للإمام الشوكاني كلام ينبغي أن يسمعه طلَّاب العلم.
أقول: الإمام-والكلام على أطراف الحديث يأتي في الوضوء إن شاء الله-، وإنَّمَا ساقه المصنِّف هنا للرد على من زعم أن الماء المغترف منه بعد غسل الوجه يصير مستعملًا لا يصلح للطَهوريَّة.
ثمَّ يقول الشوكاني، وهي مقالة باطلة يردُّها هذا الحديث وغيره، وقد زعم بعض القائلين بخروج المستعمل عن الطَهوريَّة أن إدخال اليد في الإناء للغرفة التي يغسل بها يصيِّره مستعملًا.
وللحنفيَّة والشافعية وغيرهم مقالات في المستعمل ليس عليها أثارة من علم وتفصيلات وتفريعات عن الشريعة السمحة قد ظهرت بمعزلٍ، وقد عرفت بما سلف أن هذه المسألة أعني: خروج المستعمل عن الطَهوريَّة مبنيَّة على شفا جرف هار، هكذا يقول الإمام الشوكاني مؤكِّدًا على بقاء ذلك الماء على طهوريَّته.
هذا الموقف وأمثاله أي: ردُّ الإمام الشوكاني بعض الأقوال والآراء المخالفة للسنَّة وانتصاره للسنَّة كما رأيتم، هذا الموقف هو الذي جعل بعض الناس يرون في أنفسهم على هذا الإمام ويسمُّون مذهبه من جديد ( الشوكانيَّة ).
ليس هناك شوكانيَّة ولا حجريَّة ولا صنعانيَّة وإنَّمَا هي سنَّة محمدية، ليس هذا مذهب الشوكاني ولا مذهب الصنعاني ولا مذهب ابن حجر ولكنَّها السنَّة.
ولا ينبغي التشنيع على علمائنا وأئمتنا إذا خالف ذلك مذهبك، إذا خالف قوله أو إنصافه للسنَّة على ما ألفت من مذهب معيَّن، كونك تشنِّع وتلقِّب من يذهب هذا المذهب بأنَّه شوكاني صنعاني لا يليق.
لسنا من أصحاب الألقاب، السنَّة سنَّة رسول الله-عليه الصلاة والسلام-، إذا خالفت أو خالفك بعض أهل العلم بالاجتهاد-بالفهم-لك أن تبيِّن وجهة نظرك، وتبيِّن دليلك، وتذكر وجهة الآخرين، هذا قول فلان وهذا قول فلان، إن كان القول باطلًا كهذا لكونه مصطدمًا مع النص الصحيح الصريح تبيِّن بطلانه، وأمَّا التشنيع، وأمَّا الاستخفاف بالأئمة والعلماء ليس من أسلوب طلاب العلم أبدًا[1].
لسماع المادة الصوتيَّة:
(ليس هناك شوكانيَّة ولا حجريَّة ولا صنعانيَّة وإنَّمَا هي سنَّة محمدية،)
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
الثلاثاء الموافق: 12/ رمضان/ 1433 للهجرة النبوية الشريفة.
[1] لفضيلة الشيخ العلَّامة محمد أمان الجامي-رحمه الله-من شرحه لنيل الأوطار للشوكاني-رحمه الله-الشريط الثاني من كتاب الطهارة.
المصدر شبكة سحاب السلفية