قال الإمام البخاري ( 7 / 133 ) : حدثني محمد ، أخبرنا عبدة ، عن هشام ابن عروة ، عن أبيه قال : سمعت عبد الله بن جعفر قال : سمعت عليا رضي الله عنه يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : (( خير نسائها مريم ، و خير نسائها خديجة )) .
وأخره مسلم ( 4 / رقم 2430 ) .
وقال الإمام البخاري رحمه الله ( 7 / 134 ) : و قال إسماعيل بن خليل ، أخبرنا علي بن مسهر ، عن هشام عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها قالت ، استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة ، على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فعرف استئذان خديجة ، فارتاع لذلك فقال : (( اللهم هالة )) . فالت فغرت فقلت : ما تذكر من عجوز من عجائز قريش ، حمراء الشدقين قد أبدلك الله خيرا منها . و أخرجه مسام ( 4 / 1889 ) موصولا فقال : حدثنا سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر به .
و إنه لجدير بنا معشر النسوة : أن نقتدي بهذه المرأة الفاضلة و بغيرها من فضليات النساء كعائشة رضي الله عنها ، فإنه كان لها من الفضل الكثير ، حتى ‘ن بعض العلماء يفضل عائشة على خديجة ، للأدلة المتكاثر التي وردت في فضلها ، و لأنها نشرت العلم و عدت من النفر المكثرين في رواية الأثر .
كما قال الشاعر :
سبع من الصحب فوق الألف قد نقلوا***من الحديث عن المختار خير مضر
أبو هريرة سعد جابر أنس***صديقة و ابن عباس كذا ابن عمر
و نظمها السيوطي بنظم آخر فقال :
المكثرون في رواية الأثر *** أبو هريرة يليه ابن عمر
و أنس و الحبر كالخدري *** و جابر و زوجة النبي
وقال الإمام الترمذي رحمه الله ( 3883 ) : حدثنا حميد بن مسعدة ، حدثنا زياد بن الربيع ، حدثنا خالد بن
سلمة المخزومي ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى قال : ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه
و سلم حديث قط ، فسألنا عائشة إلا و جدنا عندها منه علما .
و الأثر حسن من أجل شيخ الترميذي ، فإنه صدوق ، و كذلك خالد صدوق رمي بالإرجاء و بالنصب .
أما زياد بن الربيع فهو ثقة .
وهكذا بقية زوجات النبي صلى الله عليه و سلم ، و أم سليم المرأة التقية ، التي كان مهرها الإسلام .
و ذكر الإمام البخاري معلقا في " صحيحه " : أن أم الدرداء كانت تجلس جلسة الرجل في الصلاة و كانت فقيهة ، و أتى بعض نساء الصحابة فقلن : يارسول الله غلبنا عليك الرجال ، فاجعل لنا من نفسك يوما تعلمنا فيه مما علمك الله فقال لهن : ((
اجتمعن في يوم كذا و كذا )) فاجتمعن فأتاهن ، فوعظهن ، و أمرهن ، فكان فيما قال لهن : (( ما منكن امرأة تقدم بين يديها من ولدها ثلاثة ، إلا كان لها حجابا من النار )) . فقالت امرأة: و اثنين ؟ فقال (( و اثنين )) .
وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم حريصا على إسماعهن الخير ، فكان يخصهن بالتذكير .
عن ابن جريج عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال : قام النبي صلى الله عليه و سلم يوم الفطر فصلى فبدأ
بالصلاة ثم خطب ، فلما فرغ نزل فأتى النساء ، فذكرهن و هو يتوكأ على يد بلال ، و بلال باسط ثوبه يلقي
فيه النساء الصدقة
و في رواية معن لابن عباس : فظن أنه لم يسمع النساء ، فوعظهن و أمرهن بالصدقة و قال ابن جريج لعطاء : أترى حقا على الإمام يذكرهن ؟ فقال : إنه لحق عليهم و ما لهم لا يفعلونه ؟
إذن ، الأمر ليس خاصا برسول الله صلى الله عليه و سلم .
فينبغي أن يعتني العلماء و أولياء الأمور النساء ، كما اعتنى بهن رسول الله صلى الله عليه و سلم و السلف
الصالح ، فيأخذن العلم و الرواية ، و يتحملن ذلك كالرجل ليكن هاديات ، مهديات ، مهتديات ، مفاتح
للخير ، مغاليق للشر ، فما من طاعة تقوم على الوجه الصحيح إلا بالعلم ، و العلم من أفضل الطاعات
على الإطلاق .
وهذا ما صرحت به امرأة عالمة ، و فقيهة زاهدة ’ ألا و هي أم الدرداء فإنها قالت : لقد طلبت العبادة في كل شي
ء ، فما أصبت لنفسي شيئا أشفى من مجالسة العلماء و مذاكرتهم .
فما أحوج نساء هذه الأيام لأمثالها / من المربيات ، العلمات ، الفاضلات الزاهدات .
فقلا من كتاب " عناية النساء بالحديث النبوي " لمشهور بن حسن ص ( 13 ) .
منقول من كتاب " نصيحتي للنساء "
تأليف أم عبد الله بنت الشيخ مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله ـ
فضل خديجة بنت خويلد
العرض الشجري