بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فوائد من قوله تعالى
"إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ"
للشيخ: عبد القادر بن محمد الجنيد
قد وصف الله- جلَّ وعلَا- خليله إبراهيم-عليه السَّلام-في هذه الآية، آية سورة النحل، بعدَّة صفات:
الصِّفة الأُولى: أنَّه-عليه السَّلام- "كَانَ أُمَّةً "؛ يعني: جامِعًا لصفات الخير، متحليًّا بها، داعيًا غيره إليها، وقدوةً لمن بعده في حاله هذه.
الصِّفة الثَّانية: أنَّه-عليه السَّلام- كان "قَانِتاً لِلّهِ "؛ أي: مُطيعًا لله، مستمرًّا على فِعل ما يقرِّبه من ربِّه في سائر أوقاته وأحيانه، بخلاف مَن يجتهد في بعض الأيَّام أو الشُّهور أو المناسبات، ويُصِيبه الكسل ويضعُف ويتراجع في الباقي.
وفي قوله سبحانه: " لِلّهِ" إشارةٌ إلى الإخلاص، وأنَّه -عليه السَّلام- لم يكن يفعل ذلك إلَّا ابتغاء وجه ربِّه، ولا يصرف عبادته إلَّا له.
الصِّفة الثَّالثة: أنَّه-عليه السَّلام-كان " حَنِيفاً "؛ أي: مُقبلًا على الله تعالى وحده بعبادته، مُجانِبًا لكلِّ ما يُسخِطه، ثابتًا على ذلك ومستقيمًا.
الصِّفة الرَّابعة: أنَّه-عليه السَّلام- لم يكن من المشركين لا شركًا أكبر، ولا شركًا أصغر، لا في الأقوال، ولا في الاعتقادات، ولا في الأفعال.
بل إنَّه-عليه السَّلام-قد فارق مشركِي قومه في عقائدهم، وأفعالهم، وأماكنهم، وأبغضهم، وتبرَّأ منهم لله وفي الله.
مستفاد من: شرح كتاب التوحيد - الدرس 06 / شرح الباب الثالث | للشيخ: عبد القادر بن محمد الجنيد
*- موقع ميراث الأنبياء -*