قال الإمام العلامة أحمد بن علي المقريزي - رحمه الله- في كتابه " تجريد التوحيد ص104 :
واعلم أن أنَّ العبادة أربع قواعد , وهي :
التحقيق بما يحب الله ورسوله ويرضاه , وقيام ذلك بالقلب واللسان والجوارح , فالعبودية اسم جامع لهذه المراتب الأربع , فأصحاب العبادة حقَّا هم أصحابهم .
فقول القلب : هو اعتقاد ما أخبرنا الله تعالى عن نفسه , وأخبر رسوله عن ربه من أسمائه وصفاته وأفعاله وملائكته ولقائه وما أشبه ذلك .
وقول اللسان : الإخبار عنه بذلك , والدعاء إليه , والذب عنه , وتبيين بطلان البدع المخالفة له , والقيام بذكره تعالى , وتبليغ أمره .
وعمل القلب : كالمحبة له , والتوكل عليه , والإنابة , والخوف , والرجاء , والإخلاص , والصبر على أوامره ونواهيه , وإقراره , والرضاء به وله وعنه , والموالاة فيه , والمعاداة فيه , والإخبات إليه , والطمأنينة , ونحو ذلك من أعمال القلوب التي فرضُها آكد من فرض أعمال الجوارح , ومستحبُها إلى الله تعالى أحبُّ من مستحب أعمال الجوارح .
وأما أعمال الجوارح : فكالصلاة , والجهاد , ونقل الأقدام إلى الجمعة والجماعات , ومساعدة العاجز , والإحسان إلى الخلق , ونحو ذلك , فقول العبد في صلواته : { إياك نعبد} التزام أحكام هذه الأربعة وإقرار بها .
وقوله : { إياك نستعين} طلب الإعانة عليها والتوفيق لها , وقوله : { اهدنا الصراط المستقيم } متضمن للأمرين على التفصيل , وإلهام القيام بهما , وسلوك طريق السالكين إلى الله تعالى .
والله الموافق بمنه وكرمه , والحمد لله وحده , وصلى اللهُ على مَن لا نبيَّ بعدَه وآله وصحبه ووارثيه وحزبه .
منقول شبكة سحاب السلفية