⛔ *سلسلة ما انتشر بين الناس ولا يثبت*⛔
*473- دعـاء التـهـنـئـة بالـمولـود*
انتشر واشتهر بين كثير من الناس أن من أكرمه الله منهم بمولود فإنهم يسارعون بتهنئته بما يُروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون : *" باركَ الله لكَ في الموهوب لك، وشكرتَ الواهبَ، وبلغَ أشدَّه، ورُزقت برّه".*
➖➖➖➖➖➖➖
🌸 والصواب أن هذا *ليس بحديث أصلاً*، لكنه منسوب إلى الحسن البصري كما سيأتي [ وقد نسبه النووي (الأذكار :517 ط ابن خزيمة ) خطأً إلى سبط النبي وسيد شباب أهل الجنة *الحسين* وتابعه عليه صاحب حصن المسلم رحمه الله ] .
فقد روى ابن عساكر في تاريخ دمشق (51/91) وابن المنذر في الأوسط ( تحفة المودود :34 ط المجمع ) من طريق كلثوم بن جوشن قال : جاء رجل عند الحسن وقد ولد له مولود فقيل له يهنئك الفارس ! فقال الحسن : وما يدريك أفارسٌ هو ؟!!
قالوا : كيف نقول يا أبا سعيد ؟ قال : تقول : *"بورك لك في الموهوب وشكرت الواهب ورزقت بره وبلغ أشده"*.
*وسنده إليه تالف* ، انظر تخريج الذكر والدعاء للشيخ ياسر فتحي حفظه الله (1/416 ).
🔅ورواه أبو القاسم البغوي في الجعديات (3398) وابن عدي في الكامل (10/318 ط السرساوي) من طريق الهيثم بن جماز عن الحسن .
*والهيثم هذا متفقٌ على ضعفه*
*فالأثر بطريقيه بهذا اللفظ لا يثبت عن الحسن رحمه الله ، كما أنه لا يثبت أن الواهب من أسماء الله الحسنى بل الثابت اسمه الوهاب*.
🏵 لكن ورد عنه بلفظ آخر ، فقد روى الطبراني في الدعاء (945) قال : حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، ثنا عمرو بن الربيع بن طارق، ثنا السري بن يحيى، أن رجلا ممن كان يجالس الحسن وُلد له ابن فهنأه رجل فقال: ليهنك الفارس، فقال الحسن: وما يدريك أنه فارس لعله نجار، لعله خياط قال: فكيف أقول؟
قال: "قل : *"جعله الله مباركا عليك وعلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم"*.
وسنده إليه مقارب ،فإن يحيى بن عثمان طعنوا فيه من أجل أنه يحدث من غير كتبه .
🌷وجاء مثله لكن عن أيوب السَّختياني ، رواه الطبراني في الدعاء (946) *والسند إليه جيد* .
✅ وأعلى وأصح من كل ما فات ما ورد مرفوعاً إلى النبي (ﷺ) في قصة ولادة أم سليم رضي الله عنها لولد من زوجها أبي طلحة وحين علم النبي بذلك قال: "اذْهَبْ إِلَى أُمِّكِ فَقُلْ: *بَارَكَ اللَّهُ لَكِ فِيهِ وَجَعَلَهُ بَرًّا تَقِيًّا"* .
رواه البزار (2669) قال الهيثمي : *" رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن منصور الرمادي، وهو ثقة"* ،وجوّد إسناده محقق مجمع الزوائد (18/747) .
👈 *وهذا الذكر قد خلت منه كل كتب الأذكار وهذه فائدة عزيزة* فالحمد لله على توفيقه ،فاهنأ بها .
🌼 ومما في الباب أيضا ولم يذكره أصحاب كتب الأذكار ما رواه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1717) حَدَّثَنَا *عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ،* ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُونَ بْنِ خَالِدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُلُوسِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا *الْقَاسِمُ بْنُ مُطَيَّبٍ*، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنّ النَّبِيَّ (ﷺ) : "كَانَ إِذَا أُتِيَ بِالْمَوْلُودِ وُلِدَ فِي الإِسْلامِ، قَالَ: *" اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ بَارًّا تَقِيًّا رَشِيدًا، وَأَنْبِتْهُ فِي الإِسْلامِ نَبَاتًا حَسَنًا "*.
وإسناده *ضعيف جداً* فالقاسم بن المطيب متروك ، وشيخ أبي نعيم مجهول ، وعزاه السيوطي في الجامع الكبير للديلمي في الفردوس (فردوس الأخبار للديلمي ج 1 ص 561 رقم 1887)
⛺ ولكن لما كان الأصل في ألفاظ الدعاء خارج العبادات هو *الإطلاق وعدم التقييد*، فيتخير الداعي من الدعاء أعجبه ، وأوفاه بمقصوده بشرط ألا يكون فيه مخالفة شرعية .
فمن الممكن أن تهنئ أخاك قائلاً : *«بارك الله فى مولودك الذى أتاك وهنأك نعمته بعطيته، وملاّك كرامته بفائدته، وأدام سرورك بزيادته، وجعله بارّا تقيّا، ميمونا مباركا زكيّا، ممدودا له فى البقاء مبلغا غاية الأمل مشدودا به عضدك، مكثرا به ولدك، مداما به سرورك، مدفوعا به الآفات عنك، مشفوعا بأكثر العدد، من طيّب الولد»*
🌹وينبغي أن يكون الدعاء فيه تذكير بأن الولد نعمة من الله وهبة، ويدعو للأب أن تقر عينه بابنه، وأن يبارك الله له فيه، ويجعله بارّا بأبويه، تقيّا زكيّا ميمونا سعيدا، وأن يشدّ به أزر الوالد ويكثر من أحفاده .....الخ.
وانظر على سبيل المثال كتاب *صبح الأعشى* 7/59 ففيه بعض العبارات الجيدة في هذا الباب .
والحمد لله رب العالمين
🌹🌹🌹🌹🌹🌹
صحة حديث التهنئة بقدوم المولود
العرض المتطور
