الحاجة إلى القضاء الشرعي
س: يقول نرى كبار الأئمة يتهرب من القضاء، وما ذاك إلا لإدراكهم الخطورة، فكيف نقدم عليه وحالنا لا تقارن بحالهم؟
ج: هذا صحيح، ولكن من تأمل حال الناس وشدة حاجتهم إلى القضاء الشرعي علم وجوب الاستجابة لذلك والصبر عليه إذا كان من أهله، ووجب عليه أن يجتهد فيه، وأن يبذل في ذلك ما يستطيع من أسباب التخلص من خطره والعافية من تبعاته؛ براءة للذمة، ونصحا للأمة، ورحمة لإخوانه المسلمين، وإحسانا إليهم في حل مشاكلهم، والحكم بينهم بالحق، وسيعينه الله ويسدده على حسب إخلاصه وصدقه.
وليس زماننا هذا كزمان السلف الصالح؛ لأن العلماء في ذلك الزمان كانوا كثيرين، إذا اعتذر بعضهم وجد من يقوم مقامه من إخوانه العلماء، أما في زماننا فقد قل العلماء وفشا الجهل، فإذا اعتذر عن القضاء من هو أهل له صعب وجود غيره وتعطل الكثير من البلاد من القضاء الشرعي، وفي ذلك من المضرة العظيمة ما لا يخفى على أحد، والله المستعان.[1]
مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز: (4/ 57)