🍃يقول ابن عثيمين رحمه الله في تفسير قوله تعالى :
{وإذا الصحف نشرت}
الصحف جمع صحيفة، وهي ما يكتب فيها الأعمال.
واعلم أيها الإنسان أن كل عمل تعمله من قول أو فعل فإنه يكتب ويسجل بصحائف على يد أمناء كرام كاتبين يعلمون ما تفعلون، يسجل كل شيء تعمله حتى توافى يوم القيامة فإن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه:
{وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه} يعني عمله في عنقه {ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً} مفتوحاً {اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً} [الإسراء13- 14]،
كلامنا الان ونحن نتكلم يكتب، كلام بعضكم مع بعض يكتب، كل كلام يكتب {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} [ق: 18].
ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام:
«من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»رواه الترمذي،
وقال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت»رواه البخاري ، لأن كل شيء سيكتب عليه،
ومن كثُر كلامُه كثُر سقطه، يعني الذي يُكثر الكلام يكثر منه السقط والزلات،
فاحفظ لسانك فإن الصحف سوف يكتب فيها كل ما تقول وسوف تنشر لك يوم القيامة.