بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
التنبيه على إختيار [ أن الدقيق غير مجزيء في صدقة الفطر ].
* الإمام مالك- رحمه الله تعالى - يرى أن الدقيق غير مجزيء في صدقة الفطر فقد جاء في المدونة الكبرى " وقيل لمالك فالدقيق والسويق قال : لا يجزئه " أنتهى .
* وكذلك الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - فقد نص في المجموع شرح المهذب على أن الإمام الشافعي يرى أن الدقيق لا يجزيء في صدقة الفطر كالقيمة فقال : " قال الشافعي رحمه الله تعالى والأصحاب : ولا يجزيء الدقيق ولا السويق كما لا تجزيء القيمة " أنتهى .
وقال ابن قدامة رحمه الله تعالى كما في المغني " فصل ويجوز إخراج الدقيق . نص عليه أحمد . وكذلك السويق ، قال أحمد روى عن ابن سيرين سويق أو دقيق "وقال أيضا : " ولنا حديث أبي سعيد وقوله فيه : " أو صاعا من دقيق " انتهى ، يريد الاستدلال بالحديث على جواز إخراج الدقيق في صدقة الفطر .
ولكن نقل النووي رحمه الله تعالى عن البيهقي رحمه الله تعالى تضعيفه لآثر ابن سيرين فقال قال البيهقي :" وقد روى جوازه - أي الدقيق - عن ابن سيرين عن ابن عباس منقطعا موقوفا على طريق التوهم ، قال : ليس بثابت ، قال : وروى من أوجه ضعيفة لا تساوي ذكرها " انتهى من المجموع شرح المهذب .
وكذلك ضعف النووي رحمه الله تعالى حديث أبي سعيد الخدري : " أو صاعا من دقيق " كما في المجموع شرح المهذب ونقل عن عن أبي داود السجستاني في سننه أنه قال : " ذكر الدقيق وهم من ابن عيينة وروى أبوداود أن ابن عيينة أنكروا عليه ذكر الدقيق فتركه " ونقل عن البيهقي رحمه الله تعالى أنه قال : " أنكر على ابن عيينة الدقيق فتركه " أنتهى نفس المصدر السابق
الترجيح :
الذي رجحه النووي رحمه الله أن الدقيق لا يجزيء فقال : " وحكى الرافعي عن أبي الفضل بن عبدان من أصحابنا أنه قال : الصحيح عندي أنه يجزيء الخبز والسويق لأنهما أرفق بالمساكين ، والصحيح ما سبق أنه لا يجزيء لأن الحب أكمل نفعا ، لأنه يصلح لكل ما يراد منه بخلاف الدقيق والسويق والله أعلم " انتهى نفس المصدر السابق
والحمد لله رب العالمين .
سحاب السلفية