منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > منتدى اللغة العربية وعلومها > منتدى تعليم اللغة العربية ومشتقاتها

دفع المؤاخذة في اشتقاق " حَـبَّـذَا " -

منتدى تعليم اللغة العربية ومشتقاتها


 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )
الواثقة بالله غير متواجد حالياً
الصورة الرمزية الواثقة بالله
 
الواثقة بالله
المراقب العام

الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,506 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي دفع المؤاخذة في اشتقاق " حَـبَّـذَا " -

كُتب : [ 03-28-2015 - 09:44 PM ]

الحمد لله ، والصّلاة والسّلام على رسولِ الله ، وعلى آله وصحبه ومَن والاه .



أمـَّـا بَعْدُ:

فقد جمعنا مجلسٌ علميٌّ مع بعض إخواننا طلبة العلم - في ليلة السابع عشر من شهر رمضان سنة (1424 هـ) - نتباحثُ فيه شؤونَ الدعوةِ ، ومسائلَ العلمِ .

ووقَع مِن لساني (!) - أثناء البحثِ - فِعلُ (أُحَبِّذُ ..) - في طيِّ الكلام - ؛ فاستدركَ عليَّ بعضُ الحاضرين مِن الإخوةِ النّاشئين - الَّذين نرجو لهم التّقدم والازدياد - أنَّ هذا (لا يجوزُ في اللُّغة)!! مُعللاً ذلك بكونه فِعلاً ماضيًا (جامِدًا) ، والجامد لا يُصاغُ منه فعلٌ مشتقّ!!

ففاجأَنِي كلامه - هكذا -! لكنِّي طلبتُ - للتوثق والاستفادة - مراجعة كتابِ «تاجِ العروس» - لِمَا أعلمه فيه من توسع واستيعابٍ - ؛ فلم يكن موجودًا ..

.. لكنَّه أحضرَ كتابَ «لسان العرب» (1) ، وقرأ منه ما يؤيد دعواه ؛ فلم أجدْ - والحالة هذه - إلاَّ السكوتَ ؛ لضعفِ المكتبة العلمية الموجودة - ثمة -

ولكنِّي ختمتُ البحثَ (!) بقولي - مُداعبًا -: «لن (أُحَبِّذَ) بعد اليوم استعمالها ..»! فضَحِكَ القوْم ..



واليَوْم:

وجدتني - في مكتبتي - أراجعُ المصادِرَ والمراجِعَ اللُّغويَّةَ الَّتي تسعفني بها ذاكرتي ، وتعينني عليها مكتبتي!

فكان أوّلَ ذلك كتابُ «القاموس المحيط» - للفيروزآبادي - ؛ إذ قال (ص424) : «لا تُحَبِّذْنِي تَحْبِيذًا : لا تقُلْ لي: حَبَّذا».

ومنه انطلقت إلى «تاج العروس من جواهر القاموس» (2/558) - للعلامة الزبيدي- ؛ فقال - شارحًا ، ومبينًا ، ومستدركًا -:

«(لا تُحَبِّذْنِي تحبيذا): أهملَه الجوهري ، وصاحب «اللسان» ، وقال الصّغاني عن الفراءِ: أي: (لا تقل لي: حَبَّذَا) ؛ هكذا رواه ، وهو من الألفاظ المُولَّدة المنحوتة من قولهم: (حَبَّذَا - في المدح ، ولا حَبَّذَا - في الذمِّ) ، وفي زيادة مثله على «الصحاح» نظرٌ .

قال شيخنا (2): ثم ظاهر كلامه - بل صريحه - ؛ أنها لا تستعمل إلا في النهي ؛ لأنه جاء بالفعل مقرونًا بـ(لا) - النّاهية - ، وفسّرها بقوله: (لا تقل لي: حبَّذَا) ، والصواب: أن الذين استعملوها استعملوها بغير نهي ؛ فقالوا: (حّبَّذَهُ يُحَبِّذُهُ تَحْبِيذًا ، قال له: حَبَّذَا ، ولا تُحبِّذ: لا تقل ذلك) .

وهو لفظٌ منحوت من لفظ (حَبَّذَا) المُركَّب من (حَبّ) و(ذَا) ، وإلاَّ لكان آخره حرف علّة - كما لا يخفى - ؛ وهذا إنما قاله بعض النحويين ، وليس من اللغة في شيء ؛ فلذلك لم يذكره الجوهريُّ وغيرُهُ من أئمة اللغة . انتهى» .

ولخَّصَهُ في كتابه - الآخر - «التكملة والذيل والصلة لِما فات صاحب "القاموس" من اللغة» (2/351) - حاذفًا كلام شيخه ، واستدراكَه! - .

وقال العلامة الصغاني في «التكملة والذيل والصلة لكتاب "تاج اللغة وصِحاح العربية"» (2/374):

«الفراء: لا تُحَبِّذْنِي ؛ أي: لا تقل لي: حَبَّذَا» .

وقال أحمد رضا في «معجم متن اللغة» (2/9):

«حَبَّذَهَ: قال له: حَبَّذَا - مُوَلَّد من حَبَّذَا» .

وفي «المعجم الوسيط» (1/151):

«حَبَّذَ فُلانًا: قال له: حَبَّذا ، وحَبَّذَ الأمرَ: مدحه وفضله (محدثة) (3)» .

وفي كتاب «معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة» (ص141-142) - بعد نقله الإجمالي من عددٍ من المصادر السابقة - ومشيرًا إلى «التاج» ، و«متن اللغة»، و«المعجم الوسيط» ؛ قال:

«وأنا أرى رأي هذه المعجمات .

وأقترحُ على مجمعي دمشق والقاهرة - اللذين أصدرا المعجمين الأخيرين - ، وعلى مجمعي بغداد وعمان:

الموافقة على أن نقول:

حَبَّذَ الأمرَ يُحَبِّذُهُ تحبيذًا ، وحَبِّذ الأمرَ ، ولا تُحَبِّذْهُ ؛ لأن ستّة معاجم نفيسة قد وافقت على ذلك ، ولأن هذا الفعل (حَبَّذَ) قد أزال معظم أدبائنا (جمـــوده) ، ولأن الاشتقاق منه سهل ، وليس مستحيلاً ؛ مثل الأفعال الجامدة: نعم ، وبئس ، وليس .

لِذا لا أرى بأسًا بقولنا:

أستحسِنُ الأمر ، أو أحبذ الأمر» .



أقول: وبقوله - رحمه الله - أقول.

وهو قول جيد قوي ؛ لا أرى ما يخدشه ، ولا ما يعكر صفوه (4) .

والله الموفق .

وصلى الله على نبينا محمدٍ ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

ـــــــــــــــــــــــــ

(1)- ونص كلامه - تامًّا - في (1/547-548- ترتيبه) - منه -: «حبذ: ذكر الأزهري هذه الترجمة في (الحاء والذال والباء) ، قال: وأمّا قولهم: (حبذا كذا وكذا) ، بتشديد الباء ؛ فهو حرف معنى أُلِّفّ من (حَبّ) و(ذا).

وقال في آخر الفصل: و(حبذا) في الحقيقة فعل واسم: (حَبّ) بمنزلة: (نِعْم) ، و(ذا) فاعل بمنزلة: (الرجل) ، وقد ذكرناه نحن في ترجمة (حبب) فيما تقدم . والله أعلم» .

قلتُ: والكلام في «تهذيب اللغة» (4/469) - للأزهري - .

(2)- هو - فيما أرجح - العلامة محمد بن الطيب الفاسي ؛ المتوفي سنة (1170 هـ) - كما ذكره الزبيدي في مقدمة «التاج» (1/3) .

وله ترجمة في «سلك الدرر» (4/91) للمرادي .

(3)- وكذا في «المعجم الوجيز» (ص131) ؛ لكن بحذف كلمة (محدثة)! .

(4)- وبخاصة أن له نظائر ؛ ففي «القاموس» (1611): «صَهٍ .. كلمة زجر للمتكلم ؛ أي اسكُت .

و(صَهْصَهْ) بهم: أسكتهم ؛ فقال لهم: صَهْ صَهْ» .. وانظر «التاج» (36/429) .



كتبه في مجلس واحد

علي بن حسن بن عبد الحميد الحلبي الأثري

بين عصري يوم الأربعاء

17 - رمضان - 1424 هـ

نقلاً عن كتيب بعنوان:
« دَفعُ المُؤَاخَذَةِ فِي اشْتِقَاقِ " حَـــبَّـــــذَا " »
للشيخ/
علي الحلبي الأثري .

 



توقيع : الواثقة بالله
قال الشافعي - رحمه الله - :
من حفظ القرآن عظمت قيمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم.
جامع بيان العلم و فضله

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:13 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML