بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حكم مخالطة العصاة
إذا لم يكن في مخالطة العصاة طمع في هدايتهم والتأثير عليهم، يعتزلهم ، ولا يخالطهم مسرورا معهم ومنبسطا معهم ؛ لأن هذا هو المداهنة ،فالذي يخالط الناس العصاة والفساق ولا ينكر عليهم ولا يكره ما هم عليه بقلبه، بل يكون منشرح الصدر معهم منبسط البال يكون مداهنا المداهنة المنهي عنها ، والإنكار بالقلب واجب على كل مسلم ، لا يعذر أحد به ؛ لأنه لا يمكن أن يمنع من الإنكار بالقلب أبدا، فإذا كان لا ينكر المنكر بقلبه فهذا دليل على خلوه من الإيمان ، قال ((وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)).وفي رواية: ((وذلك أضعف الإيمان))هلك من لم ينكر المنكر بقله ، فإذا مرتبة الإنكار بالقلب واجبة عينية على كل مسلم، لا يعذر أحد بتركها ،أما الإنكار باليد والإنكار باللسان فهذا يكون حسب الإمكان وحسب الإستطاعة، والله تعالى يقول : {فاتقوا الله ما استطعتم} [التغابن:16].
ويقول النبي : ((إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه مااستطعتم))
المصدر:
من كتاب محاضرات في العقيدة والدعوة
بقلم الشيخ الفوزان