بسم الله الرحمن الرحيم
نصيحة من العلامة صالح بن فوزان الفوزان للذين يصححون و يضعفون أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم
كذلك مما ظهر في العصر الأخير خصوصا بين الشباب ، الهجوم على بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم بالتصحيح والتضعيف والتجريح من دون علم ، وهذا أيضا خطر عظيم . فلا يجوز لأحد أن يتكلم في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم إلا عن علم وعن خبرة وعن معرفة ، أما إنسان أخذ يقرأ في الكتب فقط ، ولم يأخذ العلم عن العلماء ومن مصادره الصحيحة ، وصار يتكلم على الأحاديث يصحح ويضعف ، فهذه خطورة عظيمة ، وهذا سوء أدب مع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم . وتجرؤ على أحاديث الرسول ، فعليهم أن يتوقفوا عن هذا الأمر ، لأنه خطير جدا عليهم وعلى الأمة .
التأدب مع سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتوقير سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم واجب على الإنسان أن لا يتكلم فيها إلا عن علم وعن خبرة حقيقية ، بأن يكون من أهل هذا الفن . أما إنسان متطفل أتى الأمور من سطوحها ، ولم يأت البيوت من أبوابها ، فهذا خطر عظيم ، وهذا يدخل في سوء الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع سنته فعلينا أن نتفطن لهذا الأمر ، فإنه أمر عظيم .
وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم الآن تجرّأ عليها كثير من الناس من الجهلة ، ومن الزنادقة والملاحدة من أصحاب الأفكار الهدامة ، فيجب أن يكون لنا موقف مع من خالف سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم ، موقف الايمان ، وموقف المؤمنين بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم علما وعملا واحتراما وتوقيرا . فكما نوقر الرسول صلى الله عليه وسلم نوقر أحاديثه ، لأنها من عند الله سبحانه وتعالى : (( وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) [ الحشر : 7 ] (( وما ينطق عن الهوى ـــ إن هوإلا وحي يوحى )) [ النجم : 3 ـ 4 ] . فهي وحي من الله سبحانه وتعالى .
وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين وأسأله أن يرزقنا وإياكم العلم النافع ،والعمل الصالح والبصيرة في ديننا ، والثبات على الحق ، وألاّ يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
المصدر :
رسالة بعنوان : فليحذر الذين يخالفون عن أمره
لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان ـ حفظه الله ـ
دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع