🔹 قال الشاطبيُ رحمه الله وهو يصف قلة أهل الحق:
فتكالبت على سواد السنة البدعُ والأهواء، فتفرق أكثرهم شيعًا وهذه سنة الله في الخلق؛ أن أهل الحق في جنب أهل الباطل قليل؛
لقوله تعالى: {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين}
وقوله: {وقليل من عبادي الشكور}
ولينجز الله ما وعد به نبيه ﷺ من عود وصف الغربة إليه؛ فإن الغربة لا تكون إلا مع فقد الأهل أو قلتهم، وذلك حين يصير المعروف منكرًا والمنكر معروفًا،
وتصير السنة بدعة والبدعة سنة، فيقام على أهل السنة بالتثريب والتعنيف كما كان أزلًا يقام على أهل البدعة؛ طمعًا من المبتدع أن تجتمع كلمة الضلال!!
ويأبى الله أن تجتمع حتى تقوم الساعة، فلا تجتمع الفرق كلها على كثرتها على مخالفة السنة عادة وسمعا، بل لا بد أن تثبت جماعة أهل السنة حتى يأتي أمر الله، غير أنهم لكثرة ما تناوشهم الفرق الضالة وتناصبهم العداوة والبغضاء;
استدعاء إلى موافقتهم، لا يزالون في جهاد ونزاع، ومدافعة وقراع، آناء الليل والنهار، وبذلك يضاعف الله لهم الأجر الجزيل ويثيبهم الثواب العظيم"
الاعتصام (1 / 12-13)
•┈┈•◈◉❒✒❒◉◈•┈