🍀سلسلة شرح أذكار الصباح والمساء🍀
📗💐الحلقة التا سعة عشر 📗💐
🍀في شرح أذكار الصباح والمساء🍀
💐🍀 اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا وَرِزْقًا طَيِّبًا وَعَمَلا مُتَقَبَّلا . ( إذا أصبح ) رواه ابن ماجه
🍀💐 من يتأمل هذا الدعاء العظيم يجد أن الإتيان به بعد صلاة الصبح في غاية المناسبة ، لأن الصبح هو بداية اليوم و مفتتحه ، و المسلم ليس له مطمع في يومه إلا تحصيل هذه الأهداف العظيمة ، و هي العلم النافع ، و الرزق الطيب ، و العمل المتقبل ، و كأنه في افتتاحه ليومه بذكر هذه الأمور الثلاثة دون غيرها يحدد أهدافه في يومه ، و لا ريب أن هذا أجمع لقلب الإنسان و أضبط لسيره و مسلكه بخلاف من يصبح دون أن يستشعر أهدافه التي يعزم على القيام بها في يومه ، و ليس المسلم في إتيانه بهذا الدعاء في مفتتح يومه يقصد تحديد أهدافه فحسب ، بل هو يتضرع إلى ربه بأن يمنَّ عليه بتحصيل هذه الأهداف النبيلة ، إذ لا حول و لا قوة ، و لا قدرة عنده على جلب نفع أو دفع ضر إلا بإذن ربه سبحانه ، فهو إليه يلجأ و به يستعين .
🍀💐و تأمل كيف بدأ النبي صلى الله عليه و سلم هذا الدعاء بسؤال الله العلم قبل سؤاله الرزق الطيب و العمل المتقبل ، إشارة إلى أن العلم النافع به يستطيع المرء أن يميز بين العمل الصالح و غير الصالح ، و يستطيع أن يميز بين الرزق الطيب و غير الطيب ، و من لم يكن على علم ، فإن الأمور قد تختلط عليه ، فيقوم بالعمل يحسبه صالحاً نافعاً ، و هو ليس كذلك ،
🍀 و الله تعالى يقول : ( قُلْ هَلْ قنُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ) سورة الكهف ( 103 ، 104 )
🍀و قد يكتسب رزقاً و مالاً و يظنه طيباً مفيداً و هو في حقيقته خبيث ضار ، و ليس للإنسان سبيل إلى التمييز بين النافع و الضار و الطيب و الخبيث إلا بالعلم النافع .
🍀💐اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا : علما أنتفع به و أنفع غيري ، ففيه دلالة على أن العلم نوعان : علم نافع و علم ليس نافع .
🍀💐و أعظم العلم النافع هو : ما ينال به المسلم القرب من ربه ،
💐 و كان من دعاء النبي صلى الله عليه و سلم : ( اللهم انفعني بما علمتني ، و علمني ما ينفعني ، و زدني علماً ) . رواه الترمذي
🌴💐وَرِزْقًا طَيِّبًا : أي حلالاً ،
🌴و في هذا إشارة إلى أن الرزق نوعان : طيب و خبيث ، و الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً ، و قد أمر الله المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً ) سورة المؤمنين ( 51 ) فأكل الطيب يعين على العمل الصالح .و من كانت طعمته حلالاً وفقت جوارحه للطاعات ، و من كانت طعمته حراماً عصت جوارحه شاء أم أبى ، علم أم لم يعلم ،
🍀 قال الإمام أحمد : إذا جمع الطعام أربعاً فقد كمل : إذا ذكر اسم الله في أوله ، و حمد الله في آخره ، و كثرت عليه الأيدي ، و كان من حِلّ .🌴💐وَعَمَلا مُتَقَبَّلا : أي عندك : فتثيبني و تأجرني عليه أجراً حسناً ، و
في هذا إشارة إلى أنه ليس كل عمل يتقرب العبد به إلى الله يكون متقبلاً ، بل المتقبل من العمل هو الصالح فقط ، و الصالح ما كان لله وحده و على هدي و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم .
🍃 يُنظر فقه الأدعية و الأذكار للبدر 3/ 43 ،
🍃شرح حصن المسلم لمجدي أحمد ص 152 .