بسم الله الرحمن الرحيم
فإن ما يُسمَّى اليوم (أناشيد إسلامية) أو تواشيح وابتهالات كانت موجودة في الماضي ولكن مع اختلاف التسمية، فكانت تسمى التغبير أو القصائد.
وقد حذَّر السلف أيما تحذير من هذه الأناشيد وما يشبهها من تواشيح وابتهالات؛ فقد سُئِلَ الإمام أحمد رحمه الله: ما تقول في أهل القصائد؟ فقال: بدعة لا يُجَالَسون.
وقال الإمام الشافعي رحمه الله: خلّفتُ شيئًا أحدثته الزنادقة، يسمونه التغبير، يصدون به عن القرآن.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله معقبًا: وهذا من كمال معرفة الشافعي وعلمه بالدين، فإن القلب إذا تعوَّد سماع القصائد والأبيات والتذَّ بها حصل له نفور عن سماع القرآن والآيات، فيستغني بسماع الشيطان عن سماع الرحمن. اهـ. «مجموع الفتاوى»
وقال شيخ الإسلام أيضًا: والذين حضروا السماع المُحدَث الذي جعله الشافعي جملة من إحداث الزنادقة لم يكونوا يجتمعون مع مُردان ونسوان، ولا مع مصلصلات وشبَّابَّات، وكانت أشعارهم مزهدات مرققات.اهـ. «مجموع الفتاوى»
وإليكم بعض فتاوى علماء السنة فيما يسمى بـ الأناشيد وأشباهها:
فتوى (1) محدث العصر الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
السؤال: ما حكم ما يسمى بالأناشيد الإسلامية؟
الجواب: فالذي أراه بالنسبة لهذه الأناشيد الإسلامية التي تُسمَّى بالأناشيد الدينية وكانت من قبل من خصوصيات الصوفيين، وكان كثير من الشباب المؤمن ينكر ما فيها من الغلو في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم والاستغاثة به من دون الله تبارك وتعالى، ثم حدثت أناشيد جديدة، في اعتقادي متطورة من تلك الأناشيد القديمة، وفيها تعديل لا بأس به، من حيث الابتعاد عن تلك الشركيات والوثنيات التي كانت في الأناشيد القديمة.
كل باحث في كتاب الله وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وفي ما كان عليه السلف الصالح لا يجد مطلقًا هذا الذي يسمونه بالأناشيد الدينية ولو أنها عدلت عن الأناشيد القديمة التي كان فيها الغلو في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، فحسبنا أن نتخذ دليلا في إنكار هذه الأناشيد التي بدأت تنتشر بين الشباب بدعوى أنها ليس فيها مخالفة للشريعة،
حسبنا في الاستدلال على ذلك أمران اثنان:
الأول: وهو أن هذه الأناشيد لم تكن من هَدْيِ سلفنا الصالح رضي الله عنهم.
الثاني: وهو في الواقع فيما ألمس وفيما أشهد، خطير أيضًا؛ ذلك لأننا بدأنا نرى الشباب المسلم يلتهي بهذه الأناشيد الدينية، ويتغنَّوْن بها كما يقال قديمًا (هجيراه) دائمًا وأبدًا، وصرفهم ذلك عن الاعتناء بتلاوة القران وذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حسب ما جاء في الأحاديث الصحيحة تغنوا بالقران وتعاهدوه، فوالذي نفس محمد بيده أنه لأشد تفلتًا من صدور الرجال من الإبل من عقله. اهـ.
منقول للفائدةالمصدر: سلسلة الهدى والنور