منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى السيرة النبوية وسيرة الإنبياء

خطبة جمعة آيات النبي للشيخ محمد بن عثيمين

منتدى السيرة النبوية وسيرة الإنبياء


 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي إباء مخالفة
إباء غير متواجد حالياً
 
إباء
عضو نشيط
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 87
تاريخ التسجيل : Mar 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 73 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي خطبة جمعة آيات النبي للشيخ محمد بن عثيمين

كُتب : [ 08-10-2011 - 03:29 PM ]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالحق المبين وأيده بالآيات البينات لتقوم الحجة على المعاندين ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حيي عن بينة وإن الله لسميع عليم وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له اله الأولين والآخرين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما
أما بعد
فإن الله أرسل الرسل مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ولذلك أيدهم بالآيات البينات الدالة على صدقهم وصحة رسالتهم قال الله تعالى (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ) وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( ما من نبي من الأنبياء إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر فأيدهم الله تعالى بالبينات لتكون الحجة على كل معاند وليؤمن من آمن عن اقتناع وبصيرة فينشرح صدره للإيمان ويطمئن أليه قلبه ولقد كان لنبينا صلى الله عليه سلم من هذه الآيات أعظمها وأجلها كانت آيات النبي صلى الله عليه وسلم آيات شرعية وآيات كونية أما الآيات الشرعية فاعظمها هذا القران العظيم يقول الله تعالى للذين يطلبون آيات من النبي صلى الله عليه وسلم يقول لهم ( أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون ) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلىّ فارجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة ) نعم إن هذا القران العظيم لآية كبرى للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه جاء مصدقا لكتب الله السابقة وحاكما عليها وناسخا له ( وأنزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عن ما جاءك من الحق ) كان هذا القران آية كبرى للنبي صلى الله عليه وسلم لانه كان على وصف رسالته في عمومها وشمولها وصلاحها واصلاحها وهو كتاب عام شامل صالح لكل زمان ومكان تصلح به أمور الدنيا والآخرة فهو أساس الشريعة والشريعة شاهدة له كان القرآن آية كبرى للنبي صلى الله عليه وسلم لما يشتمل عليه من الأخبار الصادقة الهادفة والقصص الحسنى المملوءة عبرة وتربية والأحكام العادلة المرضية والإصلاحات الاجتماعية والفردية كان هذا القرآن آية كبرى في لفظه ومعناه وأثره في النفوس وآثاره في الأمة فهذا القرآن آية للامة كلها من أولها إلى آخرها كل المسلمين يتلونه اليوم كما يتلوه أول هذه الأمة ويمكنهم أن ينهلوا من أحكامه ومن معين حكمه كما نهل منها الرعيل الاول (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ولآيات النبي صلى الله عليه وسلم هذه الشريعة الكاملة الكاملة في العقيدة والعبادة والأخلاق والآداب والمعاملات وتنظيم سلوك العبد فيما بينه وبين ربه وفيما بينه وبين الخلق فلو اجتمع العالم كلهم على أن يأتوا بمثل هذه الشريعة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا لأنها شريعة الله العليم بما يصلح خلقه الحكيم بما يشرعه لهم الرحيم بما يكلفهم به وان كل ما جاء من صلاح أو إصلاح في أي نظام من النظم فان الشريعة المحمدية الإسلامية فيها ما هو أصلح منه وأنفع للخلق وإذا كان البشر لا يستطيعون أن يأتوا بمثل هذه الشريعة في صلاحها واصلاحها كان ذلك آية وبرهانا على أن شريعة رسول الله صلي الله عليه وسلم هي شريعة الله وأما الآيات الكونية الدالة على رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فكثيرة جدا لا تمكن الإحاطة بها فمنها ما جبله الله عليه من مكارم الأخلاق ومعاني الآداب ومحاسن الأعمال فقد كان صلى الله عليه وسلم على غاية في ذلك قال ملك غسان وقد دعاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام والله لقد دلني على هذا النبي الأمي أنه لا يأمر بخير الا كان أول آخذ به ولا ينهى عن شر الا كان أول تارك له وانه يغلب فلا يبطر ويغلب فلا يضجر ويفي بالعهد وينجز بالموعود وأشهد انه نبي وقال شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله قال في كتاب له يسمى الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح وهو كتاب قيم ينبغي للمسلم قراءته لا سيما في هذا العصر الذي كثر فيه انتشار النصارى بين المسلمين في القطاع الحكومي والشعبي ينبغي للمسلم أن يقرأ هذا الكتاب ليكون على بصيرة من أمر هؤلاء النصارى الذين كثروا في بلادنا وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب قال شيخ الإسلام إن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وأقواله وأفعاله وشريعته من آياته فانه كان من اشرف أهل الأرض نسبا من صميم سلالة إبراهيم وكان من أكمل الناس تربية ونشأة لم يزل معروفا بالصدق والبر والعدل ومكارم الأخلاق وترك الفواحش والظلم لا يعرف له شئ يعاب به ولا جرت عليه كذبة قط ولا ظلم ولا فاحشة بل كان أصدق الناس وأعدلهم وأوفاهم بالعهد مع اختلاف الأحوال عليه من حرب وسلم وأمن وخوف وفقر وظهور على العدو تارة وظهور العدو عليه تارة ومن آيات النبي صلى الله عليه وسلم الكونية ما شاهده الناس في الآفاق السماوية والآفاق الأرضية ففي الآفاق السماوية كثرت الشهب في السماء لإحراق الشياطين التي تستمع أخبار السماء كثرت الشهب حماية لوحي الله الذي ينزله على محمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى عن الجن ( وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا) وطلبت قريش من النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم القمر شقين حتى رأوا غار حراء بينهما وكانت كل شقة منه على حداء جبل وأسري بالنبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى واستمع إليه الأنبياء فصلى بهم إماما ثم عرج به إلى السماوات وقابل في كل سماء من قابل من الأنبياء والرسل وسلم عليهم فردوا عليه وحيوه وبلغ سدرة المنتهى ومكانا سمع فيه صريف الأقلام وكلمه الله بما أراد وتراجع بين الله وبين موسى فيما فرض الله عليه من الصلوات وعرضت عليه الجنة ودخلها وعرضت عليه النار فرآها كل هذا كان في ليلة بل في بعض ليلة وهو من أعظم آيات الله الدالة على صدق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ( لقد رأى من آيات ربه الكبرى ) وجاءه رجل وهو يخطب الناس يوم الجمعة فقال ادع الله أن يغيثنا فدعا صلى الله عليه وسلم وما في السماء من سحاب لا قليل ولا كثير فصار السحاب أمثال الجبال فما نزل عن المنبر حتى كان المطر يتحادر على لحيته فبقى أسبوعا كاملا حتى دخل رجل في الجمعة الأخرى فقال ادع الله أن يمسكها عنا فجعل يشير إلى السحاب فما يشير إلى ناحية إلا انفرجت فخرج الناس يمشون في الشمس وفي الآفاق الأرضية شاهد الناس من آيات النبي صلى الله عليه وسلم شيئا كثيرا فمنها ما رواه جابر رضي الله عنه قال عطش الناس وكان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ركوة والركوة إناء من جلد فجهش الناس نحوه فقال مالكم قالوا ليس عندنا ماء نشرب ولا نتوضأ الا ما بين يديك فوضع يده في الركوة فجعل الماء يفور بين أصابعه كأمثال العيون فشربنا وتوضأنا قيل لجابر كم كنتم قال كنا ألفا وخمسمائة ولو كنا مائة ألف لكفانا وأتى أنس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في جملة من أصحابه قد عصب بطنه من الجوع فذهب انس إلى أبي طلحة وهو زوج أمه فاخبره بما شاهد من النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو طلحة لام سليم زوجته هل من شئ قالت نعم كسر من خبز وتمرات إن جاء رسول الله صلي الله عليه وسلم وحده أشبعناه وإن جاء معه آخر قل عنهم قال أنس فذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلي فقلت أجب أبا طلحة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لمن معه قوموا فإذا أبو طلحة على الباب فقال يا رسول الله إنما هو شئ يسير فقال هاته فان الله سيجعل فيه البركة ثم أمر بسمن فصب عليه ودعا فيه ثم قال أذن لعشرة فدخلوا فقال كلوا وسموا الله ثم أدخلهم عشرة عشرة وكانوا ثمانين حتى شبعوا ثم أكل رسول الله صلي الله عليه وسلم وأهل البيت حتى شبعوا وأهدوا البقية للجيران وكان صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إلى جذع نخلة في المسجد فلما صنع له المنبر وقام عليه أول جمعة حن الجذع إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم كما تحن العشار حتى نزل اليه فوضع يده عليه يسكنه حتى سكن فبهذا من آيات النبي صلى الله عليه وسلم ما هو دليل وشاهد على صدقه وكان من آياته ما أخبر به من أمور الغيب التي وقعت صدقا لما أخبر كأنما يشاهدها بعينه كقوله صلى الله عليه وسلم (يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم) وكما في قوله صلى الله عليه وسلم ( لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك ) وكان هذا ولله الحمد فمازال في هذه الأمة أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم على كثرة ما غزي دينهم من أعدائهم حتى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى والمشركين فعن أنس بن مالك قال كان رجل نصرانيا فاسلم وقرأ البقرة وآل عمران فكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فعاد نصرانيا ورجع عن الإسلام فكان يقول ما يدري محمد الا ما كتبت له فأماته الله فدفنوه فاصبح وقد لفظته الأرض فقالوا هذا فعل محمد وأصحابه لما عرف منهم نبشوا عن صاحبنا فالقوه ثم حفر له أصحابه وأعمقوا حفرته فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا هذا فعل محمد وأصحابه لما عرف منهم نبشوا عنه فألقوه فحفر أصحابه له حفرة أعمق مما سبق فأصبح وقد لفظته الأرض للمرة الثالثة فعلموا انه ليس من الناس فالقوه وتركوه منبوذا وهكذا ينتصر الله من أعداء الله ويري الناس فيهم آياته حتى يتبين لهم الحق فاتقوا الله أيها المسلمون وثقوا بوعد الله إن كنتم صادقين ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب وأساله أن يجعلنا ممن رأى آياته فانتفع بها وكانت سببا لصلاحه وفلاحه فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم


الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من آشرك به وكفر واشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد البشر والشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحب ومعشر وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدا الفجر وأنور وسلم تسليما
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى واستدلوا بآياته على ما له من كمال القدرة والعظمة فانه إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون وان من آيات الله العظيمة هذا السحاب المسخر بين السماء والأرض هذا السحاب الذي يضئ برقا ويضج بالصوت رعدا أنطقه الله تبارك وتعالى بذلك فسبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته إن هذا السحاب الذي ينشئه الله تعالى في لحظة كما سمعتم في قصة استسقاء رسول الله صلي الله عليه وسلم والذي يجليه الله تعالى في لحطة كما سمعتم في إستحصائه صلى الله عليه وسلم إنه من آيات الله العظيمة يحمل هذه البحار من الماء بين السماء والأرض فيسوقه الله تعالى إلى الأرض الجرز الخالية من النبات فيمطرها فتنبت بأذن الله فيخرج الله به من أصناف النبات والربيع إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون نستدل بهذه الآيات على عظمة الله فعظموا ربكم وعظموا حرماته وكونوا عباد الله عبادا بمعنى الكلمة تمتثلون أمره وتجتنبون نهيه وترغبون إليه وتهربون من عقابه واعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وأسالوا الله أن يحييكم على السنة الخالصة وأن يتوفاكم عليها وان يحشركم مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم حقق لنا ذلك بمنك وكرمك يا رب العالمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل بلدنا هذا آمنا وسائر بلاد المسلمين اللهم أصلح لنا ولاة أمورنا اللهم اصلح لنا ولاة أمورنا اللهم أصلح لنا ولاة أمورنا صغيرهم وكبيرهم اللهم أصلح للمسلمين ولاتهم اللهم من كان من ولاة أمور المسلمين مستقيما على شرعك قائدا لعبادك بكتابك وسنة نبيك فانصره وأيده ومن كان منهم على خلاف ذلك فأزله عن ولاية المسلمين وأبدله بخير منه يا رب العالمين ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
 

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:40 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML