منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الدفاع عن الإسلام والسنة


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي أ/أحمد مخالفة
أ/أحمد غير متواجد حالياً
 
أ/أحمد
عضو مميز
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 121
تاريخ التسجيل : Apr 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,285 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي نصح الدكتور إبراهيم الرحيلي المتغطرف صاحب «الرد المتلطف»! والنقد المتعسف

كُتب : [ 01-02-2013 - 12:38 PM ]


بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)(آل عمران: 102).


(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)(النساء: 1).


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)(الأحزاب: 70-71).


أما بعد:

فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي ؛ هدي محمد-صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

فقد اطلعت على رسالة بعنوان: ((الرد المتلطف على النقد المتعسف))، تأليف الدكتور إبراهيم عامر الرحيلي، يرد بها على فضيلة الشيخ العلَّامة عبيد بن عبد الله الجابري-حفظه الله-فيما كتبه من نصيحة للدكتور إبراهيم الرحيلي-هداه الله-، وكان الواجب عليه قبول النصيحة بصدر رحب، وإعلان التراجع عن أخطائه، وأن يكون مع أهل العلم، لا محاربًا لهم كما ظهر ذلك من رده المتعسف-أصلحه الله-.

لقد قرأت رسالته وهالني ما قرره الدكتور إبراهيم الرحيلي من أصول فاسدة، وما تكلم به من كلام باطل، وما استخدمه من أسلوب متعسف يستحق أن يكون اسم رسالته: ((الرد المتعسف على النقد المتلطف)) أو ((الرد المتفلسف على النقد المتلطف)) كما سيتضح ذلك خلال نقد كتابة الدكتور إبراهيم الرحيلي-هداه الله-.

العنوان بين الدعوى والواقع

هل تلطف الدكتور إبراهيم الرحيلي في رده؟.

من عبارته-أصلحه الله-: ((...مجازفة في الأحكام، وتعسف في التخطئة، العبارات الجافية، يكشف اللبس عن من يخشى انخداعه بهذه الكتابة، مدارها على التنقيب على الأخطاء والزلات، والتوسع في التهم والمجازفات...))، وجعل الشيخ عبيدًا ضمن مؤامرة ومكيدة منظمة لإسقاط الدكتور إبراهيم الرحيلي، لأنه لم يطع الطاعة العمياء ويساير في كل صغيرة وكبيرة...


إلى غير ذلك من طعونات الدكتور إبراهيم ومجازفاته حتى وصل الأمر إلى اتهام الشيخ عبيدًا بموافقة الخوارج تارة، وبموافقة المرجئة تارة أخرى!، مع المبالغة في الحط، وإظهاره بمظهر الذي لا يفهم الكلام على وجهه رغم إمعان النظر والتفَكُّر، ووصفه بمخالفة الدين ورد النصوص ومخالفة القواعد السلفية!


كل تلك الطعون والاتهامات أملاها عليه أدبه الجم، وأخلاقه العالية، وتلطفه الرهيب، فكيف لو أن الدكتور الرحيلي شدد في العبارة أو تنطع ماذا عساه أن يقول؟!!.


نعوذ بالله من تصنع الأدب، والتلاعب بعواطف الناس!.

هذيانٌ من بداية الكتاب

منشأ الخلاف بين الناس في فهمهم للكتاب والسنة والحل هو الكتاب والسنة

قال الدكتور إبراهيم الرحيلي: ((فإن الله خلق الخلق وجعلهم لسابق علمه وعظيم حكمته متفاوتين في العقول والأفهام، ومختلفين فيما يقررون من المسائل والأحكام، فما يراه أحدهم حقًا وصوابًا يراه الآخر باطلًا وخاطئًا.

ومن هنا نشأ الاختلاف بين الناس قديمًا وحديثًا، في كثير مما يقرِّرون، مما يكون مرجعهم فيه المنقول والمعقول، ومع ما قدره الله بحكمته كونًا وقدرًا من وجود هذا التباين في الأفهام والإدراك وما نتج عنه من اختلاف في التصور والمواقف، إلَّا أنه برحمته ولطفه بعباده خاطبهم فيما شرع لهم بما فيه إيضاح دينهم الذي ارتضى لهم، وما يكون فيه فصل تنازعهم عند اختلافهم وتفرقهم.

فكان الوحي بنوعيه القرآن والسنة ميزانًا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، يتميز به الحق من الباطل، والصواب من الخطأ، والهدى من الضلال)).

التعقيب:

فإذا كان الخلاف واقعًا في فهم الكتاب والسنة فكيف سيكون الرجوع إلى الكتاب والسنة فقط مرجحًا لفهم على فهم؟، مع أن الجميع راجعون أساسًا ومستنبطون من الكتاب والسنة؟، يحتاج إلى تفصيل!.

نعم قد يكون سبب الخلاف الأخذ بنص من القرآن أو من السنة مع الغفلة عن بقية النصوص، ولكن سبب الاختلاف هنا لا يعود إلى الفهم والإدراك للمنقول والمعقول بل إلى التقصير في جمع النصوص وما ورد في الباب من أدلة، وقد يكون بسبب قصور الباحث عن درجة الاجتهاد فيكون الخلل من جهة الباحث.

لكن الدواء الناجع في هذا الموضوع هو الرجوع إلى فهم السلف، فهو الحكم على الأفهام، وتحل به كثير من المشاكل، فمنهجهم معصوم، وفهمهم مقدم على أفهامنا ما لم يختلفوا، فإذا اختلفوا فإما أن يكون الخلاف مع وجود النص أو الإجماع السابق الذي يؤيد قول بعض المختلفين، أو يكون الأمر راجعًا إلى الفهم، فهنا يسعنا ما وسعهم من خلاف سائغ، وهذه هي مسائل الاجتهاد التي يقال فيها: لا إنكار في مسائل الاجتهاد، بخلاف ما هو من مسائل الخلاف النصية فالرجوع يكون للنص، أو الإجماع، أو كليهما.

ولكن هل مخالفات الدكتور إبراهيم الرحيلي من باب اختلاف الأفهام والعقول في فهم النصوص؟، أم هو اتباع الهوى والنفس الأمارة بالسوء؟، أمر يحتاج إلى مزيد تأمل من طرفك يا دكتور!، وسترى الشواهد في هذا الرد إن شاء الله.

هل كلمة يا بُنَيَّ خاصة بالأحداث؟

قال الدكتور إبراهيم الرحيلي: ((وإذا بي أخاطب مخاطبة الأحداث بعد هذا العمر في التعلم والتعليم)).

وهذا من غرائب الدكتور، وهو من سوء الظن بالعالم السلفي الناصح، فكلمة (يا بني) لا تختص بالأحداث، بل يقولها الكبير لمن هو في سن أبنائه من باب الترفق والتلطف، وليكون أدعى للقبول.

قال القرطبي في تفسيره[1]: ((...وقوله: (يا بني) ليس هو على حقيقة التصغير، وإن كان على لفظه، وإنما هو على وجه الترقيق، كما يقال للرجل يا أُخَيَّ، وللصبي هو كويس)).

وقال في التحرير والتنوير[2]: ((...والتصغير فيه لتنزيل المخاطب الكبير منزلة الصغير، كناية عن الشفقة به، والتحبب له، وهو في مقام الموعظة والنصيحة إيماء وكناية عن إمحاض النصح وحب الخير، ففيه حث على الامتثال للموعظة...)).

فانظر كيف قابل الدكتور إبراهيم الرحيلي الإحسان بالإساءة.

والواجب أن تحسِّن ظنك بالعالم السلفي الذي بلغ من العمر ستةً وسبعين عامًا ((نحو ثمانين سنة))، وهو في مقام والدك فأنت في الخمسين من عمرك، فتأدب معه، وإياك والعقوق.

إساءة ظن متكررة

يقول الله-جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ...)(الحجرات/12 )

ويقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: ((إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ))[3].

فلم تتوقف إساءته للظن بالشيخ العلَّامة عبيد الجابري على مخاطبته له بـ((يا بني))، بل جعل النصيحة جمعاء ضمن مكيدة مدبرة، ومؤامرة، لإسقاطه، وجعل النصيحة مشتملة على الخداع والتلبيس، وأن الشيخ عبيدًا لم يرد برسالته النصح ((فلم توجه لتحقيق مسألة وإيضاحها، ولم ترشد إلى تصويب زلة وإصلاحها، بل مدارها على التنقيب على الأخطاء والزلات، والتوسع في التهم والإلزامات)).

وهذا مع كونه من إساءة الظن، ومخالف للكتاب والسنة فيما فيه توجيه بإحسان الظن بالمسلم، إلَّا أنه تعدى ذلك إلى الكذب الصريح، مع الطعن في النيات، والكلام في المقاصد، وهذا ليس للدكتور إبراهيم، بل هذا إلى الله العليم الخبير، مع أن ظاهر النصيحة هو بيان الزلة، وإرشاد للصواب، مع بيان فداحة الخطأ، والحرص على الرجوع إلى الحق.

وما زعمه من التنقيب غريب وعجيب، فهل يظن الشيخ إبراهيم الرحيلي أن ما ذكره الشيخ عبيد الجابري-حفظه الله-هو جميع ما عند الدكتور إبراهيم من الأخطاء؟!، بل العجيب أن الدكتور قد صرح بذلك!.

إن أخطاءك يا دكتور إبراهيم لا تحتاج إلى تنقيب ولا تفتيش، ولا تتبع للزلات، بل من نظر في بعض كتبك، واستمع لشيء من أشرطتك يجد الأخطاء الكثيرة التي يستغرب صدورها من طالب علم مبتدئ فضلًا عن دكتور متخصص في العقيدة.

وقد عرض بعض الطلاب جملة من أخطاء الدكتور إبراهيم الرحيلي فرأى فضيلة الشيخ عبيد الجابري-حفظه الله-أنها تحتاج إلى بيان، ونصيحة معلنة لأن تلك الأخطاء ظاهرة معلنة مشتهرة، ولم يكلف الشيخ عبيد الجابري نفسه تتبع زلاتك، ولا النظر في كتبك وأشرطتك كما توهمته، وجعلت ذلك سُلَّمًا للطعن وإساءة الظن، بل وسُلَّمًا للتبجح بقلة أخطائك وأن انتشارها وعدم استنكارها دليل صحتها، وكأنك تظن أن الناس عن أغلاطك ساكتون، بل قد بينوا، واستنكروا، وردوا لكنك إنسان مجادل مكابر، وتستخدم أساليب التباكي عند المشايخ، وأسلوب التهديد والوعيد كما فعلت مع بعض المشايخ حيث هددتهم برفع دعاوى في المحاكم إذا لم يحذفوا الردود العلمية التي عليك!.

بل في رسالتك هذه تعريض بهذا الأمر مما يدل على ضعفك وتهورك!

وسأعرض لك بعض أخطائك في رسالتك هذه دون تتبع للزلات، ولا تنقيب عن الهفوات.

ورسالتك الأخرى التي صنو هذه الرسالة في التأصيلات الباطلة وهي: ((تأصيل المسائل المستشكلة من جواب السائل)) من قرأها عرف منزلتك في العلم ومعرفة العقيدة!.

ولعلي بعد الانتهاء من نقد رسالتك هذه أعود إلى تلك الرسالة لبيان ما فيها من الأباطيل، لكن لا بأس بضرب مثال على ما فيها من البواطيل.

قال الدكتور إبراهيم الرحيلي في تلك الرسالة: ((...وأما الحالة الثانية لموقف العلماء من تبديع بعض المعيّنين فهي اجماعهم واتّفاقهم على تبديعه، وهذا لا يتصوّر إلَّا في حقّ أهل البدع الظاهرين الذي لا يخفى أمرهم على علماء أهل السنة، ولا شكّ ولا ريب أن الصواب في هذا هو فيما اجتمع عليه العلماء، بل إجماعهم حجّةٌ قاطعةٌ كما هو مقرّرٌ عند أهل العلم.

ولكن ما هو دور العوام في ذلك؟، هل يخاطبون بهذا فيؤمرون بتقليد العلماء في ذلك كما هم مأمورون بتقليدهم في مسائل الدين؟، والحقّ أن في هذا تفصيلًا لابد من تحريره، فإن أكثر ما يقع الخطأ بسبب الاشتباه بين المسائل فيظنّ ان هذه المسألة كتلك وليس الأمر كذلك.

فأقول: إن مسألة تقليد العلماء في مسائل الدين يخالف تقليدهم في تحرير مسائل الأسماء والأحكام المناط بالعلماء النظر فيها وذلك من وجهين: الأول: أن مسائل الدين التي خاطب بها الشارع جميع أفراد الأمة من علماء وعامة لابد للعاميّ أن يعلم شرع الله فيما خوطب به منها، مثل: مسائل التوحيد، والإيمان، والطهارة، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، فلا يسع العاميّ يها إلَّا التقليد، وإلَّا تعطّلت الأحكام الشرعية في حقّه.

وأما مسائل الأسماء والأحكام: من التكفير، والتبديع، والتفسيق، وكذا ما يتعلّق بذلك من الرد على هؤلاء المخالفين، من كفرةٍ، ومبتدعةٍ، وفسّاقٍ، ففيها تفصيلٌ بحسب ما خوطب به العامة منها وهي على قسمين.

القسم الأول: ما لم يشرع الله للعامي فيه عبادةً، ولم يخاطب منه بشيءٍ، كتنزيل الأحكام من كفرٍ وبدعةٍ وفسقٍ على المعيّنين، وهو ما يُسمّى في الاصطلاح بالتكفير والتبديع والتفسيق، فهذا مما لا يجب على العامة بل ولا يجوز لهم تقليد العلماء فيه لعدّة اعتباراتٍ: أن عقولهم لا تدرك ذلك أصلًا، ومخاطبتهم بذلك من الخطاب بما ليس في الوسع، وقد قال الله-تعالى-: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)(البقرة/286)

أن الله برحمته وفضله لم يكلّفهم بذلك كما تقدم في الآية السابقة...)).

إلى أن قال: ((...القسم الثاني: ما للعامي به تعلّقٌ وعبادةٌ، وهو معاملته لهؤلاء، بحيث يعلم كيفيّة معاملة الكافر والمبتدع اذا ابتلي بمخالطتهم ومجاورتهم...)) إلى آخر الكلام.

التعقيب:

فهذا الكلام باطل ظاهر البطلان، فالله-جل وعلا-في كتابه بين حال فرعون، وهامان، وقارون، وأبي لهب، وقوم عاد، وثمود، وأصحاب الأيكة وغيرهم من أهل الباطل، مع أننا لم نخالطهم، ولم نجاورهم في الحياة.

والنبي-صلى الله عليه وسلم-حذَّر من المنافقين وذي الوجهين، وحذَّر من الخوارج وأهل الباطل، وحذَّر السلف من أعيان أهل البدع سواءً كانوا في بلدهم أم بينهم وبينهم الصحاري والقفار والوديان والأنهار!.

ألم يحذر النبي-صلى الله عليه وسلم-، وكذا الأنبياء جميعًا من الدجال بعينه فما هو السبب؟!.

أليس الولاء والبراء من أصول الدين، وعلاقة ذلك بمعرفة الكفار والمبتدعة والفسقة أمر ظاهر والله-جل وعلا-يقول: (...وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ)(الأنعام/55)

إن زعمك أن مسائل الأسماء والأحكام ليست من مسائل العبادة كسائر الطاعات؛ من البدع والمحدثات، والتأصيلات الفاسدات، ومما لا أعلم لك فيه سلفًا ممن عنده أثارة من علم ودين.

وأما كلام الإمام الفوزان فهو في وادٍ وأنت في وادٍ آخر!.

فاتق الله في نفسك، وإياك والتبدع والتنطع والتعمُّـق..

التمييع وتخليط الدكتور الرحيلي!

ذكر الدكتور إبراهيم الرحيلي ضمن حكايته المؤامرة عليه، بأنه رجلٌ يحارب الغلو والتشدد، ولذلك فتبدأ المكيدة ((بالغمز والوصف بالتمييع إلى أن ينتهي الأمر بالجرح والتبديع)).

ثم علَّق في الهامش مستنكرًا إطلاق التمييع من باب الجرح لغةً وشرعًا، ونسب اشتهار هذا اللفظ إلى ((بعض كلام المتأخرين ممن يسلك مسلك الغلو والتشديد من المنتسبين للسنة))، وأنه يستخدم ((في موارد الذم على بعض أهل السنة الذين لم يجرؤوا على تبديعهم)).

وذكر أنهم يعنون به: ((متساهل)) و((متهاون))، أما استنكاره للفظ من حيث اللغة فقال: ((مادة ميع لا تطلق في اللغة إلا على السوائل، وأما في الشرع فهو اصطلاح مبتدع في الجرح لم يدل عليه دليل، ولم يؤثر عن السلف)) إلى آخر ما ذكره من قصة إنكاره لهذا اللفظ وهذا الاستخدام.

والتعقيب على كلامه من عدة وجوه:

أولاً: مما ذكره بعض العلماء في مادة ((ميع)) كما في ((تاج العروس))[4]: ((والمائِعُ الأحْمَقُ))، فهل الأحمق مادة سائلة يا دكتور إبراهيم؟!.

وفي كتب اللغة أيضًا كما في ((تاج العروس))[5]: ((ومَيْعَةُ الشَّبَابِ والنَّهَارِ أوَّلُهُمَا كما في الصِّحاحِ)) وهل الشباب والنهار من السوائل؟!.

وفي كتب اللغة: كما في الفائق[6]: ((ميعه الشباب: شِرَّته وقلَّة وقارِه)).

وفي كتب اللغة: كما في تهذيب اللغة[7]: ((يقال لناصية الفرس إذا طالت وسالت: مائعة، ومنه قول عَدِيّ: ...................... يُهَزْهِزُ غُصْناً ذا ذَوائِبَ مائِعا
أُراد بالغصن الناصية)).

فوصف الشخص بالميوعة أي اللين والتساهل ظاهرُ المأخذ في اللغة، ولكن وما يدريك في اللغة يا دكتور، فأنت لست متخصصًا فيها، وإنَّمَا أنت متخصص في العقيدة التي لا تحسنها أيضًا!، وراجع للفائدة معجم اللغة العربية المعاصرة مادة ((ميع)) لتعرف مدى علمك واطلاعك!.

ثانياً: من ناحية الشرع فهل ألفاظ الجرح توقيفية؟.

وقد استخدم السلف ألفاظًا في الجرح لم ترد في الكتاب، ولا في السنة، وتوارد عليها أئمة الحديث قرنًا بعد قرنٍ دون نكير إلَّا ما جاء عن هذا الدكتور الدخيل على علم الجرح والتعديل ((ليس هذا عشك فادرجِي)).

فمن الألفاظ المستخدمة في التعديل قولهم ((فلان شيطان))، فأين الدليل على المدح بها يا أستاذ؟!.

لعل أمثالك من الدخلاء على علم الحديث سيسطر الأدلة في ذم الشيطان ليتوصل إلى الرد على علماء الجرح والتعديل بفهمه الفذ!!.

من ألفاظ الجرح عند العلماء: ((فيه نظر)) أين دليلها في الشرع؟، وكذلك: ((سكتوا عنه))، وكذلك ((لا يساوي فلسًا))، ((بعرة أحب إلي منه))، وانظر: مقدمة صحيح مسلم[8].

ثالثاً:مما هو معلوم عند العلماء أن ألفاظ الجرح منها ما هو مأخوذ من أدلة الشرع لفظًا، ومنها ما هو مأخوذ منها معنى، ولفظ ((التمييع)) يراد به التساهل وتضييع الحق، وهذا المعنى معلوم في الكتاب والسنة قال-عز وجل-: (...خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ)(البقرة/63)، (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)(مريم/59)

رابعاً:من القواعد المقررة عند العلماء أن الأحكام تتعلق بالمعاني لا بالألفاظ والمباني، وهذه من قواعد العقود، وليست على عمومها، ولكن المقصود أن كثيرًا ما يكون الأمر متعلقًا بالمعنى لا بمجرد اللفظ، مع أن التعلق الشرعي يكون بالألفاظ، ويكون تارة بالمعنى دون اللفظ، كما هو الحال في لفظ ((مميع)) على أقل الأحوال!.

خامساً: أن من القواعد المقررة عند أهل العلم أنه لا مشاحة في الاصطلاح، لا سيما وأن هذه القاعدة معروفة عند علماء الجرح والتعديل، فقول ((ليس بشيء)) عند علماء الحديث تعني أنه ضعيف لا يساوي شيئًا، ولكن عبَّر بها ابن معين وأراد أنه قليل الرواية، فلم ينكر عليه ذلك أهل الحديث، لأنه لا مشاحة في الاصطلاح، فكذلك هنا، فلفظ ((مميع)) اصطلح أهل العلم في العصر الحاضر على أن المراد به ((المتساهل))، ((المتهاون)) ((المضيع)) لتحقيق أصل الولاء والبراء على وجه الكمال الواجب!.

سادساً:زعم أن من تلفظ بـ((تمييع)) فإنه متأثر بسيد قطب والإخوان المسلمين وهذا من الجهل العريض، لأن هذه الكلمة لها أصل في اللغة، ومعناها صحيح وارد في الشرع، فلو أطلقها سيد قطب أو الشعراوي أو الإخوان المفلسون لم تكن حكرًا عليهم إذا كانت صحيحة المعنى، موافقة للشرع، وليست من خصائص أهل البدع.

وهذه العبارة قد استخدمها جمع من أهل السنة الفضلاء المقتدى بهم، وسأكتفي بنقلين :

الأول: يقولُ الإمامُ الألبانيُّ رحمه الله: «...ولذلكَ فأنا أعتبرُ هذا الشرط -أي: ذكر الحسنات عند الردّ- إن كان يقولُه أحد، فهذا في الواقع من لُيونةِ
بل من ميوعةِ بعضِ الدعاةِ العصريينَ اليوم حيثُ أنَّهم لا يقبلونَ الصدعَ بالحقِّ لأنَّ الصدعَ بالحقِّ مرٌّ!

فيريدون أن يقدموا بين يدي ذلك شيئاً من ترطيبِ الجوِّ وتليينِه وأنا أعتقدُ هذا خلاف السُنَّة!»

«سلسلة الهدى والنور» شريط 638 (أفادة بعض الإخوة الفضلاء).

2- : قال الشيخ الإمام الفقيه محمد ابن عثيمين-رحمه الله-في شرح رياض الصالحين[9]: ((...وأما الحرير الصناعي فليس حرامًا لكن لا ينبغي للرجل أن يلبسه لما فيه من ((الميوعة)) والتنزل بحال الرجل الذي ينبغي أن يكون فيها خشنًا يلبس ثياب الرجولة لا ثياب النعومة لكن الفائدة من قولنا: إن الحرير الصناعي ليس حرامًا يعني لو لبس طاقية من الحرير الصناعي أو سروالًا لا يرى فهذا لا بأس به وأما القميص والغترة فلا ينبغي وإن كان حلالًا لا ينبغي أن يلبسه الرجل لما فيه من ((الميوعة)) والتدني ولأن الجاهل إذا رآه يظنه حريرًا طبيعيًا...))أهـ.




وأزيدك من كلام الشيخ صالح السحيمي-حفظه الله- وهو متخصص في العقيدة، وأقعد وأقدم من الدكتور إبراهيم الرحيلي، وممن يظهر الدكتور احترامه وتبجيله!


سئل : هل يطلق على كل صاحب بدعة مبتدع؟.

فأجاب الشيخ : ((...من ارتكب بدعة فهو مبتدع لأنه فعل تلك البدعة ويطلق عليه أنه مبتدع .

بقي أن يقال هل من الحكمة أحيانًا في باب الدعوة أن يذكر وصفه هذا إذا قصدت دعوته وإفهامه الحق لئلا تأخذه العزة بالإثم؟، هذا باب آخر مسألة الدعوة وأساليب الدعوة لأن هناك خلطًا بين أن تحكم على شخص ويسمى مبتدع وبين ما نوجّه إليه من استعمال الحكمة في الدعوة ليست الحكمة التي تعني ((الميوعة)) والتنازل عن الحق، وإنما الحكمة التي خلاصتها أن لكل مقامٍ مقالًا ولكل أمر ما يناسبه، فدعوة المعاند غير دعوة الجاهل ودعوة المتعلم المثـقف غير دعوة الجاهل الأمي ودعوة المكابر غير دعوة صاحب الشبهة التي انطلت عليه.

فالخلاصة: أنه يسمى مبتدع.

بقي أن نقول: إذا جاء المقام أو إذا كنا في مجال الدعوة فيمكن أن تستخدم الأساليب التي تتفق مع منهج النبوة من اللين والحكمة والموعظة الحسنة ولا تصل إلى حد ((التميع)) أو التنازل عن المبادئ تحت ستار الحكمة...)) انتهى.


فهل هؤلاء متأثرون بالإخوان وسيد قطب يا دكتور العقيدة والأدب؟!.

سابعاً: علماء السلفية كلهم يحاربون الغلو والتشدد ومع ذلك لم يحذر منهم إخوانهم من علماء السنة، فهذا الشيخ العلَّامة الإمام ابن باز-رحمه الله-حارب الغلو والتشدد وما حاربه أهل العلم، وكذا الشيخ العلَّامة محمد ناصر الدين الألباني، وكذا الشيخ العلَّامة محمد ابن عثيمين، وكذا العلَّامة ربيع المدخلي يحارب الغلو والتشدد وما علمنا أحدًا من علماء أهل السنة حاربه، وهذا الشيخ مقبل الوادعي-رحمه الله-حارب الغلو والتشدد وما علمنا أحدًا من علماء أهل السنة حاربه، وهذا الشيخ العلَّامة عبد المحسن العباد حارب الغلو والتشدد وما علمنا أحدًا من علماء أهل السنة حاربه.

فلماذا يحاربونك أنت ولا يحاربون غيرك، وخاصة ممن تنتحلهم كالشيخ العلَّامة عبد المحسن العباد؟!.

وليس الكلام على التخطئة، والرد العلمي، فكل يؤخذ من قوله ويترك، والعلماء يرد بعضهم على بعض، لكن دون محاربة، ودون تبديع ولا اتهام بالتمييع والتضييع.

فهذا يدل على خلل عندك فيما تظنه من محاربة الغلو والتشدد أوقعك في تأصيلات باطلة خالفت فيها منهج السلف، كما يتضح ذلك من رسالتك ((تنبيه السائل))، وهذه الرسالة ((الرد المتلطف)).

هل هي مكيدة أم صبر ونصيحة قبل الفضيحة؟!

يتبع...


لقراة الملف منسقًا (هنا)


[1] (14: 63)

[2] (21: 155)

[3] متفق عليه.

[4] (22: 224)

[5] (22: 224)

[6] (3: 397)

[7] (3: 160)

[8] (1/27)

[9] (ص: 909)

 

رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:55 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML