منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى التوحيد والعقيدة


 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي قمر مخالفة
قمر غير متواجد حالياً
 
قمر
عضو جديد
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 14
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي من مسائل الجاهلية : الغلو بأهل العلم والصلاح !

كُتب : [ 10-05-2010 - 04:08 AM ]

فضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان : الغُلُوُّ في العلماء والصالحين ، كقوله : ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقِّ ) . [ النساء : 171 ] .

الشرح : وهذه مسألة خطيرة ، والغلو معناه في اللغة : الزيادة عن الحد ، يقال : غلا القدر ، إذا ارتفع فيه الماء بسبب الغليان ، ويقال : غلا السعر ، إذا ارتفع عن الحد المعروف . فالغلو هو : الزيادة والارتفاع عن الحد المعروف .

والغلو في الشرع هو : الزيادة في رفع شخص فوق منزلته اللائقة به ؛ كالزيادة في حق الأنبياء أو الصالحين ، ورفعهم عن قدرهم إلى الربوبية أو الألوهية .

فأهل الجاهلية غلو في الأشخاص حتى رفعوهم عن قدرهم ، على أن جعلوهم أربابًا مع الله ؛ كما غلا اليهود في عزير وقالوا : هو ابن الله . وكما غلت النصارى ورفعوا عيسى ابن مريم - عليه الصلاة والسلام - من البشرية والرسالة إلى الألوهية ، وقالوا : هو ابن الله . وكذلك قوم نوح لما غلو في الصالحين ، وصوروا صورهم وتماثيلهم ، ثم عبدوهم من دون الله ، فرفعوهم إلى مرتبة الألوهية : ( وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ) . [ نوح : 23 ] . جعلوهم آلهة .

وكذلك غيرهم من طوائف المشركين إلى اليوم ، يغلون في الصالحين ، ويطوفون بقبورهم ، ويذبحون لهم ، وينذرون لهم ، ويستغيثون بالموتى ويستنجدون بهم ، يطلبون منهم قضاء الحوائج .

فالغلو يجرُّ أصحابه إلى الشرك ، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تُطرُوني ؛ كما أطرت النصارى ابن مريم ) . والإطراء هو : الغلو في المدح ( إنما أنا عبد ، فقولوا : عبد الله ورسوله ) . [ أخرجه البخاري : رقم 3445 ] .

والغلو في الأشخاص من الأنبياء والصالحين ، هو الذي أوقع المشركين - من الكتابيين والأميين - في الشرك الأكبر .

والواجب : أن يُعرف للأشخاص قدرهم اللائق بهم ، فيعرف للرسل رسالاتهم ، ويعرف للصالحين صلاحهم ، ويعرف للعلماء علمهم ، وأنهم أفضل من غيرهم ، ففضل العالم على العابد ؛ كفضل القمر على سائر الكواكب ، ويُنزلون منازلهم ، ولا يرفعون فوق منازلهم .

قال تعالى : ( لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ ) . [ النساء : 171 ] .

وقال تعالى : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ) . [ المائدة : 77 ] .

والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( إياكم والغلو في الدين ، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ) . [ أخرجه النسائي وابن ماجه ، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " ] .

فلا يجوز الغلو في المخلوقين ، ورفعهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله فيها ؛ لأن هذا يجر إلى الشرك بالله - عز وجل - ، وكذلك الغلو في العلماء والعباد ، قال تعالى عن اليهود والنصارى : ( اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ ) . [ التوبة : 31 ] .

غلو في علمائهم وعبادهم ، حتى اعتقدوا لهم الصلاحية في تحليل الحرام وتحريم الحلال ، وتغيير الشرع المطهر .

 

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:41 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML