منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى السيرة النبوية وسيرة الإنبياء


 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي طالب العلم مخالفة
طالب العلم غير متواجد حالياً
 
طالب العلم
مشرف الأدآب الشرعية

الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 268
تاريخ التسجيل : Oct 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,870 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي مكانة الصَّحابة رضي الله عنهم في القرآن والسنة وعند أهل البيت والأمة الإسلامية

كُتب : [ 01-09-2015 - 03:42 AM ]

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

مكانة الصَّحابة رضي الله عنهم في القرآن والسنة وعند أهل البيت والأمة الإسلامية


مكانة الصَّحابة رضي الله عنهم في القرآن والسنَّة وعند أهل البيت والأمَّة الإسلامية

الحلقة الأولى

تأليف :
فضيلة الشيخ
رَبِيع بن هَادي بن عُمَيْر الْمَدْخلِي



الْحَمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
الْحَمد لله الذي بعث مُحَمَّداً رحْمَة للعالَمِين أرسله بالْهُدى ودين الْحَق ليظهره على الدين كله ولو كره الْمُشركون.
أرسله بأعظم كتاب وأعمه وأشْمَلِه، ضمَّ بيْن دفتيه أعظم العقائد وأجْمَل الأخلاق والْمَكارم وأكملها مثل الصدق والصبر والْحِلم والشجاعة والكرم، ونَهى عن الشرك والكفر والبدع والأخلاق القبيحة مثل: الكذب والكبر والعناد والبخل والْحَسد، لا سيما الكذب على الله والاستكبار على رسله ورسالاته وتكذيبها وتَحْريفها والبغي على أتباعها والطعن فيهم.
إنَّ أعظم رسول عرفته البشرية مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم وإنَّ أعظم كتاب عرفته البشرية هذا القرآن الذي جاء به هذا الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالَى:(الم*ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ*والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ*أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) .
وهذه الصفات لا تنطبق على أحد كما تنطبق على أصحاب مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم .
وقال تعالَى: (كتاب لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ).
وما أحد من الأمة عرف قدر هذا الكتاب وحفظه وعمل بكل ما فيه واعتصم به مثل أصحاب مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم فحماهم الله من الضلال والشرك والبدع ومساوئ الأخلاق وألوان الباطل فكانوا كما وصفهم عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- حيث قال: "إن الله تعالى نظر فِي قلوب العباد, فوجد قلب مُحَمَّد خيْر قلوب العباد, فاصطفاه لنفسه, وابتعثه برسالته, ثُمَّ نظر فِي قلوب العباد بعد قلب مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد, فجعلهم وزراء نبيه, يقاتلون على دينه, فما رآه الْمُسلمون حسناً فهو عند الله حسن, وما رأوه سيئاً فهو عند الله سيء" أخرجه الإمام أحْمَد فِي مسنده (1/379) والطيالسي فِي مسنده, حديث (246) وذكره شارح الطحاوية (ص532) وحسنه الألبانِي فِي تعليقه ثُمَّ قال وصححه الْحَاكم ووافقه الذهبِي.
ولقد أثنى الله العزيز الْحَكيم عليهم وأشاد بِمَكانتهم ومنازلِهم فِي كتابه الْمُعجز الْمُحكم الذي لا يأتيه الباطل من بيْن يديه ولا من خلفه.
قال تعالَى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً).
ففي هذه الآيات الكريْمَات إشادة الله بأصحاب مُحْمد صلى الله عليه وسلم فِي التوراة والإنْجِيل والقرآن وبيان لصدق إيْمانَهم وإخلاصهم ونصرهم لنبيهم صلى اللهعليه وسلم وتكفيْر لِمَن يكن الغيظ والبغضاء لَهُم.
وقال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ).
وقال تعالَى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً).
وقال تعالى : (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ).
وفِي هذا النص تزكية عامة لأصحاب مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم .
وقال تعالَى: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
فِي هذا النص بيان لرضى الله عن أصحاب مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم من الْمُهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان.
وقال تعالَى: (لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ* وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ).
فهذا ثناء عظيم عليهم وبيان لِمَزاياهم وثناء على من يعرف منـزلتهم ويستغفر لَهُم.
وقال تعالى: (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
فهذا ثناء على أصحاب مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم على تفاوت درجاتِهم ووعد شامل لَهُم جَميعاً بالْحُسنى.
وقال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ).
فقد حازوا الْخَيرية من كل جِهاتِها بشهادة الله لَهُم.
فهذه التزكيات الكثيرة والشهادات العظيمة من رب العالَمِين يكفيهم بعضها ومن يعترض عليها فإنَّما هو مكذب بالله ولكتابه ولرسوله، وكفى بذلك تكذيباً وكفراً.
أضف إلَى هذه التزكيات العظيمة تزكيات رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق الْمَصدوق الذي لا ينطق عن الْهَوى إنْ هو إلا وحْي يوحى وتزكيات بعضهم لبعض وتزكيات أئمة أهل البيت لَهُم وتزكيات علماء الأمة.
- عن أبِي بردة عن أبيه -يعني أبا موسى الأشعري- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابِي فإذا ذهبت أتى أصحابِي ما يوعدون، وأصحابِي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابِي أتى أمتي ما يوعدون" أخرجه مسلم فِي فضائل الصحابة حديث (2531) وأحمد (4/399).
- وعن أبِي سعيد الْخُدري -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي على الناس زمان؛ يغزو فئام من الناس, فيقال لَهُم: فيكم من رأى رسول اللهصلى الله عليه وسلم ؟ فيقولون: نعم, فيفتح لَهُم. ثُمَّ يغزو فئام من الناس, فيقال لَهُم: فيكم من رأى من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم. فيفتح لَهُم. ثُمَّ يغزو فئام من الناس, فيقال لَهُم: هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله (؟ فيقولون: نعم. فيفتح لَهُم" متفق عليه واللفظ لِمُسلم, أخرجه البخاري فِي فضائل الصحابة, حديث (3649)، ومسلم فِي فضائل الصحابة, حديث (2532).
- وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم "أيُّ الناس خيْر؟ قال: قرنِي ثُمَّ الذين يلونَهُم ثُمَّ الذين يَلونَهم ثُمَّ يَجِيء قَوم تبدر شهادة أحدهم يَمِينه وتبدر يَمِينه شهادته" رواه البخاري فِي فضائل الصحابة حديث (3651)، ومسلم فِي الفضائل (2533).
وروى البخاري ومسلم نَحْوه من حديث عمران بن حصيْن.
وروى مسلم نَحْوه من حديث أبِي هريرة ومن حديث عائشة -رضي الله عنهم أجْمَعين-.
- واتَّفق العلماء على أنَّ خَيْر القرون قَرنه ( ثُمَّ الصحيح(1) أنَّ قرنه الصحابة والثانِي التابعون، والثالث تابعوهم.
- وعن أبِي سعيد الْخُدري -رضي الله عنه- قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابِي فلو أنَّ أحدكم أنْفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه" رواه البخاري فِي فضائل الصحابة حديث (3673)، ومسلم فِي فضائل الصحابة حديث (2540).


من مناقب أبي بكر -رضي الله عنه-


عن أبِي سعيد الْخُدري -رضي الله عنه- قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وقال: إنَّ الله خَيْر عبداً بيْن الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله، قال: فبكى أبو بكر فعجبنا لبكائه أن يُخْبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خُيِّر فكان رسول الله هو الْمُخَير وكان أبو بكر أعلمنا فقال رسول الله صلىالله عليه وسلم إن أمنَّ الناس عليَّ فِي صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربِي لاتَّخَذت أبا بكر خليلاًَ ولكن أخوة الإسلام ومودته لا يَبقين فِي الْمَسجد باب إلا سد إلا باب أبِي بكر". متفق عليه، رواه البخاري فِي فضائل الصحابة حديث (3654)، ومسلم فِي فضائل الصحابة حديث (2382)، وعند مسلم فبكى أبو بكر وبكى فقال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا.
وعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- فال: عن النبي صلى الله عليه وسلم "لو كنت متخذاً خليلاً لاتَّخَذت أبا بكر، ولكن أخي وصاحبي" رواه البخاري فِي فضائل الصحابة حديث (3656)، ورواه مسلم فِي فضائل الصحابة من حديث عبد الله بن مسعود حديث (2383)، وروى البخاري نَحْوه من حديث عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-.
عن عروة بن الزبيْر قال: سألت عبد الله بن عمرو عن أشد ما صنع الْمُشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رأيت عقبة بن أبِي معيط جاء إلَى النبي صلى اللهعليه وسلم وهو يصلي فوضع رداءً فِي عنقه فخنقه به خنقاً شديداً فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه فقال: أتقتلون رجلاً أن يقول ربِي الله وقد جاءكم بالبنات من ربكم) أخرجه البخاري (3678).



من مناقب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-


الْحَمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
أمَّا بعد :
وروى البخاري بإسناده إلَى ابن عباس -رضي الله عنهما – قال : إنِي لواقف فِي قوم فدعوا الله لعمر بن الْخَطاب وقد وضع على سريره إذ رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبِي يقول : رحِمَك الله إن كنت لأرجو أن يَجْعلك الله مع صاحبيك لأنِي كثيرًا ما كنت أسْمَع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كنت وأبو بكر وعمر وفعلت وأبو بكر وعمر وانطلقت وأبو بكر وعمر فإن كنت لأرجو أن يَجْعلك الله معهما فالتفت فإذا هو علي بن أبِي طالب " (البخاري –كتاب المناقب- /1377)
فهذه شهادة علي -رضي الله عنه- لأخويه أبِي بكر وعمر بِمَكانتهما ومنـزلتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقلها عنه ابن عمه عبد الله بن عباس -رضي اللهعنهما- .
فكيف يبغضهما وكيف يرفض بيعتهما حتى لا يبايعهما إلا مكرهًا شأن الْجُبناء وكيف يزوج ابنته أم كلثوم عمر -رضي الله عنه- حاشاه مِمّا ينسبه سلالات الْمَجُوس من الْحِقد والْجُبن والعداوة لإخوته الْمُؤمنين والْخُلفاء الراشدين الْمَهديين الفاتِحين بل كان علي من وزرائهم ومن كبار مؤازريهم ومستشاريهم فِي الْحُروب ومهام الأمور .
هؤلاء يصورون للناس أنه كان هناك معارك طاحنة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في ولاية علي وأهل بيته والقرآن ينـزل حول هذه المعارك ويلاحق أصحاب محمد الذين لا هم لهم إلا إزاحة علي عن هذه الولاية التي أقلقتهم وأقضت مضاجعهم وشحنت قلوبهم بالعداوة والبغضاء لعلي فهم يتآمرون فيما بينهم على ألا تكون لعلي وأهل بيته أبداً، والقرآن ينـزل بكفرهم ويعاقبهم ويفضح هذه المؤامرات .
حتى يُخَيَّل للقارئ أن مُحَمّداً صلى الله عليه وسلم ما بعثه الله إلا بِهذه الولاية.
وهذا الحسد لعلي وأهل بيته بدأ من آدم من عالم الذر وبسببه أخرج من الجنة وما قبل الله توبته إلا بعد أن توسل لعلي وأهل بيته.
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبِي طلحة وسَمِعت خشفة، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا بلال ورأيت قصراً بفنائه جارية فقلت: لِمَن هذا؟ فقال: لعمر، فأردت أن أدخله فأنظر إليه فذكرت غيرتك فقال: عمر بأبِي وأمي يا رسول الله أعليك أغار" رواه البخاري (3679).
عن سعيد بن الْمُسيب أن أبا هريرة -رضي الله عنه- قال: "بينا نَحْن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: بينا أنا نائم رأيتنِي فِي الْجَنَّة فإذا امرأة تتوضأ إلَى جانب قصر فقلت: لِمَن هذا القصر؟ قالوا: لعمر فذكرت غَيْرته فوليت مدبراً فبكى عمر وقال: أعليك أغار يا رسول الله ؟ " أخرجه البخاري (3680).
وعن الزهري عن حَمْزة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أنا نائم شربت -يعني اللبن- حتى أنظر إلَى الري يَجْري فِي ظفري أو فِي أظفاري ثُمَّ ناولت عمر قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: العلم" أخرجه البخاري (3681).
وقال البخاري: حدثنا مُحَمَّد بن عبد الله بن نُمَير حدثنا مُحَمَّد بن بشر حدثنا عبيد الله قال: حدثني أبو بكر بن سالِم عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أريت فِي الْمَنام أنِّي أنزع بدلو بكرة على قليب فجاء أبو بكر فنـزع ذنوبا أو ذنوبيْن نزعا ضعيفا والله يغفر له ثُمَّ جاء عمر بن الْخَطاب فاستحالت غربا فلم أر عبقريا يفري فريه حتى روي الناس وضربوا بعطن" قال ابن جبيْر: العبقري عتاق الزرابِي وقال: يَحْيى الزرابِي الطنافس لَهَا خُمل رقيق مبثوثة كثيرة" أخرجه البخاري حديث (3682).
وعن مُحَمَّد بن سعد بن أبِي وقَّاص عن أبيه قال: استأذن عمر بن الْخَطاب على رسول الله ? وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتُهن على صوته فلما استأذن عمر بن الْخَطاب قمن فبادرن الْحِجاب فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك فقال: عمر أضحك اللهسنك يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم : عجبت من هؤلاء اللاتي كنَّ عندي فلمَّا سَمِعن صوتك ابتدرن الْحِجاب فقال عمر: فأنت أحق أن يهبن يا رسولالله ثُمَّ قال عمر: يا عدوات أنفسهن أتَهَبنني ولا تَهَبْن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن : نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : إيهاً يا بن الْخَطاب! والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكًا فجًا قط إلا سلك فجًا غيْر فجك" أخرجه البخاري حديث (3683).
حدثنا مُحَمَّد بن الْمُثنى قال: حدثنا يَحيى عن إسْمَاعيل قال: حدثنا قيس قال: قال عبد الله: "ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر" أخرجه البخاري، حديث (3684).
وعن ابن أبِي مليكة أنه سَمِع ابن عباس يقول: وضع عمر على سريره فتكنفه الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع وأنا فيهم فلم يرعنِي إلا رجل آخذ منكبي فإذا علي بن أبِي طالب فترحَّم على عمر وقال: ما خلفت أحدا أحب إلَي أن ألقى الله بِمِثل عمله منك وأيْمُ الله إن كنت لأظن أن يَجْعلك الله مع صاحبيك وحسبت أنِّي كثيرًا أسْمَع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو بكر وعمر" أخرجه البخاري، حديث (3685).
عن أبِي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن فِي أمتي منهم أحد فعمر" البخاري فضائل الصحابة حديث (3689).
وعن سعيد بن الْمُسيب وأبِي سلمة بن عبد الرحْمَن قالا: سَمِعنا أبا هريرة -رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "بينما راع فِي غنمه عدا الذئب فأخذ منها شاة فطلبها حتى استنقذها فالتفت إليه الذئب فقال له: من لَهَا يوم السبع؟! ليس لَهَا راع غيري فقال الناس: سبْحان الله! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فإنِّي أومن به وأبو بكر وعمر وما ثَمَّ أبو بكر وعمر" أخرجه البخاري حديث (3690).
عن بن أبِي مليكة عن الْمِسور بن مَخْرمة قال: لَمَّا طعن عمر جعل يألَم فقال له ابن عباس وكأنه يَجْزعه يا أمير المؤمنين ولئن كان ذاك لقد صحبت رسول الله صلىالله عليه وسلم فأحسنت صحبته ثُمَّ فارقته وهو عنك راض، ثُمَّ صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته ثُمَّ فارقته وهو عنك راض، ثُمَّ صحبتهم فأحسنت صحبتهم ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون قال : أما ما ذكرت من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضاه فإنَّما ذاك منٌّ مِنَ الله تعالَى منَّ به علي وأما ما ذكرت من صحبة أبِي بكر ورضاه فإنَّما ذاك منٌّ مِنَ الله جل ذكره مَنَّ به علي ،وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك والله لو أن لِي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله -عز وجل- قبل أن أراه قال حَمَّاد بن زيد حدثنا أيوب عن بن أبِي مليكة عن بن عباس دخلت على عمر بِهَذا" أخرجه البخاري، حديث (3692).
وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبِي جهل أو بعمر بن الْخَطاب" قال: فكان أحبهما إليه عمر بن الْخَطاب. أخرجه الإمام أحْمَد فِي الْمُسند (2/95) وفِي فضائل الصحابة بنفس الإسناد برقم (312) وإسناده حسن.
وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله -عز وجل- جعل الْحَق على قلب عمر ولسانه". أخرجه الإمام أحْمَد فِي الْمُسند (2/95)، وفِي فضائل الصحابة بنفس الإسناد برقم (313)، والترمذي (5/617) وإسناده حسن.
وقال ابن عمر: "ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال فيه ابن الخطاب أو قال عمر إلا نزل القرآن على نَحْو مِمَّا قال عمر. أخرجه الإمام أحْمَد فِي فضائل الصحابة برقم (314) . وأخرجه الترمذي (5/618) من طريق أبِي عامر, وإسناده حسن.
وعن أبِي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " جعل الْحَق على لسان عمر وقلبه ". أخرجه الإمام أحْمَد فِي الْمُسند (2/401)، وفي فضائلالصحابة برقم(315) وإسناده حسن.
وعن غضيف بن الحارث قال مررت بعمر ومعه نفر من أصحابه فأدركني رجل منهم فقال : يا فتى ادع لي بخير بارك الله فيك قال قلت ومن أنت رحمك الله قال أبو ذر قال قلت يغفر الله لك أنت أحق قال إني سمعت عمر يقول نعم الغلام وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله وضع الْحَق على لسان عمر يقول به". أخرجه الإمام أحْمَد فِي فضائل الصحابة برقم (316) وإسناده حسن.




من مناقب عثمان -رضي الله عنه -


قال البخاري -رحمه الله-: وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من حفر بئر رومة فله الجنة " فحفرها عثمان .
وقال : "من جهز جيش العسرة فله الجنة فجهزه عثمان " ذكرهما قبل حديث (3695) .
وقال البخاري وقال عبدان : أخبرني أبي عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن أن عثمان -رضي الله عنه- حين حوصر أشرف عليهم وقال : أنشدكم اللهولا أنشد إلا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من حفر رومة فله الجنة) فحفرتها ،ألستم تعلمون أنه قال : (من جهز جيش العسرة فله الجنة) قال : فصدقوه بما قال " . البخاري حديث ( 2778).
وقال الإمام أحمد في مسنده (1/59) ثنا أبو قطن ثنا يونس يعني ابن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : أشرف عثمان -رضي الله عنه- من القصر وهو محصور فقال أنشد بالله من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حراء إذ اهتـز الجبل فركله بقدمه ثم قال : اسكن حراء ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد وأنا معه فانتشد له رجال قال : أنشد بالله من شهد رسول الله ( يوم بيعة الرضوان إذ بعثني إلى المشركين إلى أهل مكة قال : هذه يدي وهذه يد عثمان -رضي الله عنه- فبايع لي فانتشد له رجال ، قال : أنشد بالله من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من يوسع لنا بهذا البيت في المسجد ببيت في الجنة فابتعته من مالي فوسعت به المسجد فانتشد له رجال ، قال : وأنشد بالله من شهد رسول الله يوم جيش العسرة قال : من ينفق اليوم نفقة متقبلة فجهزت له نصف الجيش من مالي قال : فانتشد له رجال وأنشد بالله من شهد رومة يباع ماؤها ابن السبيل فابتعتها من مالي لابن السبيل ، قال : فأنشد له رجال"رواه الترمذي في المناقب حديث (3699) من طريق أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي وقال : حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أبي عبد الرحمن عن عثمان ورواه النسائي في الأحباس وقف المساجد حديث (3609) من حديث أبي إسحاق عن أبي سلمة ورواه من حديث الأحنف بن قيس ومن حديث ثمانة بن حزن القشيري .


من مناقب الخلفاء الثلاثة -رضي الله عنهم - :


حدثنا يوسف بن موسى حدثنا أبو أسامة قال حدثني عثمان بن غياث حدثنا أبو عثمان النهدي عن أبي موسى رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط من حيطان المدينة فجاء رجل فاستفتح فقال النبي صلى الله عليه وسلم افتح له وبشره بالجنة ففتحت له فإذا أبو بكر فبشرته بما قال النبي ? فحمد الله ثم جاء رجل فاستفتح فقال النبي ? افتح له وبشره بالجنة ففتحت له فإذا هو عمر فأخبرته بما قال النبي ? فحمد الله ثم استفتح رجل فقال لي افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فإذا عثمان فأخبرته بما قال رسول الله ? فحمد الله ثم قال الله المستعان " أخرجه البخاري ، حديث (3693) .


من مناقب علي -رضي الله عنه- :


قال البخاري -رحمه الله- : وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي أنت مني وأنا منك ، وقال عمر توفي رسول الله وهو عنه راض .
وعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها ، فقال أين علي بن أبي طالب ؟ فقالوا : يشتكي عينيه يا رسول الله قال : فأرسلوا إليه فأتوني به فلما جاء بصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال أنفذ على رسلك حتى تنـزل بساحتهم ثم ادعهم للإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم" . أخرجه البخاري في المناقب حديث (3701) .
وساق البخاري حديثاً نحوه من حديث سلمة بن الأكوع وفيه : لأعطين الراية أو ليأخذن الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله أو قال يحب الله ورسوله" انظر حديث (3702) .
وعن سعد بن عبيده قال : " جاء رجل إلى ابن عمر -رضي الله عنهما- فسأله عن عثمان فذكر من محاسن عمله قال : لعل ذلك يسوؤك؟ قال : نعم قال : فأرغمالله بأنفك ثم سأله عن علي فذكر من محاسن عمله قال : وهو ذاك بيته أوسط بيوت النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : لعل ذلك يسوؤك قال : أجل قاال : فأرغمالله أنفك انطلق فاجهد جهدك " أخرجه البخاري (3704) .
وعن إبراهيم بن سعد عن أبيه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي أما ترضى أن تكون مني بمنـزلة هارون من موسى (3706) ورواه البخاري في الغزوات عن مصعب بن سعد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى تبوك واستخلف علياً فقال : أتخلفني في النساء والصبيان ؟ قال ألا ترضى أن تكون مني بمنـزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " حديث (4416) .
وعن ابن سيرين عن عبيدة عن علي -رضي الله عنه- قال : اقضوا كما كنتم تقضون فإني أكره الاختلاف حتى يكون الناس جماعة أو أموت كما مات أصحابي " فكان ابن سيرين يرى أن عامة ما يروى عن علي كذب " البخاري ( 3707) .
وقول علي : أو أموت كما مات أصحابي يريد به الخلفاء الراشدين قبله ,وفي هذا كراهة على الاختلاف وحبه لاجتماع كلمة المسلمين ومن أجل ذلك يقدم اجتهاد إخوانه على اجتهاد نفسه .
عن عائشة -رضي الله عنها- أن فاطمة عليها السلام أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله على رسوله ( تطلب صدقة النبي صلى الله عليه وسلم التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا فهو صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المالنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة - يعني مال الله- ليس لهم أن يزيدوا على المأكل : وإني والله لا أغير شيئاً من صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كانت عليها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولأعملن فيها بما عملنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتشهَّد عليٌّ ثم قال : إنَّا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك -وذكر قرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقهم- فتكلم أبو بكر فقال : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب ُّإليَّ أن أصل من قرابتي ".
وعن ابن عمر " عن أبي بكر -رضي الله عنه- قال : ارقبو محمد صلى الله عليه وسلم في أهل بيته " أخرجها البخاري في المناقب (3711-3712-3713) وأخرج مسلم الأول في فضائل الصحابة (1759).



__________
(1) إشارة إلى الاختلاف في المراد بالقرن .
(2) والحواريون هم الخلصاء .



يتبع مع تتمة الحلقة الأولى

 



توقيع : طالب العلم
قال ابن القيم -رحمه الله-:
( من أشد عقوبات المعاصي أن ينزع الله من قلبك استقباحها )
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:09 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML