لقد أمر الله عباده من المؤمنين بالذكر والتدبر في كل وقت وحين. ومن الذكر ما هو يومي ومرتبط بأوقات وأدعية معينة أو مواقف معينة. ومنه ما انتقل إلينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل صحيح أذكار الصباح والمساء.
ففضل أذكار الصباح والمساء كبير وثوابها وأجرها عظيم. لكن ما هو وقت أذكار الصباح والمساء؟ هل لها شروط محددة من حيث التوقيت؟
ذهب فريق من العلماء إلى أنّ وقت أذكار الصّباح يقع ما بين الفجر وشروق الشمس؛ فيبدأ وقت أذكار وأدعية الصّباح من بعد صلاة الفجر، ويمتد إلى وقت شروق الشّمس، وأمّا وقت أذكار المساء فيبدأ من بعد العصر ويمتدّ حتى غروب الشّمس، واستدلّ أصحاب هذا القول بقول الله تعالى: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[٢] فالعشيُّ الواردة في الآية يُقصد به وقت العصر، واستدلوا أيضاً بقول الله تعالى: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ)، فمن ردّد أذكار الصّباح بعد ذلك الوقت استحقّ الأجر عليها ولكنّه يكون قد فوّت أفضل أوقاتها.
بينما ذهب فريق آخر من العلماء إلى أنّ وقت أذكار الصّباح هو من الفجر إلى انتهاء وقت الضحى، أمّا وقت أذكار المساء فيبدأ عند العصر ويمتدّ إلى ثلث الليل، ومنهم من يرى أنّ وقت أذكار المساء يبدأ بعد غروب الشّمس وليس قبل العصر، ولكن وقت الذّكر والدّعاء المستحبّ لأدعية الصّباح والمساء كما ورد في قول الفريق الأوّل، ولكن إن ردّد المسلم أذكار الصّباح بعد شروق الشمس إلى الضحى أو أنّه أخّر وقتها فإنّه يثاب على ذلك، وإن ردّد أذكار المساء بعد غروب الشمس إلى انتصاف الليل فإنّه يثاب ويستحقّ الأجر عليهما