منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الفقه وأصوله


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي أ/أحمد مخالفة
أ/أحمد غير متواجد حالياً
 
أ/أحمد
عضو مميز
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 121
تاريخ التسجيل : Apr 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,285 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي فصل المقال في تكبيرات الانتقال

كُتب : [ 12-23-2011 - 12:51 AM ]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما
أما بعد :
فإن من المسلم به عند علماء السلف عدم ثبوت حكم شرعي إلا بدليل شرعي، ولأجل استخراج حكم شرعي في مسألة ما من مسائل الدين لا بد من جمع الأدلة الواردة فيها مع أقوال أهل العلم والنظر ؛ ومن المعلوم أيضا أن الأصل في العبادات العدم إلا بدليل ؛ وباتفاق السلف أن نصوص الشريعة يجب أن تضبط بفهم السلف؛ وإن أي تقصير أو قصور في واحد منها سينعكس و لابد على استنباط الحكم الشرعي .
هذا وقد كنت في ما مضى أقول إن تكبيرات الانتقال تكون قبل الشروع في الانتقال إلى الركن التالي ؛ والذي قادني إلى هذا القول ما أخرجه أبو داود في سننه ج1/ص194 وصححه الشيخ الألباني : " عن محمد بن عمرو بن عَطَاءٍ قال سمعت أَبَا حُمَيْدٍ السَّاعِدِيَّ في عَشْرَةٍ من أَصْحَابِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم منهم أبو قَتَادَةَ قال أبو حُمَيْدٍ أنا أَعْلَمُكُمْ بِصَلَاةِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالوا فَلِمَ فَوَاللَّهِ ما كُنْتَ بِأَكْثَرِنَا له تَبَعًا ولا أَقْدَمِنَا له صُحْبَةً قال بَلَى قالوا فَاعْرِضْ قال كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصَّلَاةِ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حتى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ يُكَبِّرُ حتى يَقِرَّ كُلُّ عَظْمٍ في مَوْضِعِهِ مُعْتَدِلًا ثُمَّ يَقْرَأُ ثُمَّ يُكَبِّرُ فَيَرْفَعُ يَدَيْهِ حتى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ يَرْكَعُ وَيَضَعُ رَاحَتَيْهِ على رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ يَعْتَدِلُ فلا يَصُبُّ رَأْسَهُ ولا يُقْنِعُ ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ فيقول سمع الله لِمَنْ حَمِدَهُ ثُمَّ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حتى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ مُعْتَدِلًا ثُمَّ يقول الله أَكْبَرُ ثُمَّ يَهْوِي إلى الأرض فَيُجَافِي يَدَيْهِ عن جَنْبَيْهِ ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَثْنِي رِجْلَهُ الْيُسْرَى فَيَقْعُدُ عليها وَيَفْتَحُ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ إذا سَجَدَ وَيَسْجُدُ ثُمَّ يقول الله أَكْبَرُ وَيَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَثْنِي رِجْلَهُ الْيُسْرَى فَيَقْعُدُ عليها حتى يَرْجِعَ كُلُّ عَظْمٍ إلى مَوْضِعِهِ ثُمَّ يَصْنَعُ في الْأُخْرَى مِثْلَ ذلك ثُمَّ إذا قام من الرَّكْعَتَيْنِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حتى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ كما كَبَّرَ عِنْدَ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ ثُمَّ يَصْنَعُ ذلك في بَقِيَّةِ صَلَاتِهِ حتى إذا كانت السَّجْدَةُ التي فيها التَّسْلِيمُ أَخَّرَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَقَعَدَ مُتَوَرِّكًا على شِقِّهِ الْأَيْسَرِ قالوا صَدَقْتَ هَكَذَا كان يُصَلِّي صلى الله عليه وسلم ".

والناظر لألفاظ هذا الحديث يرى أن أبا حميد الساعدي قد نقل انتقال النبي صلى الله عليه وسلم بين الأركان بحرف العطف " ثم " وهو حرف عطف صريح في تراخي الفعل الثاني عن الأول ؛ غير أن القصور في البحث والنظر في الأدلة الأخرى جعلنا نقول : إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر قبل أن يركع ثم يركع؛ ويكبر ثم يهوي إلى السجود؛ ولكن عند النظر في الأدلة الأخرى يتبيّن لنا خلاف ذلك ؛ لذا سأذكر بعض تلك الأدلة الدالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر مع الشروع إلى الركن التالي ؛ وهو ما يسمى أيضا " ذكر الانتقال بين الأركان ".

وهاك أخي القارئ الكريم بعض تلك الأدلة

أخرج البخاري ج1/ص272 بَاب إِتْمَامِ التَّكْبِيرِ في السُّجُودِ
: " عن مُطَرِّفِ بن عبد اللَّهِ قال صَلَّيْتُ خَلْفَ عَلِيِّ بن أبي طَالِبٍ رضي الله عنه أنا وَعِمْرَانُ بن حُصَيْنٍ فَكَانَ إذا سَجَدَ كَبَّرَ وإذا رَفَعَ رَأْسَهُ كَبَّرَ وإذا نَهَضَ من الرَّكْعَتَيْنِ كَبَّرَ فلما قَضَى الصَّلَاةَ أَخَذَ بِيَدِي عِمْرَانُ بن حُصَيْنٍ فقال قد ذَكَّرَنِي هذا صَلَاةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أو قال لقد صلى بِنَا صَلَاةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ".

وأخرج البخاري1/ 283 في بَاب يُكَبِّرُ وَهُوَ يَنْهَضُ مِنْ السَّجْدَتَيْنِ وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يُكَبِّرُ فِي نَهْضَتِهِ
:" عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ صَلَّى لَنَا أَبُو سَعِيدٍ فَجَهَرَ بِالتَّكْبِيرِ حِينَ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ السُّجُودِ وَحِينَ سَجَدَ وَحِينَ رَفَعَ وَحِينَ قَامَ مِنْ الرَّكْعَتَيْنِ وَقَالَ هَكَذَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
قلت ( أبو الحسين ) : قوله " وهو ينهض " يعني حال نهوضه لأن جملة " وهو ينهض " في محل نصب حال أي ناهضا يبيّن ذلك تصريح البخاري عن ابن الزبير " يكبر في نهضته " .
وأخرج البخاري ج1/ص272 بَاب التَّكْبِيرِ إذا قام من السُّجُودِ ".
"عن عِكْرِمَةَ قال صَلَّيْتُ خَلْفَ شَيْخٍ بِمَكَّةَ فَكَبَّرَ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً فقلت لابن عَبَّاسٍ إنه أَحْمَقُ فقال ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ سُنَّةُ أبي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم وقال مُوسَى حدثنا أَبَانُ حدثنا قَتَادَةُ حدثنا عِكْرِمَةُ ".

وأخرج البخاري ج1/ص274 بَاب ما يقول الْإِمَامُ وَمَنْ خَلْفَهُ إذا رَفَعَ رَأْسَهُ من الرُّكُوعِ
" عن أبي هُرَيْرَةَ قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال سمع الله لِمَنْ حَمِدَهُ قال اللهم رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رَكَعَ وإذا رَفَعَ رَأْسَهُ يُكَبِّرُ وإذا قام من السَّجْدَتَيْنِ قال الله أَكْبَرُ " وأخرجه مسلم ج1/ص293

وفي صحيح البخاري :" عن بن شِهَابٍ قال أخبرني أبو بَكْرِ بن عبد الرحمن بن الْحَارِثِ أَنَّهُ سمع أَبَا هُرَيْرَةَ يقول كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصَّلَاةِ يُكَبِّرُ حين يَقُومُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حين يَرْكَعُ ثُمَّ يقول سمع الله لِمَنْ حَمِدَهُ حين يَرْفَعُ صُلْبَهُ من الرَّكْعَةِ ثُمَّ يقول وهو قَائِمٌ رَبَّنَا لك الْحَمْدُ قال عبداللَّهِ وَلَكَ الْحَمْدُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حين يَهْوِي ثُمَّ يُكَبِّرُ حين يَرْفَعُ رَأْسَهُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حين يَسْجُدُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حين يَرْفَعُ رَأْسَهُ ثُمَّ يَفْعَلُ ذلك في الصَّلَاةِ كُلِّهَا حتى يَقْضِيَهَا وَيُكَبِّرُ حين يَقُومُ من الثِّنْتَيْنِ بَعْدَ الْجُلُوسِ ".

قال ابن حجر في فتح الباري ج2/ص220 "قوله ويفعل ذلك إذا رفع رأسه من الركوع أي إذا أراد أن يرفع".
وقال أيضا في فتح الباري ج2/ص304 " وفيه التنصيص على أنه يكبر في حالة النهوض ".

وأخر ج البخاري ج1/ص276 في بَاب يَهْوِي بِالتَّكْبِيرِ حين يَسْجُدُ وقال نَافِعٌ كان ابن عُمَرَ يَضَعُ يَدَيْهِ قبل رُكْبَتَيْهِ .
:" أن أبا هريرة كان يكبر في كل صلاة من المكتوبة وغيرها في رمضان وغيره فيكبر حين يقوم ثم يكبر حين يركع ثم يقول سمع الله لمن حمده ثم يقول ربنا ولك الحمد قبل أن يسجد ثم يقول الله أكبر حين يهوي ساجدا ثم يكبر حين يرفع رأسه من السجود ثم يكبر حين يسجد ثم يكبر حين يرفع رأس من السجود ثم يكبر حين يقوم من الجلوس في الاثنتين ويفعل ذلك في كل ركعة حين يفرغ من الصلاة ثم يقول حين ينصرف والذي نفسي بيده إني لأقربكم شبها لصلاة الرسول صلى الله عليه و سلم إن كانت هذه لصلاته حتى فارق الدنيا ". وهو في سنن أبي داود وصححه الألباني بلفظ " ثم يقول الله أكبر حين يهوي ساجدا ..." الحديث.
ويؤكد ذلك الشيخ العباد في شرح سنن أبي داود فيقول :" وقوله: [ثم يقول: الله أكبر حين يهوي ساجداً] أي: يكبر حين يهوي، فلا يكبر وهو قائم ثم يسجد ".

قلت ( أبو الحسين ) : وهنا الشيخ العباد فصل القول فقال " فلا يكبر وهو قائم ثم يسجد. والشيخ العباد هو ممن شرح سنن أبي داود ولا شك أنه وقف على رواية أبي داود وفيها " يقول الله أَكْبَرُ ثُمَّ يَهْوِي إلى الأرض ". وسيأتي بيانها
وهذا يعني أن الصلاة كلها ذكر فلا يخلو حال منها من الذكر ؛ والله أعلم.

وفي شرح النووي على صحيح مسلم ج4/ص99 :" وقوله "يكبر حين يهوي ساجدا ثم يكبر حين يرفع ويكبر حين يقوم من المثنى" هذا دليل على مقارنة التكبير لهذه الحركات وبسطه عليها فيبدأ بالتكبير حين يشرع في الانتقال إلى الركوع ويمده حتى يصل حد الراكعين ثم يشرع في تسبيح الركوع ويبدأ بالتكبير حين يشرع في الهوي إلى السجود ويمده حتى يضع جبهته على الارض ثم يشرع في تسبيح السجود ويبدأ في قوله سمع الله لمن حمده حين يشرع في الرفع من الركوع ويمده حتى ينتصب قائما ثم يشرع في ذكر الاعتدال وهو ربنا لك الحمد إلى آخره ويشرع في التكبير للقيام من التشهد الاول حين يشرع في الانتقال ويمده حتى ينتصب قائما هذا مذهبنا ومذهب العلماء كافة إلا ما روي عن عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه وبه قال مالك انه لا يكبر للقيام من الركعتين حتى يستوي قائما ودليل الجمهور ظاهر الحديث وفي هذا الحديث دلاله لمذهب الشافعي رضي الله عنه وطائفة أنه يستحب لكل مصل من أمام ومأموم ومنفرد أن يجمع بين سمع الله لمن حمده وربنا لك الحمد فيقول سمع الله لمن حمده ".

قلت ( أبو الحسين ) : قول النووي " ويمده حتى يصل حد الراكعين " وقوله " ويمده حتى يصل الأرض ". هذا فيه تمطيط والتمطيط مكروه ؛ ونحن لا نقول بذلك وقد يؤدي إلى أن يمد ألف الله بحيث يجعله استفهاماً أو باء أكبر بحيث يصير جمع كبر وهو الطبل وهذا لا يجوز .
وقد أنكر الشيخ ابن باز رحمه ذلك فقال في فتاوى نور على الدرب _ شريط 629 الدقيقة 2.17 : "التمطيط غير مشروع"
وابن حجر وافق النووي في ابتداء التكبير مع الشروع في الانتقال إلا إنه لم يوافقه على المد فقال في فتح الباري ج2/ص273 : " قوله ثم يكبر حين يركع قال النووي فيه دليل على مقارنه التكبير للحركة وبسطه عليها فيبدأ بالتكبير حين يشرع في الانتقال إلى الركوع ويمده حتى يصل إلى حد الراكع انتهى؛ ودلالة هذا اللفظ على البسط الذي ذكره غير ظاهرة ".وقال ابن حجر :" فِيهِ أَنَّ التَّسْمِيعَ ذِكْرُ النُّهُوضِ ، وَأَنَّ التَّحْمِيدَ ذِكْرُ الِاعْتِدَالِ ".

وفي سنن أبي داود وصححه الألباني وهو نفس لفظ الصحيحين :" عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يُكَبِّرُ فِى كُلِّ صَلاَةٍ مِنَ الْمَكْتُوبَةِ وَغَيْرِهَا يُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْكَعُ ثُمَّ يَقُولُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ثُمَّ يَقُولُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ قَبْلَ أَنْ يَسْجُدَ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ حِينَ يَهْوِى سَاجِدًا ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَسْجُدُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ مِنَ الْجُلُوسِ فِى اثْنَتَيْنِ فَيَفْعَلُ ذَلِكَ فِى كُلِّ رَكْعَةٍ حَتَّى يَفْرُغَ مِنَ الصَّلاَةِ ثُمَّ يَقُولُ حِينَ يَنْصَرِفُ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنِّى لأَقْرَبُكُمْ شَبَهًا بِصَلاَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِنْ كَانَتْ هَذِهِ لَصَلاَتُهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا".

وفي سنن النسائي الكبرى1/349 :" عن أبي سلمة بن عبد الرحمن : أن أبا هريرة حين استخلفه مروان على المدينة كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر ثم يكبر حين يركع فإذا رفع رأسه من الركعة قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم يكبر حين يهوي ساجدا ثم يكبر حين يقوم من الثنتين بعد التشهد ثم يفعل مثل ذلك حتى يقضي صلاته فإذا قضى صلاته وسلم أقبل على أهل المسجد فقال والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم ".

قال ابن حجر في فتح الباري ج2/ص291 :" قوله ثم يقول الله أكبر حين يهوى ساجدا فيه أن التكبير ذكر الهوى فيبتدئ به من حين يشرع في الهوى بعد الاعتدال إلى حين يتمكن ساجدا ".

قلت( أبو الحسين ) : يعني أنه يذكر الله وهو يهوي بالتكبير؛ لكن لا ينبغي أن يصل إلى حد التمطيط .
لكن يقضي على التمطيط إذا علمنا أن الهوي ما ذكره ابن منظور في لسان العرب15/371 : " هوى هوياً وهاوى سار سيراً شديداً وفي صفته صلى الله عليه وسلم كأَنَّما يَهْوِي مِن صَبَبٍ أَي يَنْحَطُّ وذلك مِشية القَوِيّ من الرجال وهوى يهوي هَوِيًّا بالفتح إِذا هبط وهَوَى يَهْوِي هُوِيًّا بالضم إِذا صَعِدَ وقيل بالعكس وهَوَى يَهْوِي هُوِيًّا إِذا أَسرع في السير وفي حديث البراق ثم انْطَلَق يَهْوِي أَي يُسْرِعُ والمُهاواةُ المُلاجَّةُ والمُهاواةُ شدَّة السير وهاوَى سارَ سَيْراً شديداً ".
ويندفع التمطيط أيضا بما يفهم من تبويب البخاري حيث قال في صحيحه ج1/ص271:" بَاب إِتْمَامِ التَّكْبِيرِ في الرُّكُوعِ ؛ وبوب أيضا ج1/ص272 بَاب إِتْمَامِ التَّكْبِيرِ في السُّجُودِ ". والحرف " في " للظرفية كما هو معلوم لمن له أدنى اهتمام بلغة العرب !
وفي تحفة الأحوذي ج2/ص87 : " قَوْلُهُ كان يُكَبِّرُ وهو يهوى أَيْ يَهْبِطُ إلى السُّجُودِ الْأَوَّلِ من هَوَى يهوى هُوِيًّا كَضَرَبَ يَضْرِبُ إذا سَقَطَ وَأَمَّا هَوَى بِمَعْنَى مَالَ وَأَحَبَّ فَهُوَ من بَابِ سمع يَسْمَعُ وَالْحَدِيثُ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مُطَوَّلًا وَفِيهِ ثُمَّ يقول اللَّهُ أَكْبَرُ حين يهوى سَاجِدًا قال الْحَافِظُ في الْفَتْحِ فيه أَنَّ التَّكْبِيرَ ذِكْرُ الهوى فيبتدئ بِهِ من حِينِ يَشْرَعُ في الهوى بَعْدَ الِاعْتِدَالِ إلى حِينِ يَتَمَكَّنُ سَاجِدًا ".
ويندفع أيضا إذا علمنا أن ابن كثير رحمه الله تعالى يقول في تفسيره ج4/ص247 :" قوله والنجم إذا هوى فقال ابن أبي نجيح عن مجاهد يعني بالنجم الثريا إذا سقطت مع الفجر وكذا روي عن ابن عباس وسفيان الثوري واختاره ابن جرير وزعم السدي أنها الزهرة وقال الضحاك والنجم إذا هوى إذا رمي به الشيطان وهذا القول له اتجاه وروى الأعمش عن مجاهد في قوله تعالى والنجم إذا هوى يعني القرآن إذا نزل".
وخلاصة القول أن الهوي هو الحركة السريعة وإذا كان كذلك فإن المصلي إماما أو مأموما أو منفردا إذا هوى إلى الركوع أو السجود مكبرا فيمتنع معه التمطيط والله تعالى أعلم .

وابن خزيمة يبيّن أن التكبير عند الشروع فقال في صحيحه1/290 :" عن أبي بكر بن عبد الرحمن أن أبا هريرة يقول : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم ثم يكبر حين يركع ثم يقول سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركعة يقول وهو قائم : ربنا ولك الحمد؛ ثم يكبر حين يهوي ساجدا ثم يكبر حين يرفع رأسه ثم يكبر حين يسجد ثم يكبر حين يرفع رأسه ثم يفعل مثل ذلك في الصلاة كلها حتى يقضيها ويكبر حين يقوم من المثنى بعد الجلوس ثم يقول أبو هريرة : إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه و سلم ".

قلت ( أبو الحسين ): وبيّن أبو هريرة أيضا أن " سمع الله لمن حمده " بقوله " حين يرفع صلبه من الركعة " هو الذكر المخصوص بالشروع إلى القيام ؛ وأن " ربنا ولك الحمد " هو الذكر المخصوص بالقيام من الركوع كما ترى من الرواية أعلاه.

وأقوال العلماء في هذا كثيرة أنقل جملة منها:
قال الشوكاني في نيل الأوطار ج2/ص277 :" قَوْلُهُ ثُمَّ يقول وهو قَائِمٌ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ فيه مُتَمَسَّكٌ لِمَنْ قال إنَّهُ يَجْمَعُ بين التَّسْمِيعِ وَالتَّحْمِيدِ كُلُّ مُصَلٍّ من غَيْرِ فَرْقٍ بين الْإِمَامِ وَالْمُؤْتَمِّ وَالْمُنْفَرِدِ وهو الشَّافِعِيُّ وَمَالِكٌ وَعَطَاءٌ وأبو دَاوُد وأبو بُرْدَةَ وَمُحَمَّدُ بن سِيرِينَ وَإِسْحَاقُ وَدَاوُد قالوا إنَّ الْمُصَلِّيَ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ من الرُّكُوعِ يقول في حَالَ ارْتِفَاعِهِ سمع اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فإذا اسْتَوَى قَائِمًا يقول رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ ".

وقال الشيخ الألباني في تمام المنة في تعليقه على فقه السنة : " يستحب للمصلي إماما أو مأموما أو منفردا أن يقول عند الرفع من الركوع : سمع الله لمن حمده فإذا استوى قائما فليقل: ربنا ولك الحمد. فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول : سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركعة ثم يقول وهو قائم : ربنا ولك الحمد رواه أحمد والشيخان " .
قلت ( الألباني ) : وهر مخرج في " الارواء " ( 331 ) بزيادة كثيرة في المصادر وتأكيدا لما ذكره من شمول الاستحباب للمأموم أقول : من الواضح أن في هذا الحديث ذكرين إثنين : أحدهما : قوله : " سمع الله لمن حمده " في اعتداله من الركوع؛ والآخر : قوله : " ربنا ولك الحمد " إذا استوىقائما .
قلت ( أبو الحسين): أوضح الشيخ الألباني بما لا يقبل اللبس أن هناك ذكر ما بين الركنين وهو ذكر الانتقال من ركن لآخر .

قال النووي في المجموع ج3/ص377 :" أن مذهبنا أنه يقول في حال ارتفاعه سمع الله لمن حمده فإذا استوى قائما قال ربنا لك الحمد".

وقال الفيروز أبادي الشيرازي في كتابه التنبيه في الفقه الشافعي ج1/ص31 :" ثم يرفع رأسه قائلا سمع الله لمن حمده ويرفع يديه فإذا استوى قائما قال ربنا لك الحمد".

وقال بافضل الحضرمي في المقدمة الحضرمية في الفقه الشافعي ج1/ص68 :" ويسن إذا رفع رأسه للاعتدال أن يقول سمع الله لمن حمده فإذا استوى قائما قال ربنا لك الحمد".

وقال الهيتمي في المنهج القويم ج1/ص202 :" فصل في سنن الاعتدال " ويسن إذا رفع رأسه للاعتدال أن يقول عند ابتداء الرفع سمع الله لمن حمده إماما كان أو غيره فإذا استوى قائما قال ربنا لك الحمد أو ربنا ولك الحمد ".

وفي روضة الطالبين للنووي ج1/ص252 :" ويستحب أن يقول في ارتفاعه للاعتدال سمع الله لمن حمده فإذا استوى قائما قال ربنا لك الحمد ".

وقال أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني مختصر المزني لكتاب الأم للشافعي (ص14) :" وإذا أراد أن يرفع ابتدأ قوله مع الرفع سمع الله لمن حمده ويرفع يديه حذو منكبيه فإذا استوى قائما قال أيضا ربنا لك الحمد ".

وقال السيوطي في دفع التشنيع في مسألة التسميع (ص23) :" مذهب الشافعي رضي الله عنه أن المصلي إذا رفع رأسه من الركوع يقول في حال ارتفاعه سمع الله لمن حمده فإذا استوى قائما يقول ربنا لك الحمد وأنه يستحب الجمع بين هذين للإمام والمأموم والمنفرد وبهذا قال عطاء وأبو بردة ومحمد بن سيرين وإسحق وداود ".
وقال السيوطي أيضا في دفع التشنيع ( ص25): "وأخرج مسلم عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حين رفع رأسه سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد؛ وأخرج البخاري مثله من رواية ابن عمر ومسلم مثله من رواية عبد الله بن أبي أوفى".
قلت ( أبو الحسين ) : كل ذلك يدلل على وجود ذكر الانتقال بين الأركان ؛ والله أعلم. ومن شاء الزيادة فليرجع إلى هذا الكتاب.

وفي صحيح ابن خزيمة ج1/ص291 :" عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال كان أبو هريرة يصلي بنا فيكبر حين يقوم وحين يركع وإذا أراد أن يسجد وبعد ما يرفع من الركوع وإذا أراد أن يسجد بعد ما يرفع من السجود وإذا جلس وإذا أراد أن يقوم في الركعتين كبر ويكبر مثل ذلك في الركعتين الأخريين فإذا سلم قال والذي نفسي بيده إني لأقربكم شبها برسول الله صلى الله عليه وسلم يعني صلاته ما زالت هذه صلاته حتى فارق الدنيا".

وبوب ابن خزيمة في صحيحه ج1/ص317 :" باب التكبير مع الإهواء للسجود ". عن أبي بكر بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر حين يهوي ساجدا ".

بل ويوضح ذلك ما جاء في صحيح البخاري ج1/ص283 :" عن سَعِيدِ بن الْحَارِثِ قال صلى لنا أبو سَعِيدٍ فَجَهَرَ بِالتَّكْبِيرِ حين رَفَعَ رَأْسَهُ من السُّجُودِ وَحِينَ سَجَدَ وَحِينَ رَفَعَ وَحِينَ قام من الرَّكْعَتَيْنِ وقال هَكَذَا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ".


وأما ما جاء في سنن أبي داود ج1/ص194 بلفظ " ....مُعْتَدِلًا ثُمَّ يقول الله أَكْبَرُ ثُمَّ يَهْوِي إلى الأرض....... ؛ فهذا لمطلق العطف والتفصيل ولبيان شدة الاطمئنان وليس للتراخي لمن تنبه لألفاظ الحديث جميعا والله أعلم ؛ وهذا نص الحديث كما رواه أبو داود:
" عن محمد بن عمرو بن عَطَاءٍ قال سمعت أَبَا حُمَيْدٍ السَّاعِدِيَّ في عَشْرَةٍ من أَصْحَابِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم منهم أبو قَتَادَةَ قال أبو حُمَيْدٍ أنا أَعْلَمُكُمْ بِصَلَاةِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالوا فَلِمَ فَوَاللَّهِ ما كُنْتَ بِأَكْثَرِنَا له تَبَعًا ولا أَقْدَمِنَا له صُحْبَةً قال بَلَى قالوا فَاعْرِضْ قال كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصَّلَاةِ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حتى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ يُكَبِّرُ حتى يَقِرَّ كُلُّ عَظْمٍ في مَوْضِعِهِ مُعْتَدِلًا ثُمَّ يَقْرَأُ ثُمَّ يُكَبِّرُ فَيَرْفَعُ يَدَيْهِ حتى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ يَرْكَعُ وَيَضَعُ رَاحَتَيْهِ على رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ يَعْتَدِلُ فلا يَصُبُّ رَأْسَهُ ولا يُقْنِعُ ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ فيقول سمع الله لِمَنْ حَمِدَهُ ثُمَّ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حتى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ مُعْتَدِلًا ثُمَّ يقول الله أَكْبَرُ ثُمَّ يَهْوِي إلى الأرض فَيُجَافِي يَدَيْهِ عن جَنْبَيْهِ ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَثْنِي رِجْلَهُ الْيُسْرَى فَيَقْعُدُ عليها وَيَفْتَحُ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ إذا سَجَدَ وَيَسْجُدُ ثُمَّ يقول الله أَكْبَرُ وَيَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَثْنِي رِجْلَهُ الْيُسْرَى فَيَقْعُدُ عليها حتى يَرْجِعَ كُلُّ عَظْمٍ إلى مَوْضِعِهِ ثُمَّ يَصْنَعُ في الْأُخْرَى مِثْلَ ذلك ثُمَّ إذا قام من الرَّكْعَتَيْنِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حتى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ كما كَبَّرَ عِنْدَ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ ثُمَّ يَصْنَعُ ذلك في بَقِيَّةِ صَلَاتِهِ حتى إذا كانت السَّجْدَةُ التي فيها التَّسْلِيمُ أَخَّرَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَقَعَدَ مُتَوَرِّكًا على شِقِّهِ الْأَيْسَرِ قالوا صَدَقْتَ هَكَذَا كان يُصَلِّي صلى الله عليه وسلم".
يلاحظ أن أبا حميد لم يذكر قوله صلى الله عليه وسلم " ربنا ولك الحمد " وهو أعلمهم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يعني ذلك أنه لا يعلمها وإنما أراد والله أعلم أن يبيّن لهم أذكار الانتقال ما بين الأركان .
والدليل على أن هذا العطف لا يراد به الترتيب والتراخي أو قد يكون من تصرف الرواة ما يأتي:

أن حديث أبي حميد الساعدي أخرجه الترمذي ج2/ص106 : " كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصَّلَاةِ اعْتَدَلَ قَائِمًا وَرَفَعَ يَدَيْهِ حتى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ فإذا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ حتى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ قال الله أَكْبَرُ وَرَكَعَ ثُمَّ اعْتَدَلَ فلم يُصَوِّبْ رَأْسَهُ ولم يُقْنِعْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ على رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ قال سمع الله لِمَنْ حَمِدَهُ وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَاعْتَدَلَ حتى يَرْجِعَ كُلُّ عَظْمٍ في مَوْضِعِهِ مُعْتَدِلًا ثُمَّ أَهْوَى إلى الأرض سَاجِدًا ثُمَّ قال الله أَكْبَرُ ثُمَّ جَافَى عَضُدَيْهِ عن أبطيه ".
قلت ( أبو الحسين ) : لفظ الترمذي هكذا " ثُمَّ أَهْوَى إلى الأرض سَاجِدًا ثُمَّ قال الله أَكْبَرُ ". فهل كبر النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم على رواية أبي داود أم كبر وهو ساجد على رواية الترمذي ؟؟؟!
وأخرجه ابن خزيمة ج1/ص297 :" عن أبي حميد الساعدي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائما فذكر بعض الحديث وقال ثم قال الله أكبر وركع ثم اعتدل ولم يصب رأسه ولم يقنع ووضع يديه على ركبتيه ثم قال سمع الله لمن حمده ورفع يديه واعتدل حتى يرجع كل عظم إلى موضعه معتدلا ثم هوى إلى الأرض ساجدا ثم قال الله أكبر ثم تجافى عضديه عن إبطيه وفتح أصابع رجليه ثم ثنى رجله اليسرى وقعد عليها ثم اعتدل حتى يرجع كل عظم إلى موضعه معتدلا ثم هوى ساجدا ثم قال الله أكبر ثم ثنى رجله وقعد واعتدل حتى يرجع كل عظم في موضعه ثم نهض ثم صنع في الركعة الثانية مثل ذلك حتى إذا قام من السجدتين كبر ورفع يديه حتى يحاذي بها منكبيه كما صنع حين افتتح الصلاة ثم صنع كذلك ....... ".

قلت ( أبو الحسين ): لفظ ابن خزيمة " قال الله أكبر و ركع " بالعطف بالواو وهو مطلق الجمع لا يقتضي الترتيب ولا ينافيه ويدل أيضا على معنى الحين؛ وكذلك اللفظ الثاني " هوى إلى الأرض ساجدا ثم قال الله أكبر" وهو لفظ الترمذي فهل كبر النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد أم ماذا ؟؟؟؟!!

وهذا ابن خزيمة يذكر لفظا موافقا لأبي داود في صحيحه من حديث الساعدي أيضا ج1/ص317 قال: " ثم يقول الله أكبر ثم يهوي إلى الأرض ويجافي يديه عن جنبيه وقال محمد بن يحيى يهوى إلى الأرض مجافيا يديه عن جنبيه زاد محمد بن يحيى ثم يسجد وقالوا جميعا قالوا صدقت هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي".
وفي صحيح ابن خزيمة من حديث الساعدي أيضا ج1/ص327 : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائما وذكر بعض الحديث وقال ثم هوى إلى الأرض ساجدا ثم قال الله أكبر ثم جافى عضديه عن إبطيه وفتح أصابع رجليه ".
قلت ( أبو الحسين ) : هل يعني ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر وهو ساجد ؟؟؟ لا قائل بهذا فيما أعلم .

وفي صحيح ابن خزيمة من حديث الساعدي أيضا ج1/ص337 :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى يحاذي منكبيه ثم كبر واعتدل قائما حتى يقر كل عظم في موضعه معتدلا ثم يقرأ ثم يرفع يديه ويكبر ويركع فيضع راحتيه على ركبتيه ولا يصب رأسه ولا يقنعه ثم يقول سمع الله لمن حمده ويرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه معتدلا حتى يقر كل عظم في موضعه معتدلا ثم يكبر ويسجد ".
قلت ( أبو الحسين ) : " قوله ثم يكبر ويسجد ". هل التكبير يقارن للسجود أم يتقدم عليه ؟ .

وقال ابن عبد البر في التمهيد ج9/ص194 :" حدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم حدثنا ابن وضاح قال حدثنا عبد الرحمان بن إبراهيم دحيم قال أخبرنا الوليد قال سألت الأوزاعي عن تكبيرة السجدة التي بعد سمع الله لمن حمده فقال كان مكحول يكبرها وهو قائم ثم يهوي إلى السجود وكان القاسم بن محمد يكبرها وهو يهوي إلى السجود فقيل للقاسم أن مكحولا يكبرها وهو قائم قال وما يدري مكحول ما هذا ".

على أنه من المفيد أيضا أن أنقل كلام الشيخ ابن عثيمين في شرح بلوغ المرام _ شرح كتاب الصلاة _ الشريط 21 أنه يقول التكبير ما بين الانتقالين.
وفي شرحه صحيح البخاري _ كتاب الأذان _شريط رقم (7 الوجه أ) قال أو يبتدي في الأثناء وينتهي قبل الركن .
قلت ( أبو الحسين ) : لكن لا ينبغي أن يحصل التمطيط بما بيناه في الصفحات الماضية.
كما ينبغي أن يعلم أيضا أن تكبيرات الانتقال على الوجوب وليس كما ذهب بعض أهل العلم
إلى القول بالاستحباب لحديث المسيء صلاته في الصحيحين وقوله صلى الله عليه وسلم " صلوا كما رأيتموني أصلي ".
وأرجو الله تعالى أن أكون قد جانبت الهوى والخطأ ووفقت للحق والصواب مخلصا لله وحده وهو أعلم بذات الصدور.
اللهم اغفر لي ولوالدي كما ربياني صغيرا وللمؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
منقول

 

رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:50 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML