-رحمهم الله- يحكي فيها وصيته له ثم تعبيره لأمر وقع فيها!
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام الشوكاني -رحمه الله- في كتابه "البدر الطالع":
وَقد رَأَيْته فِي الْمَنَام -[ أي الصنعاني] فِي سنة 1206 وَهُوَ يمشي رَاجِلا وَأَنا رَاكب فِي جمَاعَة معي ، فَلَمَّا رَأَيْته نزلت وسلمت عَلَيْهِ فدار بيني وَبَينه كَلَام حفظت مِنْهُ أَنه قَالَ: دقق الْإِسْنَاد وتأنق فِي تَفْسِير كَلَام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
"
فخطر ببالي عِنْد ذَلِك أَنه يُشِير إِلَى مَا أصنعه فِي قِرَاءَة البخاري فِي الْجَامِع ، وَكَانَ يحضر تِلْكَ الْقِرَاءَة جمَاعَة من الْعلمَاء ويجتمع من الْعَوام عَالم لَا يُحصونَ فَكنت فِي بعض الْأَوْقَات أفسر الْأَلْفَاظ الحديثية بِمَا يفهم أُولَئِكَ الْعَوام الْحَاضِرُونَ، فَأَرَدْت أَن أَقُول لَهُ : إِنَّه يحضر جمَاعَة لَا يفهمون بعض الْأَلْفَاظ الْعَرَبيَّة فبادر وَقَالَ قبل أَن أَتكَلّم :
قد علمت أَنه يقْرَأ عَلَيْك جمَاعَة وَفِيهِمْ عَامَّة وَلَكِن دقق الْإِسْنَاد وتأنق فِي تَفْسِير كَلَام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
.
ثمَّ سَأَلته عِنْد ذَلِك عَن أهل الحَدِيث مَا حَالهم فِي الْآخِرَة
فَقَالَ:
بلغُوا بِحَدِيثِهِمْ الْجنَّة أَو بلغُوا بِحَدِيثِهِمْ بَين يدي الرَّحْمَن الشَّك مني ثمَّ بَكَى بكاء عَالِيا وضمني إِلَيْهِ وفارقني
.
فقصصت ذَلِك على بعض من لَهُ يَد فِي التَّعْبِير وَسَأَلته عَن تَأْوِيل الْبكاء وللضم فَقَالَ:
لَا بُد أَن يجري لَك شَيْء مِمَّا جرى لَهُ من الامتحان
فَوَقع من ذَلِك بعد تِلْكَ الرُّؤْيَا عجائب وغرائب كفى الله شَرها ا.هـــ من ترجمته للصنعاني.
فرحم الله علماء الإسلام والسنة ، فهم رحماء بينهم أحياء وأمواتا ، وحري بكل داعية الأخذ بنصيحة الصنعاني -رحمه الله- في تزيين الكلام عند شرح كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- وهكذا التلفظ باللغة الفصيحة بدلا من العامية المريضة والتي اكتسحت كثيرا من الدعاة خاصة في بعض البلدان كمصر والمغرب العربي وبلاد الشام وبعض مناطق الحجاز ونجد وهكذا بعض مناطق اليمن وهو قليل عندنا إلا بين الزيدية ونحوهم، وأما دول شرق آسيا والهند فللأسف قد عزفوا عن اللغة العربية وصاروا يتكلمون بلغة أقوامهم والله حسبنا ونعم الوكيل.
الآجري