منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الحديث النبوي الشريف وعلومه

شرح حديث "بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم"

منتدى الحديث النبوي الشريف وعلومه


 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )
الواثقة بالله غير متواجد حالياً
الصورة الرمزية الواثقة بالله
 
الواثقة بالله
المراقب العام

الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,533 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي شرح حديث "بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم"

كُتب : [ 11-27-2019 - 03:51 AM ]

شرح حديث
"بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم"

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ. يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيْهَا مُؤْمِناً وَيُمْسِي كَافِراً. أَوْ يُمْسِي مُؤْمِناً وَيُصْبِحُ كَافِراً. يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا».

ترجمة راوي الحديث:
أبو هريرة - رضي الله عنه - وأرضاه تقدمت ترجمته في الحديث الأول من كتاب الإيمان.

تخريج الحديث:
الحديث أخرجه مسلم حديث (118) وانفرد به.

شرح ألفاظ الحديث:
• (بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنا): أي سابقوا وسارعوا بأعمالكم الصالحة قبل مجيء الفتن التي تمنعكم منها وتصدكم عنها، والفتن هي الابتلاء والاختبار بالمحن والمنكرات والشدائد التي تحول بين العبد وبين العمل الصالح، وهي قسمين: فتن شبهات وعلاجها العلم، وفتن شهوات وعلاجها الإيمان والصبر.

• (كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ): هذا تشبيه للفتن بأجزاء الليل المظلمة الشديدة في سوادها وظلمتها، لأن وصف الليل بالمظلم تأكيد لهذه الشدة، وفي هذا كناية عن شدة الفتن وانبهامها وعظم الخوف منها وضعف الوصول للحق فيها وكثرة الوقوع في الباطل والله المستعان، وفي هذا غاية التشبيه كما قال تعالى: ﴿ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ الَّيْلِ مُظْلِماً ﴾.

• (وَيُمْسِي كَافِرا): يحتمل كفر النعمة، ويحتمل الكفر الحقيقي.
قال القرطبي مرجحا الكفر الحقيقي: "ولا إحالة ولا بعد في حمل هذا الحديث على ظاهره، لأن المحن والشدائد إذا توالت على القلوب أفسدتها بغلبتها عليها، وبما تؤثر فيها من القسوة و الغفلة التي هي سبب الشقوة". [المفهم (1/326)].

• (يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا): جملة تعليلية لتحوله إلى الكفر، وعَرَض الدنيا ما يُعرض فيها وكل ما في الدنيا فهو عرض، وسمي بذلك لأنه يعرض ويزول إما أن تزول أنت قبله أو هو يزول قبلك، قال تعالى: ﴿ تُرِيْدُوْنَ عَرَضَ الدُّنْيَا ﴾.

فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: في الحديث الحث على العمل الصالح قبل قدوم ما يحجبها من الفتن، لأن الفتن إذا حلت فإنها تحول بين الإنسان والعمل الصالح، وإن بادر فيها قبل حلولها وأقبل على الله كان العمل الصالح حماية له منها.

قال النووي: "معنى الحديث الحث على المبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل تعذرها والاشتغال عنها بما يحدث من الفتن الشاغلة المتكاثرة، المتراكمة كتراكم ظلام الليل المظلم لا المقمر، ووصف صلى الله عليه وسلم نوعاً من شدائد تلك الفتن، وهو أن يمسي مؤمناً ثم يصبح كافراً أو عكسه، وهذا لعظم الفتن، ينقلب الإنسان في اليوم الواحد هذا الانقلاب". [انظر شرح النووي لمسلم حديث (118)].

وذكر الصباح والمساء في الحديث ليس مقصودا لذاته بل هما كناية عن سرعة التحول فقد يكون التحول بين الصبح والظهر أو بين الظهر والعصر فالعبرة بالتحول وهذا يحدث بأقصر من هذه المدة، والزمان يحكي نماذج من ذلك والله المستعان، فليحذر العبد وليتحصن قبل حلول الفتنة قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ﴾ وقال: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ ﴾.

الفائدة الثانية: الحديث دليل على أن الأعمال الصالحة سبب للنجاة من الفتن، ويشهد لذلك أيضا حديث أم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم -قالت: "استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فزعا يقول: سبحان الله ماذا أنزل الله من الخزائن وماذا أنزل من الفتن؟ من يوقظ صواحب الحجرات، يريد أزواجه، لكي يصلين؟ رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة" رواه البخاري، فأرشد النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أوحي إليه بما سيكون من الفتن بعده إلى الصلاة، فالعبادة حجاب للعبد من الفتن، وفي حديث الباب إشارة إلى أن من قلَّ عمله كانت الفتنة إليه أسرع، وأن من كثر عمله ينبغي ألا يغتر بما عنده بل يستزيد فخطاب النبي -صلى الله عليه وسلم -للأمة عامة المجتهد والمقصر.

الفائدة الثالثة: في الحديث ذم الحياة الدنيا الفانية بما فيه من عرض (مال أو منصب أو جاه أو شهرة ونحوها)، والحذر من تقديمها على الآخرة الباقية، بل والحرص على الدين والاحتياط عند التمتع بعرض الدنيا، لأنها تقلب دين العبد وتحول دونه ودون عبادة ربه، ولذا الولوج في الفتن يضعف العمل الصالح.
وللفتن مباحث وضوابط وقواعد سيأتي بيانها في شرح كتاب الفتن بإذن الله تعالى.

مستلة من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الإيمان)


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/108498/#ixzz66R12KloG

 



توقيع : الواثقة بالله
قال الشافعي - رحمه الله - :
من حفظ القرآن عظمت قيمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم.
جامع بيان العلم و فضله

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:22 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML