( رحم الله امرأً عرف قدر نفسه )
هذا ليس بحديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم بل الذي قاله هو عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - كما ذكره الإمام الفرطبي - رحمه الله - في تفسيره حيث قال : وبلغ عمر بن عبد العزيز أن ابنه اشترى خاتما بألف درهم فكتب إليه: إنه بلغني أنك اشتريت خاتما بألف درهم، فبعه وأطعم منه ألف جائع، واشتر خاتما من حديد بدرهم، واكتب عليه" رحم الله امرأ عرف قدر نفسه". ( انتهى كلامه ) وقد سئل الشيخ العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - عن صحة هذا الحديث وعن تفسيره فأجاب : لا أعلم له أصلا , لكن معناه صحيح ,
لأن الإنسان إذا عرف قدر نفسه خضع لربه , وقام بعبادته وعرف أنه لا غنى له عن ربه طرفة عين , وإذا عرف قدر نفسه عرف قدره بين الناس , فتحمله هذه المعرفة على أن لا يتكبر عليهم ولا يحتقرهم , لأن الكبرياء من كبائر الذنوب , وغمط الناس من الأمور المحرمة .
ولهذا لما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الكبر ؛قالوا يا رسول الله : كلنا يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً , فقال عليه الصلاة والسلام : ( إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس) , فبطر الحق : يعني رده , وغمط الناس يعني احتقارهم وازدراءهم فإذا عرف الإنسان قدر نفسه عرف منزلته بين الناس ونَزَّلَ نفسه منزلتها فتواضع لخلق الله ولله عز وجل ومن تواضع لله
رفعه الله . والله أعلم( فتاوى نور على الدرب )