- سئل فضيلة الشيخ:عن هذا القول:"أحبائي في رسول الله"؟
فأجاب فضيلته قائلا:هذا القول وإن كان صاحبه فيما يظهر يريد معنى صحيحا،يعني:أجتمع أنا وإياك في محبة رسول الله ،ولكن هذا التعبير خلاف ما جاءت به السنة ،فإن الحديث "من أحب في الله ،وأبغض في الله"،فالذي ينبغي أن يقول :أحبائي في الله-عز وجل-ولأن هذا القول الذي يقوله فيه عدول عما كان يقوله السلف،ولأنه ربما يوجب الغلو في رسول الله ، والغفلة عن الله ،والمعروف عن علمائنا وعن أهل الخير هو أن يقول:أحبك في الله.
-سئل فضيلته :عن صحة هذه العبارة"إجعل بينك وبين الله صلة،واجعل بينك وبين الرسول ،صلة"؟
فأجاب قائلا:الذي يقول :اجعل بينك وبين الله صلة أي بالتعبد له واجعل بينك وبين الرسول ،صلة أي باتباعه فهذا حق.
أما إذا أراد بقوله:اجعل بينك وبين الرسول ،صلة أي اجعله هو ملجأك عند الشدائد ومستغاثك عند الكبرياء فإن هذا محرم بل هو شرك أكبر مخرج عن الملة.
-سئل فضيلة الشيخ:عن هذه الألفاظ: "أرجوك"،و"تحياتي"،و"أنعم صباحا"،و"أنعم مساء"؟
فأجاب قائلا :لابأس أن تقول لفلان:"أرجوك"في شيء يستطيع أن يحقق رجاءك به،وكذلك"تحياتي لك".و"لك مني التحية".وما أشبه ذلك لقوله تعالى:{وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}.وكذلك:"أنعم صباحا"و"أنعم مساء"لابأس به،ولكن بشرط ألا تتخذ بديلا عن السلام الشرعي.
-سئل فضيلة الشيخ:عمن يسأل بوجه الله فيقول :أسألك بوجه الله كذا وكذا فما الحكم في هذا القول؟
فأجاب قائلا:وجه الله أعظم من أن يسأل به الإنسان شيء من الدنيا ويجعل سؤاله بوجه الله - كالوسيلة التي يتوسل بها إلى حصول مقصوده من هذا الرجل الذي توسل إليه بذلك،فلا يقدمن أحد على مثل هذا السؤال، أي لا يقل :وجه الله عليك أو أسألك بوجه الله أو ما أشبه بذلك
-سئل فضيلة الشيخ:ما حكم قول :"أطال الله بقاءك"،"طال عمرك"؟
فأجاب قائلا:لا ينبغي أن يطلق القول بطول البقاء ،لأن طول البقاء قد يكون خيرا وقد يكون شرا،فإن شر الناس من طال عمره وساء عمله،وعلى هذا فلو قال:أطال الله بقاءك على طاعته و نحوه فلابأس بذلك.
-سئل فضيلة الشيخ:يستعمل بعض الناس عند أداء التحية عبارات عديدة منها:"مساء الله بالخير".و"الله بالخير".و"صبحك الله بالخير".بدلا من لفظة التحية الواردة،وهل يجوز البدء بالسلام بلفظ"عليك السلام"؟
فأجاب قائلا:السلام الوارد هو أن يقول الإنسان:"السلام عليك"،أو"سلام عليك"،ثم يقول بعد ذلك ما شاء من أنواع التحيات،وأما"مساك الله بالخير".و"صبحك الله بالخير"،أو "الله بالخير".وما أشبه ذلك فهذه تقال بعد السلام المشروع.وأما تبديل هذا بالسلام المشروع فهو خطأ.
وأما البداءة بالسلام بلفظ :"عليك السلام"فهو خلاف المشروع لأن هذا اللفظ للرد لا للبداءة.
-سئل فضيلة الشيخ:عما يقوله بعض الناس من أن تصحيح الألفاظ غير مهم مع سلامة القلب؟
فأجاب بقوله:إن أراد بتصحيح الألفاظ إجراءها على اللغة العربية فهذا صحيح فإنه لايهم - من جهة سلامة العقيدة -أن تكون الألفاظ غير جارية على اللغة العربية مادام المعنى مفهوما وسليما .
وأما إذا أراد بتصحيح الألفاظ ترك الألفاظ التي تدل على الكفر و الشرك فكلامه غير صحيح بل تصحيحها مهم،ولا يمكن أن نقول للإنسان :أطلق لسانك في قول كل شيء مادامت النية صحيحة بل نقول:الكلمات مقيدة بما جاءت به الشريعة الإسلامية.
* * * * * * * * * *
من كتاب :فتاوى العقيدة (وأركان الإسلام)
للعلامة الشيخ: محمد بن صالح العثيمين.
الصفحات:من470إلى474
توقيع : الواثقة بالله
قال الشافعي - رحمه الله - :
من حفظ القرآن عظمت قيمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم.
جامع بيان العلم و فضله