1 – أن شيخ الإسلام رحمه الله قد فهم ما قاله الأئمة من قبل ، فصاغه بصياغةٍ تجمع أقوالهم بأدلتها وببيان معانيها .
فهو خير من فهم كلام الأئمة من قبل .
2 – ومن مزاياه : أعني مزايا كلام شيخ الإسلام في الاعتقاد : أنه رحمه الله تعالى قد بلغ في فهم نصوص الكتاب والسنة المبلغ والدرجة التي شهد له بها أهل عصره ومن تلاه .
ومن المعلوم أن أدلة الاعتقاد هي نصوص الكتاب والسنة .
ثم هو مع هذا اطلع على كلام الصحابة وكلام التابعين ومن تبعهم في تفسير معاني نصوص الكتاب والسنة .
ولهذا كلام شيخ الإسلام في بيان معاني الكتاب والسنة يعد أحسن كلامٍ للعلماء المتأخرين يعني بعد الأئمة المشهورين .
3 – ومن مزايا كلام شيخ الإسلام وهذه العقيدة أيضاً أن شيخ الإسلام استحضر حين كتابتها أقوال أهل البدع والمخالفين وحججهم فهو يذكر ما يذكر من الاحتجاجات مستحضراً تلك الأقوال وتلك الاعتراضات من أهل البدع أو تلكم الأقوال المنحرفة من أهل البدع على اختلاف أنواعهم .
ومعلومٌ أن حال الكاتب أو المؤلف الذي يؤلف وهو على هذه الدرجة العظيمة من الاستحضار أن كلامه يكون منبئاً عن ما يكون فصلاً في هذه المسائل .
4 – ومن مميزات هذه العقيدة وكذلك سائر كتب شيخ الإسلام رحمه الله : أن شيخ الإسلام أوضح فيها كثيراً من المجملات التي ربما كانت في كلام السلف .
فقد تجد في كلام المتقدمين من أهل القرون المفضلة كلاماً في الاعتقاد ربما أُجْمِلَ في مواضع وَفُصِّلَ في مواضع وشيخ الإسلام يستحضر هذا وذاك ويذكر الكلام المجمل والمفصَّل كُلٌّ في مكانه ويوضح ذلك .
بحيث إن من فهم كلام شيخ الإسلام وفهم كتب شيخ الإسلام رحمه الله ثم بعد فهمه لذلك وبراعته فيه رجع إلى كتب السلف فإنه يفهمها فهماً مصيباًَ على ما ينبغي .
وأما من ترك التفقه في كتب شيخ الإسلام رحمه الله فربما زلَّ في فهمه لبعض كلام السلف وكلام الأئمة .
لأن بعضهم ربما وقع في كلامه إجمال أو ربما وقع في كلامه رعاية لحال السائل أو نحو ذلك من الأسباب التي لا يمكن المجيب معها أن يفصِّل التفصيل المطلوب .
لهذا نقول : إن العناية بهذه العقيدة مما حث عليه العلماء قديماً وحديثاً .
فلا غرو أن نوصي إخواني وفقهم الله تعالى للخير بهذه العقيدة وبفهم ألفاظها ومعاني الألفاظ ومعاني ما فيها من الأدلة والاستدلال والحجج ، لأن فيها خيراً عظيماً .
من شرح العقيدة الواسطية- الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله