س/ يقول السائل فضيلة الشيخ منذ زمن وأنا أطلب العلم لكن لا أرى له أثر عليّ وعلى أهلي إلا قليلا فما سبب ذلك وما هو علاجه ؟
الشيخ صالح آل الشيخ : كون العبد طالب العلم يحس بتقصيره هذا من ثمرات العلم يحس بأن العلم لم يثمر فيه وأنه لا بد له أن يجاهد نفسه هذا من ثمرات العلم النافعة لأن العلم الناس يفتح لهم فيه وليس كل أحد يفتح له في جميع العلوم وليس كل أحد يفتح له في علم معين بنفسه وليس كل أحد ايضًا يفتح له العمل . وقد جاء رجل إلى الإمام مالك رحمه الله تعالى وقال له : يا إمامنا نرى منك كل أمر جميل لكنك لا تجاهد في سبيل الله فقال :إن من عباد الله من فتح له باب الصلاة وإن من عباد الله من فتح له باب الصيام وإن من عباد الله من فتح له باب الحج وإن من عباد الله من فتح له باب الجهاد وإن من عباد الله من فتح له باب العلم والتعليم وأنا ممن فتح لي هذا الباب ورضيت بما فتح الله لي . يعني يصعب أن يقيم الإنسان نفسه . لأنه يثمر العلم فيه في كل ميدان فهذا صعب وربما كان من تكليف مالا يطاق يعني صعب أنه في كل ميدان يكون طالب العلم موجودًا يعني يكون طالب علم ويعلم ويأمرون بالمعروف وينهى عن المنكر في كل وقت ويدعو إلى الله ويكون في كل وقت ويقوم بحقوق والديه وحقوق أولاده في كل وقت ويقوم بالحقوق العامة في كل وقت يعني كثرتها صعب أن يقوم بها واحد من أهل العلم نعم قد يهيئ الله – جل وعلا – من عباده من يقوم بهذه جميعًا وهذه مقامات الأئمة وهؤلاء نوادر في الأمة مقامات المجددين فهؤلاء لا ينبغي للإنسان أن يقيم نفسه بهم . إذا فهذا الذي يقول أنه ما رأيت العلم أثمر فيّ عليك المجاهدة في نفسك ولا تحتقر نفسك وتقول العلم ولا تقول العلم لا لم ينفعني . أو أنا لم أنتفع بالعلم فسأترك العلم . لا العلم لا بد أن يؤثر بإتيان الفرائض وترك المحرمات وتعليم العلم وبالكلمة الطيبة . وتؤثر مهما كان التأثير قليلا . لكن لا بد أن يكون ذلك مؤثرًا يعني العلم أما إذا كان العلم لم يثمر بمعني أن صاحبه يرتكب المحرمات ويغشى الكبائر والعياذ بالله ويفرط بالفرائض أو يترك حقوق العباد أو يعتدي على العباد في أموالهم أو في أعراضهم أو في ذواتهم و نحو ذلك فهذا يجب عليه التوبة إلى الله – جل وعلا – والإنابة إليه والعلم يكون وبال عليه نسال الله – جل وعلا – العافية والسلامة
http://saleh.af.org.sa/node/346