فائدة:
بسم الله الرحمن الرحيم
يَجِبُ عَلَى طَالِبِ الْحَدِيثِ أَنْ يَتَجَنَّبَ اللَّعِبَ وَالْعَبَثَ وَالتَّبَذُّلَ فِي الْمَجَالِسِ بِالسَّخْفِ، وَالضَّحِكِ، وَالْقَهْقَهَةِ، وَكَثْرَةِ التَّنَادُرِ، وَإِدْمَانِ الْمِزَاحِ وَالْإِكْثَارِ مِنْهُ، فَإِنَّمَا يُسْتَجَازُ مِنَ الْمِزَاحِ يَسِيرُهُ وَنَادِرُهُ وَطَرِيفُهُ الَّذِي لَا يَخْرُجُ عَنْ حَدِّ الْأَدَبِ وَطَرِيقَةِ الْعِلْمِ، فَأَمَّا مُتَّصِلُهُ وَفَاحِشُهُ وَسَخِيفُهُ وَمَا أَوْغَرَ مِنْهُ الصُّدُورَ وَجَلَبَ الشَّرَّ؛ فَإِنَّهُ مَذْمُومٌ وَكَثْرَةُ الْمِزَاحِ وَالضَّحِكِ يَضَعُ مِنَ الْقَدْرِ، وُيُزِيلُ الْمُرُوءَةَ..
211 - قال سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ: " كُنَّا عِنْدَ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ فَضَحِكَ رَجُلٌ مِنَّا فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ: «تَضْحَكُ وَأَنْتَ تَطْلُبُ الْحَدِيثَ».
212 - عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: ضَحِكَ رَجُلٌ عِنْدَ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ: " يَا فَتًى تَطْلُبُ الْعِلْمَ وَتَضْحَكُ قَالَ: فَقَالَ: أَلَيْسَ اللَّهُ أَضْحَكَ وَأَبْكَى؟ فَقَالَ هِشَامٌ: فَابْكِ إِذَنْ "
213 - عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: رَآنِي سُفْيَانُ وَأَنَا أُمَازِحُ رَجُلًا مِنْ بَنِي شَيْبَةَ عِنْدَ الْبَيْتِ، فَتَبَسَّمْتُ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: «تَبْتَسِمُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَسْمَعُ الْحَدِيثَ الْوَاحِدَ فَنَرَى عَلَيْهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ سَمْتَهُ وَهَدْيَهُ»
كتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي
الْبُكُورُ إِلَى مَجَالِسِ الْحَدِيثِ
سحاب السلفية