الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه وبعد:
فإن الله عز وجل يوصف بالسكوت كما يليق به سبحانه وتعالى على وفق قوله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)
وهذه الصفة من صفات الله الفعلية الاختيارية متعلقة بمشيئته سبحانه وتعالى , ولا تعارض بين إثبات هذه الصفة لله عز وجل حقيقة على الوجه اللائق به سبحانه وبين إثبات صفة الكلام له عز وجل لأن كلامه جل وعلا يتعلق بمشيئته فإن شاء تكلم وإن شاء الله لم يتكلم وهذا ينقض اعتقاد أهل البدع نقضًا في كلامه تعالى وذلك واضح لمن تأمله, وثبوت هذه الصفة لله عز وجل دل عليها السنة والأثر والإجماع وقد حكى الإجماع على ذلك شيخ الإسلام في مجموع فتاواه.
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى(6/179)
(...... فثبت بالسنة والإجماع أن الله يوصف بالسكوت)
وذكر أن السكوت يأتي بمعنى السكوت عن التكلم وهذا معروف وشائع وقد يأتي بمعنى السكوت عن الجهر وإظهار الكلام كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه وفيه(... يا رسول الله بأبي أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول ؟ قال : أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ...) الحديث
غير أن المعطلة والكلابية والأشعرية ونحوهم ينكرون وصف الله بالسكوت ويحملون الوارد في الخبر على معان باطلة محرمة كتفسيرهم له بعدم خلق إدراك للخلق يسمعون به الكلام القديم وغير ذلك ولكن شيخ الإسلام بين أن تفاسيرهم الباطلة لا تقوى على معارضة النصوص بل كما قال والنصوص تبهرهم كما في مجموع الفتاوى(6/179)
من كتاب المسائل العقدية التي حكى فيها ابن تيمية الإجماع طبعة دار الفضيلة مع تصرف يسير