[[ كــــلام تقشعـــر منــه الابــدان ]]
قال ابْنُ السَّمَّاكِ -رحمه الله- :
هِمَّةُ العَاقِلِ فِي النَّجَاةِ وَالهَرَبِ ،
وَهِمَّةُ الأَحْمَقِ فِي اللَّهْوِ وَالطَّرَبِ ،
عَجَباً لِعَيْنٍ تَلَذُّ بِالرُّقَادِ ، وَمَلَكُ
المَوْتِ مَعَهَا عَلَى الوِسَادِ..
أَفَلاَ مُنْتَبِهٌ مِنْ نَوْمَتِهِ ، أَوْ مُسْتِيْقظٌ
مِنْ غَفْلَتِهِ ، وَمُفِيْقٌ مِنْ سَكْرَتِهِ ،
وَخَائِفٌ مِنْ صَرْعَتِهِ..
أَمَا تَجْعَلُ لِلآخِرَةِ مِنْكَ حظّاً ، أُقسِمُ
بِاللهِ ، لَوْ رَأَيْتَ القِيَامَةَ تَخفِقُ
بِأَهْوَالِهَا ، وَالنَّارَ مُشرِفَةً عَلَى آلِهَا (أي: أهلها) ،
وَقَدْ وُضِعَ الكِتَابُ ، وَجِيْءَ بِالنَّبِيِّينَ
وَالشُّهدَاءِ ، لَسَرَّكَ أَنْ يَكُوْنَ لَكَ فِي ذَلِكَ الجَمعِ مَنْزِلَةٌ ،
أَبَعْدَ الدُّنْيَا دَارُ مُعْتَمَلٍ ، أَمْ إِلَى غَيْرِ الآخِرَةِ مُنْتَقَلٌ ؟
هَيْهَاتَ ، وَلَكِنْ صُمَّتِ الآذَانُ عَن
ِ المَوَاعِظِ ، وَذَهلَتِ القُلُوْبُ عَن
ِ المنَافِعِ ، فَلاَ الوَاعِظُ يَنْتَفِعُ ،
وَلاَ السَّامِعُ يَنْتَفِعُ .
سير أعلام النبلاء (8/330)