وهذا يسأل - حفظكم الله - يقول : أشهد الله على حبي لك فيه ، يا شيخ هل من الممكن أن تجتمع جماعة المسلمين على الباطل ، وكيف نجمع بين قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار" وبين قول الله تعالى : (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) ؟ وهل في هذا الزمان للمسلمين جماعة ؟
الجواب :
نعم . المسلمون لهم جماعة في كل زمان ، والحمدلله ، لكن الجماعة قد تقل وتكثر ، الجماعة قد تقل وتكثر ، وهي التي أوصى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله : "فإن يد الله على الجماعة" ، الجماعة التي على الحق ، وليس معناه الكثرة ، الجماعة ولو كانوا قليلين على الحق هم الجماعة ، ولو كانوا اثنين أو ثلاثة ، حتى لو كان واحد على الحق يقال له الجماعة فيُتبع ، فهذا معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - "إن يد الله على الجماعة" ، أي الذين على الحق هم الجماعة ولو كانوا قليلين ، وأما من كانوا على الباطل فليسوا هم الجماعة ولو كانوا كثيرين ، ينبغي أن يُعرف هذا ، الضابط هو الحق ، وأما الإجماع فالأمة لا تُجمع على ضلالة والحمدلله ، لاتُجمع أمتي على ضلالة ، هذا جاء فيه حديث : "لا تُجمع أمتي على ضلالة" ، يعني أمة الإسلام ، أمة الحق ، ماهي الأمة العشوائية والأمة المتخبطة ، المراد أن أهل الحق لا يجتمعون على ضلالة ، أهل الحق لا يجتمعون على ضلالة ، أما أهل الباطل فيجتمعون على الضلال ، فالضابط هو الإجتماع على الحق فهم الجماعة وهؤلاء لا يُجمعون على ضلالة . نعم .
http://alfawzan.af.org.sa/node/2379