(كونوا من الشاكرين )
نعمة الإيمان و نعمة السمع و البصر ووجود الأهل و الأقرباء و الأصدقاء و نعمة أننا موجودون الآن , حيث نجد الفرصة للتوبة إن كنا مخطئين , و الازدياد من الخير إن كنا صالحين . انظروا إلى الشكر على أنه شيء تتقربون به إلى الله تعالى بل إن توفيق الله تعالى للعبد للنطق بالشكر هو نعمة تستوجب شكرا آخر و انظروا إلى الشكر على أنه مصدر للسرور و الرضا و الطمأنينة و السعادة و هذا ما يمكن أن يشير إليه قوله تعالى ( و من شكر فإنما يشكر لنفسه و من كفر فإن الله غني عن العالمين )
( أكفاء بامتياز )
انظروا إلى الكفاءة الشخصية على أنها نتيجة ( إدارة الذات ) على نحو جيد , و هي بالتالي ليست عبارة عن تفوق شخص على أشخاص آخرين , و إنما تفوق شخص على ذاته , و هذا أعظم أنواع التفوق .
بعد أن تعرفوا أهدافكم ابذلوا جهودكم من أحل اكتشاف الطريق الأفضل و الأسرع و الأسهل إلى بلوغ تلك الأهداف .
( روح التدين )
تذكروا دائما أن مستقبلكم و مصيركم وكل شأنكم في يد الله البر الكريم العزيز الرحيم , و حاولوا ترسيخ هذا المعنى في وعيكم من خلال استحضاره و فهم مدلولاته .
كلما رأيتم الفرصة للعمل الصالح , رددوا في أنفسكم " هذا يرضي ربي " ثم سارعوا إليه .
تعلموا فن التذلل إلى الله تعالى و التملق له و الانكسار بين يديه , و أظهروا حاجتكم المطلقة إلى عفوه و معونته , و أكثروا من الثناء عليه , و اتخذوا منه وسيلة لترقيق قلوبكم .
قاوموا المغريات و كل ما يصرفكم عن التفكر في فضل الله تعالى و عظمته و سلطانه .
( النظر إلى الأمام )
أن الله تعالى أوصانا أن ننظر إلى الأمام , و أن نرقب الغد حين قال ( يا أيها الذين ءامنوا و اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد و اتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) . و الحقيقة أن المسلم الملتزم مستقبلي من الطراز الرفيع ؛ لأنه يضبط كل حركته و فق ما هو مطلوب للنجاة في الآخرة . هذا هو الأصل , و علينا أن نتشبت به . المستقبل الحقيقي أيها الأعزاء و العزيزات ليس في الدنيا , و إنما في الآخرة ؛ لأنه المستقبل الأبدي الذي يتلاشى الزمان معه , و هو متجدد إلى ما لا نهاية , و هذه الحقيقة يجب أن تظل متألقة في أذهانكم . اعقدوا العزم عند كل مشرق شمس أن يكون يومكم في سبيل الله . و من أجل مرضاته , و بهذا تكونون عاملين من أجل المستقبل .
تريدون مستقبلا مشرقا ؟ المستقبل المشرق له طريق واحد , و هو أن تحسنوا القرارات التي تتخذونها اليوم , و أن تجعلوا حركتكم اليومية في الاتجاه الصحيح . الحديث عن مستقبل زاهر من غير واقع جيد و ناهض عبارة عن خداع للنفس , و هو وهم كبير يقع فيه كثير من الناس . هؤلاء الناس كثيرا ما يكون مستقبلهم عبارة عن علامة استهزاء بماضيهم , إنهم نضجوا و تحسن وعيهم , ينظرون إلى أوضاعهم و تطلعاتهم السابقة باستخفاف , و كل ذلك بسبب عدم الاهتمام بالحاضر على النحو المطلوب .
( لا تستسلموا للإخفاق )
علينا أن نعود أنفسنا الرضا بالقضاء و القدر , فحكم الله تعالى نافذ , و لا معقب عليه , و نحن البشر قصيرو النظر محدودو الرؤية فقد نتعلق بالشيء و ننظر إليه على أنه مصيري , ثم يتبين لنا أنه يشكل خطورة كبيرة , أو يتبين أنه شيء تافه , و تذكروا يا بناتي و يا أبنائي قول الله عز وجل " و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم و الله يعلم و أنتم لا تعلمون ) . علينا أن نأخذ بالأسباب و نفعل أفضل ما يمكن فعله , ثم نتقبل نتائجه بروح صافية و نفس هادئة و راضية .
تعلموا من الإخفاق و من تاريخكم الشخصي أعظم الدروس , و تعرفوا على الطرق المسدودة كي تصلوا في النهاية إلى الطرق السريعة , فتمضوا فيها واثقين مطمئنين .
( المثابرة تصنع العجائب )
عودوا أنفسكم طلب المعونة من الله تعالى في كل شأن من شؤونكم .
قاوموا وساوس الشيطان لكم بالانقطاع عن العمل , و جاهدوا أنفسكم في ذلك .
( أكبر نقطة ضعف )
نحن في حاجة ماسة إلى معونة الله تعالى كي ننتصر على أنفسنا و شهواتنا و عاداتنا السيئة , و إن خير ما نستنزل تلك المعونة هو مجاهدة النفس , يقول سبحانه ( و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) و قال : ( و جعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا ) . كل الحلول من غير مجاهدة للنفس هي حلول غير صالحة و غير مجدية .
حاول كلما تخلصت من عادة سيئة أو شيء محرم أن تحل محله عادة حسنة ,أو شيئا نافعا , فإذا كنت تكثر من الشكوى للناس فتخلص من ذلك , و أحل محله الثناء على الله على نحو مكثف في سرك و علانيتك . و إن على الذي ينام أكثر مما يحتاج إليه جسمه , أن يتخلص من تلك الزيادة و يستثمر الوقت المتوفر في شيء مفيد .
( لا ترضوا بالقليل )
قال المتنبي :
و إذا كانت النفوس كبـــارا
تعبت في مرادها الأجســـــــــــــام
حرروا أنفسكم باستمرار من الإحباط و اليأس , و لا تسمعوا أبدا لكل أولئك الذين يزرعون فيكم الخوف و يشدونكم نحو الخلف .
اكسروا رهبة الخطوة الأولى , و انتقلوا من التنظير و التخطيط إلى العمل و التنفيذ .
( السعادة تدفق داخلي )
إننا نشعر بالسعادة :
_حين نتذلل بين الرب الكريم الرحيم , و حين نناجيه , و نطلب منه و نشكو إليه , و حين نتبرأ من حولنا و قوتنا إلى حوله و قوته .
_حين ننتصر على أهوائنا , و نصمد في وجه المغريات .
_حين نواجه غيرنا على مواجهة صعوبات الحياة , فالسعادة مثل ( العطر ) لا تستطيع أن ترش منه على الآخرين دون أن يمسك منه شيء .
في إمكان المرء أن يبتهج بالقليل الذي بين يديه , و أن يجعل منه مصدرا لسرور مديد , و ذلك إذا تحلى بالرضا .