• - قال الله ﷻ : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾
• - قال العلامة عبد الرحمٰن السعدي
• - رحمه الله تبارك و تعالىٰ - :
• - رتب ما يحصل لهم على فعل ما يوعظون به ، وهو أربعة أمور :
• - أحدها الخيرية في قوله : { لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ } أي : لكانوا من الأخيار المتصفين بأوصافهم من أفعال الخير التي أمروا بها ، أي : وانتفىٰ عنهم بذلك صفة الأشرار ، لأن ثبوت الشيء يستلزم نفي ضده .
• - الثاني حصول التثبيت والثبات وزيادته ، فإن الله يثبت الذين آمنوا بسبب ما قاموا به من الإيمان ، الذي هو القيام بما وعظوا به ، فيثبتهم في الحياة الدنيا عند ورود الفتن في الأوامر والنواهي والمصائب ، فيحصل لهم ثبات يوفقون لفعل الأوامر وترك الزواجر التي تقتضي النفس فعلها ، وعند حلول المصائب التي يكرهها العبد فيوفق للتثبيت بالتوفيق للصبر أو للرضا أو للشكر ، فينزل عليه معونة من الله للقيام بذلك ، ويحصل له الثبات علىٰ الدين ، عند الموت وفي القبر .
وأيضًا فإن العبد القائم بما أمر به ، لا يزال يتمرن علىٰ الأوامر الشرعية حتىٰ يألفها ويشتاق إليها وإلىٰ أمثالها ، فيكون ذلك معونة له علىٰ الثبات علىٰ الطاعات .
• - الثالث قوله : { وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا } أي : في العاجل والآجل الذي يكون للروح والقلب والبدن ، ومن النعيم المقيم مما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر علىٰ قلب بشر .
• - الرابع الهداية إلىٰ صراط مستقيم وهذا عموم بعد خصوص ، لشرف الهداية إلىٰ الصراط المستقيم ، من كونها متضمنة للعلم بالحق ، ومحبته وإيثاره والعمل به ، وتوقف السعادة والفلاح علىٰ ذلك ، فمن هُدِيَ إلىٰ صراط مستقيم ، فقد وُفِّقَ لكل خير واندفع عنه كل شر وضير .
📜【 تيسير الكريم الرحمٰن (185/1) 】
༄༅༄༅༄༅༄༅❁❁✿❁❁༄༅༄༅༄