منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى القران الكريم وتفسيره

حكم قراءة القرآن بالألحان

منتدى القران الكريم وتفسيره


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي الجوهرة مخالفة
الجوهرة غير متواجد حالياً
 
الجوهرة
عضو مميز
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 10
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة : في قلب أمي الحبيبة
عدد المشاركات : 2,104 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي حكم قراءة القرآن بالألحان

كُتب : [ 09-04-2011 - 01:51 AM ]

حكم قراءة القرآن بالألحان

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن والاه ؛؛؛ أما بعد:
فقد قال الله تعالى مخاطباً نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم: "ورتل القرآن ترتيلاً". أي: إذا قرأته فبينه تبييناً، وترسل فيه ترسلاً. قال القرطبي رحمه الله في مقدمة تفسيره: "والترتيل في القراءة: هو التأني فيها، والتمهل، وتبيين الحروف والحركات تشبيهاً بالثغر المرتل .. وهو المطلوب في قراءة القرآن".
قلت: وعلى هذا درج سلفنا الصالح رضوان الله عليهم؛ فقد كانوا يقرأون القرآن على سجيتهم وطبيعتهم؛ دون تكلف أو لحن. علماً بأن اللحن يطلق، ويراد به: التغني بالقراءة، وتطريب السامع، وتحزينه، وترقيقه، واستمالته مع التأمل والخشوع؛ فهذا مستحب ما لم يخل بمعنى الكلمة أو مبناها؛ فإن تحسين الصوت بالقرآن - من غير مراعاة قوانين النغم - مما أمر به الشرع؛ قال صلى الله عليه وسلم: "زينوا القرآن بأصواتكم". وقال: "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به". وقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: "أما والله لو علمت أنك تسمع قراءتي لحبرتها لك تحبيراً". والتحبير: التحسين، والتزيين. ويطلق، ويراد به: اتباع قواعد النغم، والمقامات الموسيقية؛ فهذا محدث لم يكن عليه سلفنا الصالح؛ بل ظهر أول ما ظهر على أيدي الموالي، والأعاجم؛ بعد انقراض القرون المفضلة، ولم يكن أيضاً بهذه الصورة الفجة التي ظهر بها بعض قراء زماننا الذين اتخذوا آيات الله هزواً؛ فقرأوا بألحان أهل الفسق والمجون؛ وتركوا ما ينبغي اتباعه عند قراءته من الخشوع والسكينة والتفهم والتدبر لآياته - وأحسن الناس صوتاً من إذا سمعته يقرأ؛ حسبته يخشى الله - ولم يكتفوا بذلك؛ حتى أنشأوا القنوات لتعليم هذا الإسفاف، والترويج لهذا الباطل الذي لا يقره شرع ولا عقل؛ بحجة التغني بالقرآن، وتطريب القراءة، وتحسين الصوت بها.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن ويجهر به)، وقال: (لله أشد أذناً إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته)، ومع هذا فلا يسوغ أن يقرأ القرآن بألحان الغناء"اهـ (الاستقامة 1/246)
هذا؛ وقد اجتمعت أقوال الأئمة من أهل العلم المحققين - من المتقدمين والمتأخرين - على حرمة هذا الفعل، وأنه مسقط للعدالة, ومن أسباب رد الشهادة؛ من ذلك:
قول ابن قتيبة رحمه الله: "وقد كان الناس يقرأون القرآن بلغاتهم؛ ثم خلف من بعدهم قوم من أهل الأمصار وأبناء الأعاجم فهفوا، وضلوا وأضلوا، وأما ما اقتضته طبيعة القارئ من غير تكلف فهو الذي كان السلف يفعلونه، وهو التغني الممدوح"اهـ (من حاشية الروض المربع على شرح زاد المستقنع لعبدالرحمن بن قاسم 2/207-210)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "الناس مأمورون أن يقرأوا القرآن على الوجه المشروع؛ كما كان يقرأه السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان؛ فإن القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول. وقد تنازع الناس في قراءة الألحان، منهم من كرهها مطلقاً بل حرمها، ومنهم من رخص فيها، وأعدل الأقوال فيها: أنها إن كانت موافقة لقراءة السلف كانت مشروعة، وإن كانت من البدع المذمومة نهي عنها. والسلف كانوا يحسنون القرآن بأصواتهم من غير أن يتكلفوا أوزان الغناء؛ مثل ما كان أبو موسى الأشعري يفعل؛ فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود) وقال لأبي موسى الأشعري: "مررت بك البارحة وأنت تقرأ، فجعلت أستمع لقراءتك"؛ فقال: لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيراً. أي: لحسنته لك تحسيناً. وكان عمر يقول لأبي موسى الأشعري: يا أبا موسى، ذكرنا ربنا، فيقرأ أبو موسى وهم يستمعون لقراءته. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (زينوا القرآن بأصواتكم) وقال: (لله أشد أذناً إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته) وقال: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن)، وتفسيره عند الأكثرين؛ كالشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما: هو تحسين الصوت به. وقد فسره ابن عيينة ووكيع وأبو عبيد على الاستغناء به. فإذا حسن الرجل صوته بالقرآن كما كان السلف يفعلونه؛ مثل أبي موسى الأشعري وغيره؛ فهذا حسن. وأما ما أحدث بعدهم من تكلف القراءة على ألحان الغناء؛ فهذا يُنهى عنه عند جمهور العلماء؛ لأنه بدعة، ولأن ذلك فيه تشبيه القرآن بالغناء، ولأن ذلك يورث أن يبقى قلب القارئ مصروفاً إلى وزن اللفظ بميزان الغناء، لا يتدبره ولا يعقله، وأن يبقى المستمعون يصغون إليه لأجل الصوت الملحن كما يصغى إلى الغناء؛ لا لأجل استماع القرآن وفهمه وتدبره والانتفاع به"اهـ (جامع المسائل 3/303-305)
وقال ابن القيم رحمه الله: "وفصل النزاع؛ أن يقال: التطريب والتغني على وجهين؛ أحدهما: ما اقتضته الطبيعة، وسمحت به من غير تكلف ولا تمرين ولا تعليم؛ بل إذا خلي وطبعه، واسترسلت طبيعته، جاءت بذلك التطريب والتلحين، فذلك جائز، وإن أعان طبيعته بفضل تزيين وتحسين، كما قال أبو موسى الأشعري للنبي صلى الله عليه وسلم: "لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيراً) والحزين ومن هاجه الطرب، والحب والشوق لا يملك من نفسه دفع التحزين والتطريب في القراءة، ولكن النفوس تقبله وتستحليه لموافقته الطبع، وعدم التكلف والتصنع فيه، فهو مطبوع لا متطبع، وكلف لا متكلف؛ فهذا هو الذي كان السلف يفعلونه ويستمعونه، وهو التغني الممدوح المحمود، وهو الذي يتأثر به التالي والسامع، وعلى هذا الوجه تحمل أدلة أرباب هذا القول كلها. الوجه الثاني: ما كان من ذلك صناعة من الصنائع، وليس في الطبع السماحة به، بل لا يحصل إلا بتكلف وتصنع وتمرن، كما يتعلم أصوات الغناء بأنواع الألحان البسيطة، والمركبة على إيقاعات مخصوصة، وأوزان مخترعة، لا تحصل إلا بالتعلم والتكلف، فهذه هي التي كرهها السلف، وعابوها، وذموها، ومنعوا القراءة بها، وأنكروا على من قرأ بها، وأدلة أرباب هذا القول إنما تتناول هذا الوجه، وبهذا التفصيل يزول الاشتباه، ويتبين الصواب من غيره، وكل من له علم بأحوال السلف، يعلم قطعاً أنهم برآء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة؛ التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة، وأنهم أتقى لله من أن يقرأوا بها، ويسوغوها، ويعلم قطعاً أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب، ويحسنون أصواتهم بالقرآن، ويقرأونه بشجاً تارة، وبطرب تارة، وبشوق تارة، وهذا أمر مركوز في الطباع، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له، بل أرشد إليه وندب إليه، وأخبر عن استماع الله لمن قرأ به، وقال: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) وفيه وجهان: أحدهما: أنه إخبار بالواقع الذي كلنا نفعله، والثاني: أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته صلى الله عليه وسلم"اهـ (زاد المعاد 1/482(
وقال ابن رجب رحمه الله: "قراءة القرآن بالألحان بأصوات الغناء وأوزانه وإيقاعاته، على طريقة أصحاب الموسيقى، فرخص فيه بعض المتقدمين ( [1]) إذا قصد الاستعانة على إيصال معاني القرآن إلى القلوب للتحزين والتشويق والتخويف والترقيق. وأنكر ذلك أكثر العلماء، ومنهم من حكاه إجماعاً ولم يثبت فيه نزاعاً، منهم أبو عبيد وغيره من الأئمة، وفي الحقيقة هذه الألحان المبتدعة المطربة تهيج الطباع، وتلهي عن تدبر ما يحصل له من الاستماع حتى يصير التلذذ بمجرد سماع النغمات الموزونة والأصوات المطربة، وذلك يمنع المقصود من تدبر معاني القرآن، وإنما وردت السنة بتحسين الصوت بالقرآن، لا بقراءة الألحان، وبينهما بون بعيد"اهـ (نزهة الأسماع في مسألة السماع ص 25)
وقال الذهبي رحمه الله: "القراء المجودة فيهم تنطع وتحرير زائد، يؤدي إلى أن المجود القارئ يبقى مصروف الهمة إلى مراعاة الحروف، والتنطع في تجويدها، بحيث يشغله ذلك عن تدبر كتاب الله، ويصرفه عن الخشوع في التلاوة حتى ذُكر أنهم ينظرون إلى حفاظ كتاب الله بعين المقت"اهـ (من حاشية الروض المربع على شرح زاد المستقنع 2/207-210)
وقال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: "لا يجعل همته وقصده في تحصيل ما حجب به أكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن بالوسوسة في خروج الحروف، وترقيقها وتفخيمها وإمالتها، والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك; فإن هذا حائل للقلوب، وقاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه، وكذلك شغل النطق بـ (أءنذرتهم) ووجوهها، وضم الميم من (عليهم) ووصلها بالوصل، وكسر الهاء، وضمها ونحو ذلك، من شغل الزمان بتنقية النطق وصفاته، معرضاً عن المقصود، وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت"اهـ (الدرر السنية 13/414)
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: "لا يجوز للمؤمن أن يقرأ القرآن بألحان الغناء وطريقة المغنين؛ بل يجب أن يقرأه كما قرأه سلفنا الصالح من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان؛ فيقرؤه مرتلاً متحزناً متخشعاً حتى يؤثر في القلوب التي تسمعه، وحتى يتأثر هو بذلك. أما أن يقرأه على صفة المغنين، وعلى طريقتهم فهذا لا يجوز"اهـ (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 9/290)
هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والحمد لله رب العالمين.

 

رد مع اقتباس
الواثقة بالله غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 2 )
الواثقة بالله
المراقب العام

رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,505 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 09-14-2011 - 06:00 PM ]

بارك الله فيك


رد مع اقتباس
محب الدعوة غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 3 )  أعطي محب الدعوة مخالفة
محب الدعوة
عضو مميز
رقم العضوية : 198
تاريخ التسجيل : Aug 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 382 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 09-19-2011 - 03:08 PM ]

جزاك الله خيرا ، وفعلا نحتاج الى تعلم وتدبر كتاب الله والتغني به على مراد الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، أكثر من التنطع ، او التكلف في اخراج الحروف ، او ترتيل القرآن بأصوات اهل الغناء0

وكم ابتلينا في هذا الزمن ونسأل الله العافية والسلامة ، من جعل همة الناس في الامام ان يكون ذا صوت ندي ، اكثر من كونه صاحب علم وفقه 0

وقد جاء اثر صححه الشيخ الالباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة من الايات بين يدي الساعة كما هي رواية الصحابي ان يتخذ النشو القرآن مزامير ، قال في هذاي الاثر الذي فيه: اعدد ستا بين يدي الساعة قال: ( ونشواً يتخذون القرآن مزامير ، يقدمون الرجل ليس بأفقههم ولا أعلمهم ، ما يقدمونه إلا ليغنيهم )


وقد جاء الذم في كتاب الله بمن لا يعرف الكتاب الا تلاوة دون معرفة بمعناه ، قال سبحانه: ( ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني ) قال أهل العلم : أماني ، أي قراءة 0

اسأل الله ان يجعلنا ممن يتعلم القرآن ويتدبره ويعمل به


رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:07 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML