الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد:
هذا فصل نفيس جدّا استللته من الكتاب النافع " مصطلح منهج المتقدّمين والمتأخرين مناقشات وردود" للشيخ الدكتور محمد بن عمر بازمول حفظه الله .
ومما يزيد هذا الكتاب أهمية أن العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله راجع هذا الكتاب ووضع عليه تعليقات نافعة فجزاهم الله خيرا على تبيين هذا الأمر ، سأنقل الفصل على مراحل متتالية إن شاء الله عزّ وجل ،.
قال حفظه الله:
الفصل الخامس
خطورة إهدار ما كتبهُ علماء الحديث المتأخّرون زمانا
إن بعض الناس يتشدّد في تعصبه للمتقدّمين حتى يطرح كل ما جاء في كُتُب المصطلح جملة وتفصيلا، فمن كتاب " معرفةِ أنواعِ كتبِ الحديث " لابن الصلاح إلى كتاب " نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر" لابن حجر ، بَلْهَ ما كُتِبَ بعدهما ! كل ذلك لاعبرة به، و لايمثّل علمَ الحديث الّذي قرّره المتقدمون ، ولا بد من إعادة كتابة المصطلح على أساس الاستقراء والتقعيد من كلام الأئمة المتقدّمين!.
ولست أشك أن هذا من التّشدّد المذموم ، فقد تحجّر صاحبه واسعا!
وقوله هذا من الحرمان من خير يسّره الله تعالى للناس على أيدي هؤلاء العلماء.
وفيه إنكار لجهودهم وعلمهم ، وفي ذلك خروج عن سبيل المؤمنين ، الذين أقرّوا على فضلهم وفضل جهودهم وعلى علمهم .
ويلزم من هذا القول لوازم شديدة ، كل منها يكفي في نقض هذا القول وردّده ، وهي مسلّمات علمية وهي التالية:
المسلّمة الأولى :
أن الاشتغال بالحاصل تحصيل حاصل !
يتبع....