ومما يبين عقوبة من خالف أمر لله ورسوله صلى الله عليه وسلم حديث الرجل الذي كان يأكل بيده اليسرى فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يأكل بيمينه فقال الرجل: لا أستطيع وهو كاذب في ذلك إذ كان يستطيع لكن منعه الكبر من امتثال السنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا استطعت " دعا عليه صلى الله عليه وسلم، فعند ذلك يبست يده ولم يستطع رفعها إلى فيه بعد ذلك ( 1 ) عقوبة له، فهذه عقوبة عاجلة - والعياذ بالله - فهذا دليل على أن من خالف سنة الرسول صلى الله عليه و سلم تكبرًا أنه معرض للعقوبة والعياذ بالله.
وعكس هذا حديث الرجل الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم في يده خاتمًا من ذهب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيضعها في يده " ثم أخذه صلى الله عليه وسلم وطرحه في الأرض، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم من مجلسه والخاتم مطروح في الأرض وصاحبه حاضر قال الحاضرون: خذ خاتمك انتفع به، فقال هذا الرجل المؤمن: والله لا آخذه وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( 2 ) ، فانظر الفرق بين الرجلين في الإمتثال، فالأول يقول: لا أستطيع تكبرًا - والعياذ بالله - وهذا قال: والله لا آخذ هذا الخاتم وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا الإيمان، وهذا الإمتثال العظيم.
( 1) : رواه مسلم في صحيحه ( 3/1599/ح2021 )
( 2 ): رواه مسلم في صحيحه ( 3/1655/ح2090)
-------------
المصدر: كتيب مكانة السنة في الإسلام لفضيلة الشيخ صالح الفوزان صفحة 18 - 19