سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
شرح حديث :{إن لكل شيء سيدا ، و إن سيد المجالس قبالة القبلة}السلسلة الصحيحة كاملة رقم الحديث {2645}
قال المُناوي في " فيض القدير " :
[(وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة)(1) يشير إلى أن كل حركة وسكون من العبد على نظام العبودية بحسب نيته ، في يقظته ومنامه وقعوده وقيامه وشرابه وطعامه ، تشرف حالته بذلك فيتحرى القبلة في مجلسه ، ويستشعر هيئتها فلا يعبث ، فيسن المحافظة على استقبالها ما أمكن ، حتى للمدرس على الأصح ، وإنما سن استدبار الخطيب لأن المنبر يسن كونه بصدر المجلس ، فلو استقبل خرج عن مقاصد الخطاب ، لأنه يخاطب حينئذ من هو خلف ظهره.
قال الشريف السمهودي : نعم كان شيخي شيخ الإسلام الشرف المناوي يجلس لإلقاء الدرس مستدبرها ، والقوم أمامه قياسا على الخطبة ، ويعلله بما ذكر من أن ترك استقبال واحد أسهل من تركه لخلق كثير ،
قال : ويستأنس له بما رواه الخطيب عن جابر ، أقبل مغيث إلى مكحول ، فأوسع له بجنبه فأبى وجلس مقابل القبلة ، وقال : هذا أشرف المجالس فالظاهر أن جلوس مكحول مستدبرا كان كذلك اهـ ].
وفي الموسوعة الفقهية الكويتية :
قرّر الفقهاء أنّ جهة القبلة هي أشرف الجهات ، ولذا يستحبّ المحافظة عليها حين الجلوس ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " إنّ سيّد المجالس ما استقبل القبلة "(2).
قال صاحب الفروع : ويتّجه في كلّ طاعةٍ إلاّ لدليلٍ.
وقد يكون المراد من التّوجّه إليها تغليظ ، الأمر وإلقاء الرّهبة في قلب من طلب منه التّوجّه إليها ، كما في تغليظ القاضي اليمين على حالفها بذلك ،
على أنّه قد يعرض للإنسان أحوالٌ ترفع هذا الاستحباب ، بل قد يكون استقبالها حراماً أو مكروهاً].
وفيها أيضا :
[من آداب الذّكر استقبال الذّاكر القبلة.
قال الشّوكانيّ : وجه ذلك أنّها الجهة الّتي يتوجّه إليها العابدون للّه سبحانه وتعالى والدّاعون له والمتقرّبون إليه.
وروى الطّبرانيّ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه « أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال إنّ لكلّ شيءٍ سيّداً وإنّ سيّد المجالس قبالة القبلة » .
ومن ذلك « أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم لمّا أراد أن يدعو في الاستسقاء استقبل القبلة » ].
وفي نزهة المجالس :
[فائدة: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لكل شيء زينة ، وزينة المجالس استقبال القبلة "(3) ، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم – " إن لكل شيء شرفا ، وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة " ، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم – " إن لكل شيء سيداً ، وأن سيد المجالس قبالة القبلة " ، وقال بعضهم : ( ما فتح الله على ولدي إلا وهو مستقبل القبلة ) ، قال مؤلفه عن والده - رحمهما الله تعالى - : أن رجلا علم ولدين القرآن على السواء ، فكان يقرأ وهو مستقبل القبلة ، فحفظ القرآن قبل صاحبه بسنة ! ].
وفي كتاب " الأدب " لابن أبي شيبة :
بوب : باب الجلوس قبالة القبلة .
ثم أسند تحته آثارا عن السلف فقال :
[حدثنا عبد الأعلى ، عن برد بن سنان ، عن سليمان بن موسى قال : « إن لكل شيء شرفا ، وشرف المجالس مستقبل القبلة » ، وما رأيت سليمان يجلس إلا مستقبل القبلة.
حدثنا محمد بن أبي عدي ، عن ابن عون قال : « كان محمد إذا نام استقبل القبلة ، وربما استلقى ».
حدثنا وكيع ، عن مسعر ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن يزيد : « أن ابن مسعود جلس مستقبل القبلة ».
حدثنا وكيع ، عن محمد بن عبد الله الشعيثي ، عن مكحول ، قال : « أفضل المجالس مستقبل القبلة ».
حدثنا وكيع ، عن ثور ، عن سليمان بن موسى ، قال : « لكل شيء سيد ، وسيد المجالس مستقبل القبلة »]اهـ.
(1) ضعيف . ضعفه المُحدّث الألباني في الضعيفة(2786).
(2) صحيح. صححه في الصحيحة (2645).
(3) بعد بحث قصير لم أجده بهذا اللفظ.
منقول من شبكة سحاب السلفية.
وهذا رابط الفتوى:
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=356537
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.