السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك يا شيخ ما صحة هذا الحديث الذي يقوله الصائم عند الافطار " اللهم اليك صمت و على رزقك افطرت و بك آمنت و ذهب الضمأ و ابتلت العروق و ثبت الاجر ان شاء الله .
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
فالدعاء المذكور مركب من حديثين أحدهما ضعيف والآخر صحيح.
أما الصحيح فهو أن يقول الصائم عند فطره: [ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتْ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الْأَجْرُ إن شَاءَ الله]
رواه أبو داود في سننه(2/306)، والنسائي في السنن الكبرى(2/255)، والبزار في مسنده، والدارقطني في سننه(2/185)، والحاكم في المستدرك(1/584)، والبيهقي في سننه الكبرى (4/239)، والدعوات الكبيرالدعوات الكبير(2/219)، وغيرهم من طريق الْحُسَيْنُ بن وَاقِدٍ ثنا مَرْوَانُ بن سَالِمٍ الْمُقَفَّعَ قال: رأيت بن عُمَرَ يَقْبِضُ على لِحْيَتِهِ فَيَقْطَعُ ما زَادَ على الْكَفِّ وقال كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا أَفْطَرَ قال ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتْ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الْأَجْرُ إن شَاءَ الله.
قال الداقطني: تفرد به الحسين بن واقد وإسناده حسن .
وأما دعاء الصائم بقوله: [اللَّهُمَّ لَكَ صُمْنَا وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْنَا] فلا يصح فيه الحديث
وهو مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَفْطَرَ قَالَ : "اللَّهُمَّ لَكَ صُمْنَا وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْنَا فَتَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"
رواه الطبراني في المعجم الكبير، وابن السني في عمل اليوم والليلة(1/430)، والدارقطني في سننه(2/18) من طريق عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن بن عباس به.
وعبد الملك بن هارون متروك متهم بالكذب ووضع الحديث.
وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده والشجري في أماليه وفي سنده حماد بن عمرو النصيبي وهو وضاع كذاب.
وله شاهد ثانٍ من حديث أنس رضي الله عنه وفي إسناده داود بن الزبرقان وهو متروك ورماه الجوزجاني بالوضع، وفيه أيضاً إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف
وله شاهد ثالث من حديث معاذ بن زهرة الضبي خرجه محمد بن فضيل في كتاب الدعاء، وابن المبارك في كتاب الزهد، وأبو داود في سننه وفي المراسيل والبيهقي وغيرهم من طريق حصين بن عبدالرحمن عن معاذ بن زهرة أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَفْطَرَ، قَالَ : اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ "
ورواه ابن السني والبيهقي في الشعب من طريق سفيان الثوري عن حصين عن رجل عن معاذ بن زهرة به..
وقد رواه الخطيب في تاريخه، والشجري في كتاب الأمالي ووقع عندهما معاذ بن جبل وهو خطأ بل هو معاذ بن زهرة الضبي وهو رجل مجهول لم يرو عنه إلا حصين أو ذاك الرجل المبهم وظن بعضهم أنه صحابي وليس كذلك كما نص عليه البخاري وأبو داود وابن معين حيث ذكروا أن حديثه مرسل، كذا الحافظ ابن حجر وغيره..
وقد رواه ابن سعد في الطبقات (6/189) عن محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا سفيان عن حصين عن معاذ عن الربيع بن خثيم أنه كان يقول إذا أفطر اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا . ومع كونه مقطوعاً إلا أن إسناده ضعيف لجهالة معاذ بن زهرة، واحتمال عدم سماع حصين منه.
فهذا الدعاء لا يصح بوجه من الوجوه لا مرفوعاً ولا موقوفاً على الربيع بن خثيم رحمه الله.
والخلاصة أن السنة أن يقول الصائم عند إفطاره: ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتْ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الْأَجْرُ إن شَاءَ الله
ويقول كما صح عن عبدالله بن عمر أنه كان يدعو عند إفطاره بقوله: (يا واسع المغفرة اغفر لي) .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد