منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الفقه وأصوله

حكم الاحتفال بالمولد النبوي

منتدى الفقه وأصوله


 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )
الواثقة بالله غير متواجد حالياً
الصورة الرمزية الواثقة بالله
 
الواثقة بالله
المراقب العام

الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,533 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي حكم الاحتفال بالمولد النبوي

كُتب : [ 12-01-2024 - 05:26 PM ]

�� الفقه في الدين
�� من فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى

♦ حكم الاحتفال بالمولد النبوي وغيره من الموالد

�� ﻻ ريب أن الله سبحانه بعث محمدا ﷺ بالهدى ودين الحق، وهما العلم النافع والعمل الصالح، ولم يقبضه إليه حتى أكمل له وﻷمته الدين، وأتم عليهم النعمة كما قال سبحانه وتعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم اﻹسﻼم دينا}

�� فأبان سبحانه بهذه اﻵية الكريمة أن الدين قد كمل والنعمة قد أتمت،

�� فمن رام أن يحدث حدثا يزعم أنه مشروع وأنه ينبغي للناس أن يهتموا به ويعملوا به فﻼزم قوله إن الدين ليس بكامل بل هو محتاج إلى مزيد وتكميل،

�� وﻻ شك أن ذلك باطل، بل من أعظم الفرية على الله سبحانه والمصادمة لهذه اﻵية الكريمة.

�� ولو كان اﻻحتفال بيوم المولد النبوي مشروعا لبينه الرسول ﷺ ﻷمته؛ ﻷنه أنصح الناس، وليس بعده نبي يبين ما سكت عنه من حقه؛ ﻷنه ﷺ خاتم النبيين،

�� وقد أبان للناس ما يجب له من الحق كمحبته واتباع شريعته، والصﻼة والسﻼم عليه وغير ذلك من حقوقه الموضحة في الكتاب والسنة،

�� ولم يذكر ﻷمته أن اﻻحتفال بيوم مولده أمر مشروع حتى يعملوا بذلك، ولم يفعله ﷺ طيلة حياته،

�� ثم الصحابة رضي الله عنهم أحب الناس له وأعلمهم بحقوقه لم يحتفلوا بهذا اليوم، ﻻ الخلفاء الراشدون وﻻ غيرهم،

�� ثم التابعون لهم بإحسان في القرون الثﻼثة المفضلة لم يحتفلوا بهذا اليوم.

�� أفتظن أن هؤﻻء كلهم جهلوا حقه أو قصروا فيه حتى جاء المتأخرون فأبانوا هذا النقص وكملوا هذا الحق؟ ﻻ والله، ولن يقول هذا عاقل يعرف حال الصحابة وأتباعهم بإحسان.

�� وإذا علمت أيها القاريء الكريم أن اﻻحتفال بيوم المولد النبوي لم يكن موجودا في عهده ﷺ وﻻ في عهد أصحابه الكرام، وﻻ في عهد أتباعهم في الصدر اﻷول، وﻻ كان معروفا عندهم

�� علمت أنه بدعة محدثة في الدين،

�� ﻻ يجوز فعلها وﻻ إقرارها وﻻ الدعوة إليها، بل يجب إنكارها والتحذير منها عمﻼ بقوله ﷺ في خطبته يوم الجمعة: «خير الكﻼم كﻼم الله وخير الهدي هدي محمد ﷺ وشر اﻷمور محدثاتها وكل بدعة ضﻼلة»
وقوله ﷺ: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات اﻷمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضﻼلة»
وقوله عليه الصﻼة والسﻼم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» وفي لفظ: «من عمل عمﻼ ليس عليه أمرنا فهو رد»
واﻷحاديث في هذا المعنى كثيرة.

�� ومعلوم عند كل من له أدنى مسكة من علم وبصيرة أن تعظيم النبي ﷺ ﻻ يكون بالبدع كاﻻحتفال بيوم المولد،

�� وإنما يكون بمحبته واتباع شريعته وتعظيمها والدعوة إليها ومحاربة ما خالفها من البدع واﻷهواء، كما قال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}
وقال سبحانه: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}

وفي الحديث الصحيح عنه ﷺ أنه قال: «كل أمتي يدخلون الجنة إﻻ من أبى قيل: يا رسول الله: ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى» خرجه البخاري في صحيحه.

�� وتعظيمه ﷺ ﻻ ينبغي أن يكون
في وقت دون آخر،
وﻻ في السنة مرة واحدة،

�� بل هذا العمل نوع من الهجران،

�� وإنما الواجب أن يعظم ﷺ كل وقت بتعظيم سنته والعمل بها والدعوة إليها والتحذير من خﻼفها، وببيان ما كان عليه ﷺ من اﻷعمال الصالحة واﻷخﻼق الزاكية والنصح لله ولعباده، وباﻹكثار من الصﻼة والسﻼم عليه وترغيب الناس في ذلك وتحريضهم عليه،

�� فهذا هو التعظيم الذي شرعه الله ورسوله ﷺ لﻷمة ووعدهم الله عليه الخير الكثير واﻷجر الجزيل والعزة في الدنيا والسعادة اﻷبدية في اﻵخرة.

�� وليس ما ذكرته هنا خاصا بمولد النبي ﷺ، بل الحكم عام في سائر الموالد التي أحدثها الناس،

�� وقد قامت اﻷدلة على أن اﻻحتفال بمولده ﷺ بدعة منكرة، وﻻ يجوز إقرارها فغيره من الناس أولى بأن يكون اﻻحتفال بمولده بدعة،

�� فالواجب على العلماء ووﻻة أمر المسلمين في سائر اﻷقطار اﻹسﻼمية:
▪ أن يوضحوا للناس هذه البدعة وغيرها من البدع،
▪ وأن ينكروها على من فعلها،
▪ وأن يمنعوا من إقامتها نصحا لله ولعباده،
▪ وأن يبينوا لمن تحت أيديهم من المسلمين أن تعظيم الرسول ﷺ وغيره من اﻷنبياء والصالحين إنما يكون:
باتباع سبيلهم،
والسير على منهاجهم الصالح،
ودعوة الناس إلى ما شرعه الله ورسوله،
وتحذيرهم مما خالف ذلك،

�� وقد نص العلماء المعروفون بالتحقيق والتعظيم للسنة على إنكار هذه الموالد والتحذير منها،

�� وصرحوا بأنها بدع منكرة ﻻ أصل لها في الشرع المطهر وﻻ يجوز إقرارها.

�� فالواجب على من نصح نفسه:
▪ أن يتقي الله سبحانه في كل أموره،
▪ وأن يحاسب نفسه فيما يأتي ويذر،
▪ وأن يقف عند حدود الله التي حدها لعباده،
▪ وأن ﻻ يحدث في دينه ما لم يأذن به الله.

�� فقد أكمل الله الدين وأتم النعمة، وتوفي الرسول ﷺ وقد ترك أمته على المحجة البيضاء التي ﻻ يزيغ عنها إﻻ هالك.


ﻭاﻟﻠﻪ اﻟﻤﺴﺌﻮﻝ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻳﻨﺎ ﻭﺳﺎﺋﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺻﺮاﻃﻪ اﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ، ﻭﺃﻥ ﻳﻌﺼﻤﻨﺎ ﻭﺇﻳﺎﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﺪﻉ ﻭاﻷﻫﻮاء، ﻭﺃﻥ ﻳﻤﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺎﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ﻭﺗﻌﻈﻴﻤﻬﺎ ﻭاﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻭاﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭاﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻤﺎ ﺧﺎﻟﻔﻬﺎ، ﻭﺃﻥ ﻳﻮﻓﻖ ﻭﻻﺓ ﺃﻣﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻋﻠﻤﺎءﻫﻢ ﻷﺩاء ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﺼﺮ اﻟﺤﻖ ﻭﺇﺯاﻟﺔ ﺃﺳﺒﺎﺏ اﻟﺸﺮ ﻭﺇﻧﻜﺎﺭ اﻟﺒﺪﻉ ﻭاﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺇﻧﻪ ﻭﻟﻲ ﺫﻟﻚ ﻭاﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ.


�� مجموع فتاوى ورسائل الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى (6 / 317)

✍️ مجموعة فتاوى اللجنة الدائمة وكبار العلماء

 



توقيع : الواثقة بالله
قال الشافعي - رحمه الله - :
من حفظ القرآن عظمت قيمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم.
جامع بيان العلم و فضله

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:21 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML