كلمة ( دكتور ) لا تدل على التخصص في كل شيئ

[أ/أحمد]

نحن نقرأ في الصحف ونرى ونسمع في الإذاعات الدكتور فلان ، الدكتور فلان ، فأصبحت هذه الكلمة تغر الناس كلمة الدكتور , وكأنه كما يقولون شيخ في الشريعة ومختص بالشريعة وإذا به , هذه الدكتوراة في شيء آخر إما في الإقتصاد وإما في البيطرة وإما في علم النبات وإما في علم الحشرات ونحو ذلك فأصبح هو ومن اختص في الشريعة وأفنى عمره فيها أصبح عند الناس سواء , يعني كما سمعت من بعض من تكلم معي ونقل لي ذلك وهو من خيرة المشايخ ، لما ذُكر لبعضهم الشيخ صالح الفوزان حفظه الله قال هو دكتور وفلان دكتور, فبحثنا عن فلان هذا الذي سواه به وإذا تخصصه في ماذا ؟ تخصصه في الإقتصاد ومؤشرات الأسواق العالمية المالية هذه ، الأسهم طلعت ، الأسهم نزلت ، لكن الشيخ صالح الفوزان اختصاصه ماذا ؟ دين الله ارتفع أو دين الله أراد هؤلاء أن ينكّسوه ، هذا اختصاصه معرفته بدين الله تبارك وتعالى .فهل تجعل هذا مثل هذا ؟ شتّان .

لا تعرضن بذكرنا مع ذكرهم ـ ـ ليـــس الصحيح إذا مشى كـــالمقعد
ألم ترى أن السيف ينقص قدره ـ ـ إذا قيل أن السيف أمضى من العصا

السيف أقطع من العصا وهذا كل واحد يعرفه فما الذي جاء بهذا إلى هذا وأنا حقيقة وليسمح ليّ الإخوان فيه مثل عند التوانسة والأمثال تضرب في بيان الدنيّ النازل إذا أريد أن يساوى به العالي النفيس : عندهم قرية في تونس اسمها بوحمار ، اسمها بو حمار وهي قرية مغمورة حتى يمكن بعض أهل تونس لا يعرفها فإذا أراد واحد منهم أن يساوي من لا يأبه له ومن لا مكان له ولا ذكرى له ولا قيمة له بمن له المكانة العالية قال أهل تونس :" ويش جاب مكة لبوحمار" هذه مكة الكفار يعرفونها وأنها قبلة المسلمين لا يجهلها أحد لا مسلم ولا كافر كلهم يعرفونها ,حتى الكفار ويعلمون مكانتها في قلوب المسلمين ، وهذه اسمها أبوحمار يكفيك اسمها . فما الذي جاء بهذا إلى هذا ، علماء الحشرات هم علماء في بابهم , يقال لهم علماء حشرات وعلماء نبات وعلماء فيزياء وعلماء أحياء أما هؤلاء فيقال لهم العلماء مطلقا ، هؤلاء علماء الشريعة ، العلم إذا أطلق هو العلم الشرعي ، فإيش جاب مكة لبوحمار, مالذي جاء بهذا إلى الشيخ صالح الفوزان ، لكن للأسف كما قلت لكم في أول الكلام ، الإعلام براق والبريق خداع ، البريق خداع ترى السراب أمامك تحسبه ماءا ، ((يحسبه الضمآن ماءا حتى إذا جاءه لم يجده شيئا)) فهؤلاء لا يرون إلا هؤلاء الذين يصعدون ويطلعون وينزلون في هذه الفضائيات فأصبح عندهم هذا الدكتور كهذا الدكتور , شتّان ، شتّان ، شتّان وإلى الله المشتكى .

المصدر :
مقطع مفرغ من شريط الهمة في الدعوة إلى الله الدقيقة 50
لفضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله