بسم الله الرحمان الرحيم
وبه تعالى أستعين
قال العلامة فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ
في تفسيره لقوله عز جل :
{فذكر إن نفعت الذكرى }
يعني ذكر الناس ، ذكرهم بآيات الله ، ذكرهم بأيام الله، عظهم ، {إن نفعت الذكرى}يعني في محل تنفع فيه الذكرى .
وعلى هذا فتكون{إن}شرطية والمعنى إن نفعت الذكرى فذكر ، وإن لم تنفع فلا تذكر، لأنه لا فائدة من تذكير قوم نعلم أنهم لا ينتفعون ، هذا ما قيل في هذه الآية .
وقال بعض العلماء : ذكر على كل حال، إن كان هؤلاء القوم تنفع فيهم الذكرى فيكون الشرط هنا ليس المقصود به أنه لا يذكر إلا إذا نفعت ، بل المعنى ذكر إن كان هؤلاء القوم ينفع فيهم التذكير ، فالمعنى على هذا القول : ذكر بكل حال ، والذكرى سوف تنفع . تنفع المؤمنين ، وتنفع المذكر أيضا ، فالمذكر منتفع على كل حال ، والمذكر إن انتفع بها فهو مِمن وإن لم ينتفع بها فإن ذلك لا ينقص من أجر المذكر شيئا ، فذكر سواء نفعت الذكرى أم لم تنفع .
وقال بعض العلماء :إن ظن أن الذكرى تنفع وجبت وإن ظن أنها لا تنفع فهو مخير إن شاء ذكر وإن شاء لم يذكر.
ولكن على كل حال نقول: لا بد من التذكير حتى وإن ظننت أنها لا تنفع ، فإنها سوف تنفعك أنت ، وسوف يعلم الناس أن هذا الشيء الذي ذكرت عنه إما واجب ، وإما حرام ، وإذا سكت والناس يفعلون المحرم ، قال الناس : لو كان هذا محرما لذكر به العلماء ، أو لو كان هذا واجبا لذكر به العلماء ، فلا بد من التذكير ولا بد من نشر الشريعة سواء نفعت أم لم تنفع .
من كتابه رحمه الله: تفسير القرآن الكريم ، جزء عم (ص:168 ـ169)